كشف رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر تأسيس دولة جوبا لاند الصومالية محمد إبراهيم محمود للجزيرة نت انطلاق فعاليات المؤتمر في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في مدينة كيسمايو بمشاركة خمسمائة عضو من الأعضاء المؤسسين، وحضور ممثلين عن الحكومة الصومالية الفدرالية وهيئة الإيغاد والأمم المتحدة ومنظمات إقليمية ودولية وسفراء الدول المهتمين بالشأن الصومالي. وأكد إبراهيم في تصريحات خاصة للجزيرة نت وصول المشاورات المتصلة بالمؤتمر إلى المراحل الأخيرة، واكتمال الوفود القادمة من مختلف المدن والبلدات الواقعة في مناطق جوبا المكونة من ثلاث ولايات وهي جوبا السفلى والوسطى وجدو، وسيصل بقية المشاركين في المؤتمر خلال الأيام الثلاثة القادمة. وعبر محمد إبراهيم عن ثقته في نجاح المؤتمر وتجاوزه "العقبات السابقة"، وربط تحقيق انتصارات ميدانية ضد حركة الشباب المجاهدين والحفاظ على "المناطق الحالية المحررة بتشكيل إدارة جوبا لاند". وقال "نحن نعتمد بعد الله على الدستور الانتقالي الفدرالي الذي يسمح لنا بتشكيل الإدارة، وهذا الحق ملك لسكان مناطق جوبا". وامتنع المسؤول الصومالي عن الرد على سؤال للجزيرة نت حول استمرار حالة الاحتقان السياسي بين كيسمايو ومقديشو، واكتفى بالقول "نحن لنا الحق في تقرير مصيرنا الذي أعطاه لنا الدستور، أما الحكومة الصومالية فهي دولتنا ونرحب أن تكون جزءا من الحل". وعن الدعم المالي للمؤتمر، أكد إبراهيم حصولهم على تمويل كاف من تجار مناطق جوبا دون أن يفصح عن التفاصيل، مطمئنا الجميع عن الوضع المالي. حملات انتخابية وتشهد مدينة كيسمايو حاليا حملات انتخابية حيث يعقد المرشحون لقاءات مع شيوخ العشائر الصومالية، وتزدحم الفنادق بالوفود القادمة من كينيا وأميركا وأوروبا ومقديشو ومنطقة بونتلاند. ويعد رئيس الإدارة الانتقالية الصومالية الشيخ أحمد محمد إسلان (أحمد مدوبي) أبرز المرشحين لرئاسة دولة جوبا لاند، بالإضافة إلى القائد العام الأسبق لقوات الشرطة الصومالية اللواء علي محمد حسن (علي مدوبي)، ووزير الدفاع الأسبق الدكتور محمد عبده غاندي، ورجل الأعمال الصومالي الشيخ محمد إبراهيم شكول، وقد تعلن شخصيات أخرى خلال الساعات القليلة القادمة ترشحها لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. تنسيق بدوره كشف أحمد محمد إسلان وجود تنسيق وصفه "بالإستراتيجي" مع رئيس البرلمان الانتقالي الصومالي الأسبق شريف حسن شيخ آدم بشأن إنشاء دولتي جوبا لاند وجنوب غربي الصومال، واتفق الجانبان على أن يدعم كل طرف الجانب الآخر، وهو ما أثار حفيظة الحكومة الصومالية الفدرالية التي تسعى لعرقلة هذه المشاريع. ويعد الرجلان من أهم القيادات السياسية المؤثرة في المنطقة، وهما يمتلكان شبكة علاقات واسعة مع الجهات الإقليمية والدولية المعنية بالملف الصومالي. موقف حركة الشباب من جانبها بدأت حركة الشباب المجاهدين في بلدة مريري بولاية جوبا الوسطى تنظيم دورة شرعية لشيوخ العشائر الصومالية المنتمين إلى مناطق جوبا، وخاصة في ولايتي جوبا الوسطى وجدو. وتستمر الدورة لمدة ثلاثة أسابيع متوالية، وتهدف إلى عرقلة المؤتمر المزمع عقده في مدينة كيسمايو، إذ كان من المقرر مشاركة شيوخ عشائر ذات وزن سياسي فيه. وقد أعلنت الحركة رفضها التام مشاركة أي شخص يعيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مؤتمر كيسمايو. ولا تزال الحركة تدير مناطق إستراتيجية في جنوب البلاد ووسطه، وذلك رغم وجود القوات الصومالية المدعومة من القوات الأفريقية والكينية والإثيوبية. ووفقا للمسؤولين الصوماليين فإن نجاح مؤتمر كيسمايو -الذي تسير استعداداته على قدم وساق- سوف يعقبه إطلاق قوات التحالف حملة عسكرية جديدة في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين.