وصف الدكتور يوسف اسماعيل المشروع الحضاري ب(نضمي خشوم) وقال ان الحركة الاسلامية خرجت من خطها الذي يرتبط بالقيم الدينية عندما تبنت سبل الانقلاب واضاف ان البرنامج الانتخابي يمثل الرؤية الاكاديمية لمشاكل البلاد عامة وولاية القضارف خاصة اضافة الى اقتراح الحلول والمعالجات، وقال مرشح والي القضارف في حوار ل(المشهد الان) ليس بالضرورة الوصول الى منصب الوالي بل احداث تغيير في نفوس الناس وتبصيرمن يفوز ان كان غيري بالاخفاقات وسبل معالجتها ..و دكتور يوسف اسماعيل عبد الله الزبير تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة والمتوسطة في الاهلية المتوسطة والرابطة الثانوية ثم جامعة الخرطوم وهو ناشط بالمجتمع المدني ونائباً لرئيس الاتحاد العالمي للاعاقة وامين عام منظمة السلام والتسامح العالمية وامين عام المنظمة السودانية لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل وناشط حقوقي ومستشار لعدد من الجهات منها (d-d-r)والرعاية الاجتماعية وخبير وطني بمجلس الوزراء.الى مضابط الحوار.. أجرته: نفيسة محمد الحسن- تصوير:الطاهر ابراهيم ذكرت في حديث سابق ان علماء الحركة الاسلامية فشلوا في تطبيق المنج الاسلامي؟ نعم ..هذا صحيح ... جاءت الانقاذ على ظهر دبابة وكذلك قبلها مايو بسند من الحزب الشيوعي وكذلك جاء انقلاب 29 يونيو بنفس الرؤية الاحادية لحزب اخر يرى في وصوله للسلطة عن طريق الدبابة في حين انتخابات 86 حقق الاتجاه الاسلامي تقدماً ديمقراطياً في عدد الاصوات التي حصل عليها ولو صبر اهل الانقاذ على ديمقراطية اخرى لكانوا نالوا حقهم بديمقراطية ووصلوا الى سدة الحكم بطريقة ديمقراطية، فالحركة الاسلامية عندما تبنت سبل الانقلاب خرجت من خطها الذي يرتبط بالقيم الدينية والاخلاقية والمشروع الديني الاسلامي الغير مرتبط بالرؤية السياسية ،وعندما اختلط الامر فشلت الحركة في تحديد موقعها من النظام الحاكم ، لانها في بعض الوقت كانت مراقبة لما يديره الحزب السياسي وسلكت المسك السياسي الذي ارتبط بالفساد والمحسوبية وعدم المسؤولية، حتى الشريعة التي يتحدث عنها المؤتمر الوطني لاوجود لها الا في السكارى الذين يتم جلدهم في المحاكم والذكاة التي تتم جبايتها ولا يتم توزيعها وفقاً لمصارفها لان هدف الزكاة ان تدفع عن الفقراء ذل المعيشة وتقرب مابين الاغنياء والفقراء حتى لايصبح المال في يد الاغنياء فقط ، والحركة الاسلامية جرت جراً لتدخل في معية الانقاذ حتى تحافظ الانقاذ على بقاءها في السلطة، والحركة الاسلامية التي كنا نعرفها في المدارس والجامعات كانت نقية ولم تعد هي التي تحكم الان والمشروع الحضاري الذي يتحدثون عنه مجرد(نضمي خشوم) فقط .*هل تقصد انه لايوجد تطبيق للمعايير الاسلامية في الحكم والحياة العامة؟ نعم ..ز اقول ذلك بملء فيء لانه ان سألت اي احد عن وجود الشريعة خلال 24 عام في السودان يتفق الجميع على انه لاوجود للشريعة الا في تلك الاحكام الجائرة التي تعتدي على حقوق الانسان من خلال بعض الممارسات ويستقصد بها الذين يخالفون النظام في الرأي ،والشريعة لا تجزأ. * اكيف بدأت العمل السياسي ومتى؟ بدأت الدخول للعمل السياسي قريباً وفي تقديري ان ذلك (غصباً)..