هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عوض الكرسني خبير العلوم السياسية : الإنقاذ والاسلاميون ال
نشر في الراكوبة يوم 26 - 02 - 2013

د.عوض الكرسني خبير العلوم السياسية في حوار حول مطالبة المشير سوار الذهب بتشريع قانون يلزم الجيش بحماية الدستور
حاوره : أسامة عوض الله
تصوير : الطاهر إبراهيم
[email protected]
الجيش في السودان يحمي خيار الأمة المجمع ويحمي الدستور الذي يحدد مرتكزات وثوابت الحكم وليس المهم الأحزاب التي تتداول السلطة بينها سلمياً
الإنقاذ والاسلاميون الآن هم في العشرية الثالثة لحكمهم حيث الدعة ، والفساد ، والجيل الثاني الذي لم يرث تربية اسلامية كالتي شهدناها للأخوان المسلمين في الستينات والسبعينات في الجامعات
لا بد من وضع حدود لتدخل الجيش حتى لا يتغول على القوى المدنية وحتى لا نقع في أخطاء التجربة التركية
الرئيس البشير هو إبن للمؤسسة العسكرية ورئيس منتخب من قبل السودانيين ، ويجب أن يبتعد عن الاطر الحزبية أو الجماعات التي تعج بها الساحة السياسية والاجتماعية
حاوره : أسامة عوض الله
تصوير: الطاهر ابراهيم
[email protected]
رمى المشير محمد حسن سوار الذهب الرئيس السابق للبلاد (رئيس المجلس العسكري الانتقالي) في الفترة التي شكلتها ما عرفت بالانتفاضة الشعبية في رجب، أبريل من العام 1985 م رمى بحجر ثقيل للغاية يوم الأحد الماضي الثامن عشر من فبراير الجاري في مياه لا أقول ظلت ساكنة إنما (صعب السباحة فيها) ، وهي (الجيش) ، وذلك حينما طالب في ندوة بجامعة الأحفاد بتشريع قانون يلزم الجيش بحماية الدستور.
وقال المشير سوار الذهب والذي يتبوأ اليوم منصب (رئيس هيئة جمع الصف الوطني) ، أن جهل المواطن السوداني بالدستور يعد المشكلة الأساسية، ودعا إلى ضرورة نشر ثقافة الدستور وحمايته والدفاع عنه بإعتبار انه (وثيقة مقدسة) .. وطالب بأهمية صياغة نص قانوني يفرض على القوات المسلحة حماية الدستور و(ليس الانقضاض عليه).
هذه المطالبة من المشير سوار الذهب ، والرجل هو من هو ، بتاريخه الطويل ورتبته التي وصلها ، ولندرة تصريحاته وأقواله التي يزنها كإسمه بميزان الذهب ، يممت أسئلتي وتساؤلاتي ومحاوري شطر عدد من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين ، كان من ضمنهم د.عوض السيد الكرسني مدير معهد السلم سابقاً بجامعة الخرطوم ، والأستاذ الحالي للعلوم السياسية بجامعة الخرطوم.
مع الدكتور عوض السيد الكرسني الخبير الاستراتيجي كان حواري هذا معه حول الجيش وضرورة سن تشريع قانون يلزمه بحماية الدستور.
+ د. الكرسني كيف ترى مطالبة المشير سوار الذهب بتشريع قانون يلزم الجيش بحماية الدستور ..؟؟
الواقع أن تدخل الجيوش في مسألة الحكم ، وإن كان وراء ستار أو علناً بالانقلابات ، هو أمر قديم في أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية .. ولم تسلم من الاتقلابات الدول النامية والدول المتقدمة ، ورأينا في البرتقال تجربة الجنرال كلزار في العام 1974 م.
والواضح أن المؤسسة العسكرية في البلدان النامية المتخلفة بحكم القوانين الخاصة التي تحكمها وآلة التحديث والضبط والربط بالتجربة أوضحت أن هنالك انقلابات قيادة مثل الباكستان (الجنرال برويز مشرف) .. والسودان (الفريق عبود) .. وانقلابات ضباط صغار مثل السودان (المقدم نميري) .. وانقلابات متوسطي رتب مثل تجربة (العميد عمر البشير).
