لوس انجليس - اصبحت الحكايات والأساطير الشعبية الأوربية رافدا جديدا لسينما هوليوود حيث أصبحت تجربة تجسيد الأساطير الأوربية التي يعرفها الجميع أمرا مألوفا هذه الأيام، كما تقدمها السينما الأمريكية بوجوه ممثلين على قدر كبير من الشهرة. ومن بين هذه التجارب "أليس في بلاد العجائب" و"القط ذو الحذاء" و"ذات الرداء الأحمر" و"سنو وايت" وأخيرا تسعى هوليوود لتقديم أسطورة "هانسيل وجريتل" والمعروفة في العالم العربي باسم "بيت الحلوى". تعود أسطورة "هانسيل وجريتل" إلى حوالي قرنين من الزمان وقد كتبها الأخوان جريم، وهما من أصل ألماني، كما تعرف أيضا باسم "قصة بيت الحلوى". تتناول الأسطورة أحداث حياة الطفلين الشقيقين هانسيل (الصبي) و جريتل (الفتاة) وهما يتيما الأم، أما والدهما فكان يعمل حطابا فقيرا طيبا، أما عنصر الشر في القصة فيتجسد من خلال شخصية زوجة الأب والتي تسعى بشتى الوسائل للتخلص منهما بحجة أنهم فقراء وغير قادرين على رعاية طفلين. تذهب بهما زوجة والدهما إلى غابة بعيدة وتتركهما هناك تائهين، حتى يجد الطفلان منزلاً على شكل قالب حلوى تحوط به أطايب الطعام، فيندفعان نحوه، إلا أنهما يجدان فيه عجوزاً طاعنة في السن، تطعمهما ما لذ وطاب من الطعام حتى يناما. في اليوم التالي يكتشف الطفلان أن هذه العجوز التي تتظاهر بالطيبة ما هي إلا ساحرة شريرة تستدرج الاطفال إلى منزلها، فتحتجزهم وتطعمهم جيداً حتى يسمنوا ويزيد وزنهم ويكبر حجمهم، ويصبحوا جاهزين لأن تلتهمهم. تحتجز العجوز الصبي هانسيل حتى يصبح طفلاً سميناً، في حين تجبر شقيقته جريتل على تحضير الطعام الذي تُطعمه لفريستها هانسيل، إلا أنهما يتفقان على الإيقاع بها وينجحان في استدراجها إلى الفرن الذي كانت تحضره لشيّ هانسيل ويتخلصان منها. يتمكن كلاً من هانسيل وجريتل من أخذ الكثير من مجوهرات العجوز ويعودا بها إلى منزل والدهم، وقد أصبحا أغنياء. وكما هي العادة فإن السينما الأمريكية قد قدمت الأسطورة ولكنها أضفت عليها الكثير من العصرية والحداثة كما حدث مع قصة "بيضاء الثلج" أو "Snow White" فهانسيل وجريتل ليسا أطفالا صغارا في هذه المعالجة الجديدة وإنما هما شباب يجسد أدوارهما (جيرمي رينر) في دور هانسيل و(جيما ارتيرتون) في دور جريتل وتدور أحداث الفيلم بعد مرور 15 عام من حادثة "Ginger Bread" أو "بيت مخبوزات الجنزبيل" وهي معالجة أخرى لنفس الأسطورة المرعبة. هذه المرة يشكل هانسيل وجريتل فريقا قويا للقضاء على السحرة ويضم الفيلم العديد من مشاهد العنف والكوميديا السوداء ويقوم هانسيل وجريتل في الفيلم بمواجهة جميع السحرة في بلدة اوجسبرج بألمانيا وتعبر المشاهد العنيفة في مشاهد الفيلم عن أسلوب المخرج تومي ويركولا، الذي أوضح خلال لقاء أجري معه أن أهم ما يميز الفيلم هو الإثارة والعنف. ويذكرنا الفيلم بأوربا في العصور الوسطى حيث ديكورات الفيلم تحمل المشاهد إلى عصر قديم، ومع ذلك توجد بالعمل بعض مشاهد العنف والذبح تتم بتقنية التصوير البطيء مما يذكر بفيلم ماتريكس. أما فيما يتعلق بإيرادات الشباك فلا يزال الأمر شديد التعقيد بداية من أحداث الفيلم التي تدور في ألمانيا إلى تكلفة الفيلم حيث بلغ حجم الميزانية حوالي 60 مليون دولار، هذا بخلاف التفكير في توقيت عرض الفيلم حيث تقرر عرضه أواخر كانون ثان/ يناير ، أي بعد فترة انتهاء أعياد الميلاد والعطلات، كل هذ العوامل مجتمعة تجعل أمر الإيرادات معقدا للغاية. ولهذا السبب خاصة تم تاجيل عرض الفيلم ًإلى الموعد الذي تم تحديده حتى لا يتزامن مع عرض فيلم "فرقة العصابات " أو "Gangster Squad" بطولة شون بين و ايما ستون وجوش برولين وريان جوسلينج. ولا يعني هذا عدم الثقة في قدرة بطلي الفيلم رينر وارتيرون علاوة على الممثل الهولندي يانسن فامكي الذي يجسد دور زعيم السحرة و قاتل الأطفال في المنطقة. فرينر يمثل مشروع تنامي الشهرة في هوليوود حيث سطع نجمه بشكل متزايد منذ بدايته حتى تم ترشيحه للاوسكار كأفضل ممثل دوره في فيلم "حزانة الألم" أو " THE HURT LOCKER " وتوالي نجاحه في فيلم المدينة حيث تم ترشيحه للمرة الثانية ولكن هذه المرة كافضل ممثل ثانوي. كذلك ارتيرتون أو جريتل الفتاة الشقراء 26 عاما التي استطاعت أن تصنع لها اسما في العديد من الأفلام التجارية كما برعت في الأدوار الرومانسية وكذلك في أدوار الأكشن. وتعتمد شركة بارامونت على هذه العناصر لنجاح الفيلم ولاختياره كبداية موسم أفلام 2013 وتبعا للإيرادات سوف يتم تقرير ما إذا كان سيتم انتاج جزء آخر من الفيلم كما حدث مع فيلم "سنو وايت وهانتسمان " وبهذا يتم إضافة قصة أخرى من الأساطير الأوربية إلى شاشات السينما العالمية.