بعد ان اصابنا الملل .. *لماذا؟ لاننا انتظرنا كثيراً ان يحدث السياسيون تغييراً لكن هذا لم يحدث، ونحن الاكاديمين معظمنا واقفون على الرصيف انتظاراً ان تكشف الاحزاب السياسية عن اوعية سياسية ديمقراطية بما يكفي وان تتقبل مثل الاخرين وهذا هوالسبب الذي دفع كثيراً من الاكادميين ان يقفوا متفرجين بالرغم من معارفهم وعلمهم ومشاركتهم في كثير من المؤتمرات وكتبوا الكثير من الاوراق العلمية ويعتقدون ان علمهم هذا يمكن ان يحل ويخرج الناس من الازمات والطوائف التي تمر بها البلاد. ومشاركتي في انتخابات القضارف اعتقد انها (غصباً) لانني توقعت ان يفلح السياسيون في حل مشاكل البلاد خاصة مع توفر المادة العلمية والمعرفية كافية ان ارادوا ان يستفيدوا منها ، لذلك لم نجد خياراً غير المحاولة ان نتقدم بأنفسنا للبرامج التي يمكن ان تحل مشاكل البلاد بصورة كاملة ونحن لانقول من هو البديل بل ماهو البديل في شكل سياسات وبرامج علمية واضحة المعالم ذات صلة بالواقع المعاش للمواطنين من تنمية والصحة والتعليم والزراعة . *ماهو البديل وكيف؟ نحن نتحدث عن البديل كسياسات وبرامج بديلة للاخفاقات التي يراها كل انسان حوله. *تحدثت عن احداث تغيير؟ نتحدث عن قانون يذهب معنى الولاية ويفرق بينها وبين البعد القومي ، الحكومة الفدرالية حسب القانون لديها وظيفة والولائية لديها وظيفة وقانون الحكم المحلي حدد استقلالية الولاية بالقدر الذي يمكنها من القدرة على معالجة شؤونها بصورة كاملة من ناحية ادارة سياسية وتنموية وخدمات مختلفة ، لذلك نحن حريصون ان تصبح الولاية ذات قيمة وكينونة مستقلة عن البعد الفدرالي ، ولاية القضارف قادرة على تجسيد نموزج حقيقي يمكن الاقليم من النمو مما يساعد على نماء الوطن ككل. *هل تتوقع ان يحدث تغييرا ًبعد مشاركتك ؟ المقترح الذي يتبناه البرنامج هو مقترح حكومة وطنية مكونة من كل الوان الطيف الوطني والعلمي والسياسي وان تكون هناك مشاركة جماعية في تنفيذ الحلول المقترحة التي نعتقد ان احادية الرؤية قيدت من مرونة التحرك بصورة كاملة تجاه الحلول ، لذلك اتجاهنا كحكومة شاملة يمكننا من شراكة كل الوان الطيف السياسي بالولاية في ماسيحدث من تحقق للحلول ، اضافة الى موارد الولاية الموجودة بصورة كاملة والتي يمكن ان يتم تسخيرها لعملية انفاذ هذه المشروعات. *هل مقدراتك وامكانياتك المالية عالية؟ هذا تصور خاطئ ...وهذا ما بنيت عليه الرؤية في عهد الانقاذ بأن الانتخابات معركة شراكة وانفاق ، انا انفقت في جمع اصوات ال5000 بنزين استعان به اصحاب المواتر من الشباب المتحمسين لجمع الاصوات في اربعة ايام. *لكن العمل الانتخابي مكلف مادياً في اقامة المناشط وفتح المنابر لايصال تلك الافكار للناس؟ بدأت الحملة الانتخابية بتأجير لعدد من الكراسي يجلس عليها المدعوين ومايكرفون يدعو الناس لحضور اللقاء الجماهيري ومكبر صوت(ساون) لاسماع الاخر اضافة الى بعض اللوحات تم الصاق 10 منها في القضارف قيمة طاقة القماش 140 جنيه واخز الخطاط 50 جنيه ولدينا 10 محليات اخرى سنقلل من التكلفة لإلصاق لوحتين في كل محلية،اما بشأن الحركة فهي (بعربتي) الخاصة ولا احتاج سوى (الجاز) ، لذلك بإختصار ليس هناك انفاق الا لمن اراد ان ينفق بمبالغة ، والنموزج الموجود الان هو المؤتمر الوطني الذي انفق مابين 40 _100 مليون في لوحات (معلقة) لايحتاجها المواطن. *ماهي تحفظاتك في سياسات المؤتمر الوطني بولاية القضارف من ناحية تقديم الخدمات للمواطن؟ منذ ان جاء المؤتمر الوطني الى سدة الحكم قبل 24 عام امتلأ الناس وعوداً بأن يتحول الجحيم الى جنة موعودة وخلال هذه السنوات الطويلة ازداد حجم الفقر في البلاد وكسدت بضاعتنا الدبلوماسية وفسدت علاقاتنا مع كثير من الدول وفشلنا ان نصبح دولة قادرة ونامية بدلالة ميزانية 2013م نستورد ضعفي مانصدر ، وواقع متردي في الصحة والتعليم والتنمية والحريات وحلات من الحرب الدائمة خلال سنوات الانقاذ لا تنتهي حرب والاتشتعل اخرى في بقعة من بقاع السودان ، هذا واقعنا اليوم ولا نعتقد ان ذلك يسر مواطن ، وفي تقديري ان ذلك جاء نتيجة لسياسات وبرامج خاطئة لم نسترشد فيها في التجارب السابقة فالانقلاب نفسه لم يسترشد انقلاب مايو1969م (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين)لكننا كررنا نفس الاخطاء التي حدثت في عهد نميري وذلك لاحادية الرؤية التي لم تختلف ان كانت شيوعية او اسلامية ،لذلك نجد الاخرين واقفين متفرجين ان لم يعارضوا ويرفعوا السلاح،فمبدأ الانقلاب وتمكين الرؤية الواحدة اثبتت فشلها ليس في السودان فقط بل في كل العالم ،ونحن نعتقد انه ابتداءً من هذه النقطة ولحاقاً بما يتبعها من اراء لم تكن هنالك برامج واستراتيجيات واضحة المعالم لمواجهة المشاكل بالبلاد . *لكن لولاية القضارف خصوصية بإعتبارها ولاية زراعية؟ ولاية القضارف ليست خلافاً عن ذلك ، كانت هناك مشاكل واضحة تحتاج لمعالجة ابتداءً من وقت سابق الذي كانت فيه بعض اطياف المعارضة تعيش في دول الجوار(اريتريا واثيوبيا) لقضايا مرتبطة بحرية الرأي والاخر وتمت معالجتها بين الاطراف المعنية دون بقية اهل السودان من ضمنها اتفاقية السلام الشامل التي كانت بين من حمل السلاح وبين الحكومة القائمة فكانت ثنائية ولم تكن اتفاقيات وطنية قومية شارك فيها الجميع لمعالجة جميع القضايا، لذلك كانت البدايات خاطئة بالتالي كانت النتائج مرتبطة بهذا الخطأ. تتميز ولاية القضارف ببعدها الانتاجي فيما يتعلق بالذرة الذي يمكن ان يوفر غذاء اهل السودان ، ولاية بهذا الحجم والقدرات كان اول ماينبغي الاهتمام به هي الزراعة ،اهملت الزراعة وتناقص انتاج الفدان حتى وصل الى (جوالان ونصف)وبالتأكيد ان ذلك سيؤثر بصورة مباشرة على مستوى الفقر لان السكان بنسبة 70% يسكنون في الريف ويعتمدون في معيشتهم على الزراعة، وعدم الاهتمام بالزراعة ادى الى ارتفاع مساحة الفقر بسبب قلة الانتاج وسوء التعامل مع الزراعة ،ونتج عن ذلك تردي في الخدمات ذات الصلة بالايرادات التي ينبغي من خلالها ان توجه في خدمة احتياجات المواطن من صحة وتعليم ومياه،وتتالت هذه الاشياء مع الاختناقات السياسية والصراع السياسي المتواصل دون الالتفات الى مصالحة الاخر حتى نستطيع بناء وطن واحد متجانس بكل الشركاء،ومايحدث الان في انتخابات القضارف التي لايشارك فيها الا حزب المؤتمر الوطني وفرع من حزب منبر الشرق وامتنعت بقية الاحزاب عن المشاركة يحتاج الى تغيير حتى لايتم تغييب الناس. *لكن تلك الاحزاب التي امتنعت ليست بوزن المؤتمر الوطني؟ كان حزبي الامة والاتحادي اكبر حزبين في السودان فأين المعادلة، حقيقة ارى ان المؤتمر الوطني اشبه بالاتحاد الاشتراكي لانه حزب سلطة عندما ينفض سامر السلطة ينفض الحزب، وهذه قراءة في تأريخ كل الامم التي كانت بها احزاب شمولية وتذهب الاحزاب الشمولية بعد ذهاب السلطة والمثال على ذلك عندما ذهبت مايو ذهب معها الاتحاد ااشتراكي والان سيذهب المؤتمر الوطني عندما تذهب السلطة عن الانقاذ لان الوجود بني منذ البداية على الاتفاق حول المصالح المرتبطة بالسلطة والثروة وسيبقى في الوطن حينها كما كان قديماً الحزبان الرئيسيان. *وفي ظل هذا الانتقاد الحاد لسياسات المؤتمر الوطني ماهي ابرز اهداف برنامجك الانتخابي؟ البرنامج ليس برنامج فرد انما استقراء لرؤى عشرات الاكادميين في تخصصات مختلفة من زراعة وصحة وتعليم وتنمية ومحاربة فقر وعطالة ، كل هذه الاشياء مجتمعة كان للرأي العلمي فيها القدح المعلى في البرنامج وهي تمثل الرؤية الاكاديمية لمعالجة الاخفاقات الواضحة التي يراها المواطن حوله، ربع المشاركين في هذا الامر من الاكادميين كانوا من الزراعيين لاننا نعتقد ان الزراعة هي المدخل الاساسي لتغيير واقع المواطن في ولاية القضارف خاصة فيما يتعلق برفع الانتاجية وتحسين مستوى الدخل للافراد ومحاربة الفقر وتشغيل العاطلين عن العمل بصورة كاملة ، لان الكثير من المزارعين هجروا مهنتهم نسبة لفشل الزراعة وتدني مستويات الدخل منها وذهبوا للعمل في المهن الهامشية ، فالبرنامج يقوم على التنمية الزراعية بإستخدام التقانات الحديثة ورفع انتاجية الفدان التي قد ترتفع الى 10-15 جوال في الفدان من خلال استخدام تقانة الزراعة التي تم تجريبها في مناطق مختلفة مثل النيل الازرق بمنطقة دوكة ، المواطن الان يعاني من مشاكل متعلقة بالمياه والصحة والتعليم والفقر بالتالي الحياة التي يعيشها المواطن غير كريمة ،لذلك البرنامج يشخص تلك القضايا من خلال 3 محاور في محاولات لتشخيص الوضع الراهن واقتراح الحلول ووضع الآليات. في ظل التجازب الانتخابي هل تتوقع ان تكون النتيجة لصالحكم؟ النتيجة لصالحنا او غيرنا قد يختلف حوله الناس ، وليست بالضرورة الوصول الى منصب الوالي بقدر ماهي احدث التغيير في نفوس الناس وسلوكهم وواقع الولاية من خلال اشراك الجميع في التحول الديمقراطي بمعنى ان يصبح الناس مؤمنون بأن التحول الديمقراطي هو الالية الوحيدة التي يجب اتباعها في التداول السلمي للسلطة ،لان بغير ذلك يصبح كل محارب راغباً في حمل السلاح او استخدام مايعتقد انه سيوصله الى حقوقه بصورة او اخرى، لذلك نجاحنا في بث ثقافة السلام ونجعل المواطنون قادرون على استخدام صوتهم في التغيير وبالتالي لايكون هنالك احتقاناً مابين المعارضة والحكومة وهذه اولى النجاحات وان لم يقع الاختيار عليكم؟ نعتقد ان تبصير الناس بالاخفاقات والحلول قد يدفع ببعض الاحزاب السياسية المختلفة ان كانت في السلطة او خارجها ان تتبنى بعض من هذه الرامج العلمية لتغيير واقع الحياة.