+ .......................
بعض الدول تشهد جيوشها قدسية مثل الجزائر وتركيا .. وفي كثير من التجارب تجد أن الدولة قامت على الجيش ، وفي مثل هذه الدول دخول الجيش أمر مرغوب فيه ومترقب إما لأن الحكام حادوا عن الطريق أو أن الحكام تدخلوا في مصالح الجيش.
+ ............................
دعوة الجيش للتدخل دعوة تركية.
+ .......................
الآن في السودان ، الجيش هو الحاكم.
+ ..................................
انقلاب يونيو 1989 م رغم تبلوره في عدة محطات إلا أن القيادة التي جاءت بالانقلاب هي الحاكمة.
+ ......................
أرى في دعوة سوار الذهب تقنين للأمر الحاكم ونقل للتجربة.
+ ماذا يقصد المشير سوار الذهب بدخول الجيش ..؟؟
يقصد دخول الجيش للتصحيح.
+ كيف يكون هذا الدخول ، أي ما هي الكيفية لهذا التدخل ..؟؟
أن يكون هنالك ميثاق حتى لا تستطيع أي أجهزة حزبية أن تتدخل بإسم الجيش.
+ ...................
دعوة سوار الذهب مجال للحوار لكي يتكون الوضع القادم من تضافر وتضامن كل قوى الشعب ، ولكن لا بد من وضع حدود لتدخل الجيش حتى لا يتغول على القوى المدنية ، وحتى لا نقع في أخطاء التجربة التركية .. ويجب أن تعرض دعوة سوار الذهب على الجميع وتقنن حتى لا يتحول الجيش إلى أداة لمعاقبة وملاحقة الأحزاب والمدنيين في الحكم ، ولكنها مهمة بحكم تقاليد الجيش الصارمة في الضبط والربط.
+ الجيش الآن في السودان ، ألا يتدخل في السياسة والحكم ..؟؟
في السودان الآن الجيش لا يتدخل صراحة لكن كل شيء يجري بإسمه .. يجب أن يكون هنالك حوار مفتوح حول دور هذه المؤسسة المهمة والحديثة حتى تستكمل حلقات بناء الاجماع الوطني.
+ ........................
هي محاولة لنقل بعض التجارب الخارجية مثل التجربة التركية الراهنة ، الجيش هو من يحمي الدستور ويحمي العلمانية .. وكذلك في الثلاثينات وفي الأربعينات في أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية ، الجيوش أعطت نفسها حقوقاً من هو الحاكم ، ومتى تتدخل.
+ إذا كان الجيش في تركيا يحمي العلمانية هل معنى ذلك يمكننا القول أن الجيش في السودان يحمي الاسلامية والاسلاميين ..؟؟
الجيش في السودان يحمي الدستور ويحمي خيار الأمة المجمع عليه.
+ إذا كان (خيار الأمة المجمع عليه) في انتخابات قادمة أو مرحلة قادمة وفاز فيها مثلاً الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا الميرغني ، أو حزب الأمة القومي بزعامة الامام الصادق المهدي ، فهل سيكون وقت ذاك الجيش سيحمي (خيار الأمة المجمع عليه) وهو الطريقة الختمية (الاتحاديين) .. أو الأنصار (حزب الأمة القومي) ..؟؟
الجيش يحمي الدستور الذي يحدد مرتكزات وثوابت الحكم وليس المهم الأحزاب التي تتداول السلطة بينها سلمياً.
+ لأول مرة نجد المطالبة بدور علني للجيش في السودان .. وهذا يمثل اتجاهاً مغايراً لما ظل يردده الكثيرون عن ما أسموه (الدورة الخبيثة) للحكم في السودان والتي تدور حول : فترة ديمقراطية ، يعقبها انقلاب وحكم عسكري ، يعقبها ديمقراطية ، فتعقبها انقلاب وحكم عسكري ، وهكذا دواليك .. كيف ترى ذلك ..؟؟
هذه ظاهرة عافية ولكن لا بد من تداولها على جميع المستويات بصراحة وعلانية.
