نيالا : عبدالرحمن ابراهيم: يعتبر طريق نيالاالفاشر من اهم الطرق التي تربط مدن دارفور وخاصة مدن نيالا ، الفاشر ،زالنجى والجنينة وبرغم ان طريق نيالاالفاشر يلعب دورا مهما بالمنطقة ويسهم بشكل فعال فى تسهيل حركة المسافرين الا انه اصبح عاجزا عن اداء دوره الاستراتيجي ،اذ ظل لعشرات السنين في صورة من التردي ولم يغشاه التطور برغم ان خريطة الطرق بالبلاد قد شهدت تطورا غير مسبوق في تاريخها اذ تجاوز طول الطرق المسفلتة في البلاد الخمسة آلاف كيلومتر وبرغم ذلك بقي طريق نيالاالفاشر دون اى تطور ملحوظ واصبح بصورته الراهنة عائقا لحركة المركبات السفرية نسبة لكثرة الاودية والخيران في فصل الخريف فضلا عن الكثبان الرملية الكثيرة التى تعيق الحركة بمناطق قوز ابو زريقة وابوحمرة بجنوب دارفور، فالطريق رغم الاصلاحات المحدودة جدا التى لا تتجاوز الردميات الترابية ما زال اقرب من كونه طريقا اثريا من العصور الوسطى وقد ظل المسافرون عبر الطريق يعانون المشقة في ابشع صورها ويذكر عدد من سائقى اللوارى والشاحنات الذين ظلوا يعملون في الطريق منذ سنين بعيدة ان الطريق لم تمتد اليه يد الاصلاح وباتت اية اعمال صيانة تعتمد على الردميات الترابية التي تنتهى بهطول الامطار الاولى لتقفل مياه الامطار الشارع من جديد ما يتسبب فى انقطاعه طوال فترة الخريف . لقد بات طريق نيالاالفاشر هاجسا لسكان المنطقة فى ترحالهم وسفرهم فى التنقل بين كافة مدن وارياف دارفور و منذ عرفت مدن نيالاوالفاشر، ظل الطريق بذات صورته الراهنة يبذر المعاناة ويجسدها امام السكان الذين فقدوا المئات من ذويهم وقد يستغرب البعض ان بعضهم قضي نحبه غرقا فى الاودية بجانب ضحايا حوادث انقلاب العربات فضلا عن الاضرار المادية ،اذ يمتد سوء الطريق الى اتلاف بضائع التجار وخاصة اصحاب الخضر والفاكهة لعدم وجود الكبارى على الاودية الكبيرة على الطريق . لا ينسي اهل دارفور جهد حكومة مايو التي قامت باعادة رصف الطريق فى العام 1981م بغرض تقليل معاناة المواطن ، ولكن لم يكتمل العمل حينذاك وكل الذى تم عمل مزلقانات بالاسمنت والخرصانة ولكن سرعان ما انجرفت بسبب الامطار والسيول ، وفى ذات السياق يرى مواطنو المناطق على طول الطريق ان الطريق رغم حيويته الا انه لم يجد الاهتمام من قبل السلطات المركزية وعلى مستوى الولاية برغم انه يمثل قطاعا حيويا من طريق الانقاذ الغربى. ويرى الخبراء بان اعادة رصف الطريق سوف تحسم العديد من المشاكل الامنية بجانب انه يسهم فى استقرار عدد كبير من المواطنين اضافة لاسهاماته المرتقبة في ازدهار وتنمية قرى المنطقة وانتعاشها اقتصاديا ، وفى السياق يرى عدد من السائقين ان حكومة جنوب دارفور قد اسهمت بقوة عندما قامت واعتمادا على مواردها المحلية في رصف جانب من الطريق يصل لحوالى ( 92) كيلومتر الى الشمال من مدينة نيالا وقد تم رصف المسافة وفق ادق مواصفات الطرق القومية ومن ناحية الفاشر فقد تم تشييد 5 كيلومترات بعضها معبد والآخر مجرد ردميات وهذا يعني ان القطاع الاكبر من الطريق يحتاج لعمل كبير في مجال التعبيد واعمال الكبارى والجسور بعدد الخيران والاودية . لقد ألحق الطريق اضرارا بليغة بالآليات والشاحنات وتزداد تلك الاضرار فى فصل الخريف حيث الامطار والخيران التى تملأ جنبات الطرقات وتتوقف حركة المواصلات بين نيالا و الفاشر، وهنا ينتهى دور العربات الصغيرة كالحافلات ، وتظهر اهمية العربات الكبيرة كاللوارى التي كادت تندثر ، وفى وادى دوما الذى يعتبر العائق الاكبر لحركة المواصلات بين نيالاوالفاشر عندما يفيض و ويغطى مساحات واسعة مما يصعب اجتيازه. وفى ذات الوقت يتفاعل سكان المنطقة بقدومه لما له من مدلولات.. ذكر لى احد سكان المنطقة العم آدم انهم يتفاعلون مع قدوم الوادى لانه يحتفظ بكميات كبيرة من المياه يستفيدون منها وقت الجفاف عبر الابار الجوفية اذلا تستغرق عمليات الحفر في بطن الوادي كثير وقت في الحصول على الماء وقال عم آدم انه وبمثل تفاعله بمجئ الوادي فهنالك آخرون لا يرحبون بقدومه لان تجارتهم ستتوقف وحركتهم ستقل بسبب الامطار المصاحبة لفيضان الوادى ، وفي ذات الاتجاه طالب اصحاب العربات التجارية بهذا الطريق حكومة الولايتين والحكومة الاتحادية بضرورة اكمال تشييد هذا الطريق الذى ظل بشكله الحالى يجسد المعاناة فيما يتساءل البعض اذا كان الطريق احد قطاعات طريق الانقاذ الغربي فلماذا يبدأ العمل فيه مثل القطاعات الاخرى ؟