تسعى جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر للدفع بواحد من قادتها لشغل منصب مفتي الديار المصرية وهو منصب ديني رفيع في تحد للمنتقدين الذين يتهمون الجماعة بالسعي للهيمنة على كل مؤسسات الدولة. ومن المقرر ان تختار هيئة كبار العلماء بالازهر المفتي الجديد الاثنين من بين ثلاثة مرشحين ثم يرسل الاسم إلى الرئيس محمد مرسي للتصديق عليه. وللمفتي سلطة اصدار الفتاوى في اي مسألة مما يؤثر على القضايا الاجتماعية والثقافية وما يتعلق بالسلوك العام والأحكام القضائية. ويأتي اختيار المفتي في الذكرى السنوية الثانية لتنحي الرئيس حسني مبارك بعد انتفاضة شعبية تطالب بالديمقراطية. ودعت جهات عديدة إلى احتجاجات ضد مرسي في اليوم نفسه. ويتقدم المرشحين للمنصب عبد الرحمن البر (50 عاما) عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين الذي سجن في عهد مبارك وشارك في صياغة الدستور الجديد ذي الصبغة الاسلامية الذي أقر في ديسمبر/ كانون الاول. ومن شأن تعيين البر في موقع المفتي ان يعزز قبضة الاخوان على السلطة بعد ان يحل مكان المفتي علي جمعة (61 عاما) الذي اشتهر بفكره المنفتح والذي انتقد علنا فتاوى متشددة من بينها فتاوى اصدرها انصار لجماعة الاخوان. ويحال المفتي إلى التقاعد عند بلوغه سن الستين. وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر بعد سقوط مبارك حتى انتخاب مرسي العام الماضي قد مد خدمة جمعة لمدة عام. وقال مصطفى السيد استاذ العلوم السياسية "البر هو الاختيار المرجح حيث يعكس التغير الذي طرأ على هيئة كبار العلماء بالازهر منذ وصول مرسي للسلطة حيث اصبح حوالي 70 في المئة من اعضائها إما اخوان أو سلفيين". وأضاف السيد قائلا "لكن مثل هذا الاختيار سيذكي مزيدا من الغضب الشعبي ويظهر افتقار الاخوان المسلمين للرؤية بشأن تأثير مثل هذا القرار على استقرار البلاد... انه يشير أيضا إلى تزايد نفوذ الاسلاميين في مصر". وفي يونيو/ حزيران قال البر انه يجب منع المسلمين من بيع او شراء الخمور لكن لا يجب إلزام النساء بارتداء الحجاب بحكم القانون. وعندما سئل عن تأكيد ترشيحه قال البر انه لم يفكر او يطلب هذه الوظيفة وانه لا يعرف عنها شيئا الا من خلال الصحف لكنه قال انه سيعرض اراءه الدينية في مقابلة غدا الاثنين تستمر ساعة مع التلفزيون الحكومي. وقال مسؤول رفيع في دار الافتاء انه سيتم ترشيح البر على الأرجح لشغل منصب المفتي وان الاخوان يعدونه لهذا الدور منذ العام الماضي.