+ هل تشعر بأن هذه الدعوة وراءها ما وراءها ..؟؟
لا .. وليست هذه أول مرة تنطلق هذه الدعوة في تاريخ السودان.
+ متى أطلقت مثل هذه الدعوات ..؟؟
انطلقت بعد ثورة أكتوبر في العام 1964 م .. و انطلقت بعد ثورة أبريل المجيدة في العام 1985 م.
+ ولماذا لم تطلق طوال السنوات الماضية ..؟؟
لأن هنالك (ظروف تحول) تقتضي دون نقاش مثل هذه الأمور.
+ في ماذا تتمثل ظروف التحول هذه ..؟؟
في الفترة التي أعقبت انفصال الجنوب .. والتفكير في وضع الدستور ، ومحاولة تحديد وضع كافة المؤسسات في المجتمع ، واستخلاص الدروس والعبر لدفع الاستقرار والاجماع الوطني إلى الأمام.
+ هل دعوة المشير سوار الذهب ، بمبادرة من عنده أم هي أمر تم الاتفاق عليه وأن يلعب سيادته هذا الدور بإعتباره شخصية سياسية له وزنه ، وقبلها لأنه شخصية عسكرية له ثقله ..؟؟
المشير سوار الذهب شخصية وطنية ورأس دولة سابق ، لا يوجد من يمليه قناعاته.
+ إذاً إلى ماذا يقصد من اطلاقها ..؟؟
هذه دعوة قصد منها المساهمة في ذيادة الاستقرار والاجماع الوطني بحديثه عن المسكوت عنه (دور الجيش).
+ ألا ترى أن لدعوة المشير سوار الذهب علاقة مباشرة لمآلات مؤتمر الحركة الاسلامية الأخير الذي نصب الرئيس البشير رئيساً أعلى للحركة الاسلامية ، والفريق أول بكري حسن صالح نائباً للأمين العام للحركة الاسلامية الشيخ/ الزبير أحمد حسن ..؟؟
أولاً أنت يا أسامة تتحدث عن راهن وواقع .. ورأيي أن يكون المشير البشير ، والفريق أول بكري حسن صالح ، أن يكونا خارج المنظمات الحزبية ، سواء كان المؤتمر الوطني أو الحركة الاسلامية التي أحد قوالبها ومنظماتها المؤتمر الوطني .. فالرئيس البشير هو إبن للمؤسسة العسكرية ورئيس منتخب من قبل السودانيين ، ويجب أن يبتعد عن الاطر الحزبية أو الجماعات التي تعج بها الساحة السياسية والاجتماعية.
+ حديثك عن ضرورة ابتعاد الجنرالان البشير وبكري حسن صالح يقودني لأسألك ألا يتناقض هذا مع ما ذكر التاريخ أن عبدالله خليل حينما كان رئيساً للوزراء في العام 1957 م وهو منتمي لحزب الأمة ، تورط في انقلاب الفريق عبود ، وأنه من سهل للفريق عبود الانقلاب على النظام الديمقراطي الوليد بعد استقلال السودان ، والاستيلاء بقوة السلاح على السلطة ..؟؟
الاميرلاي عبدالله خليل (ورتبة الأميرلاي هي الآن رتبة العميد) ، لم يعجبه عدم الاستقرار و(لخبطة الأحزاب) وتذبذبها داخل الائتلاف الحاكم بقيادته.
+ لكنه تورط في الانقلاب ..؟؟
هنالك أقوال عن اتصاله بقائد الجيش آنذاك الفريق ابراهيم عبود ، ولكن بالضرورة هنالك مجموعات كبيرة في حزب الأمة بقيادة السيد/الصديق عبدالرحمن المهدي والد السيد/الصادق المهدي ، وكان لهذه المجموعات الكبيرة موقفها قبل الانقلاب ومقاومة الانقلاب إلى وفاته عليه رحمة الله.
+ هل معنى ذلك كان ذلك العمل (أمر شخصي) من الأميرلاي (العميد) عبدالله خليل ..؟؟
هو ليس تصرف شخصي .. هنالك جهات داخل الحزب وخارجه دعمته ، وكذلك الحال بالنسبة لانقلاب جعفر نميري الذي هو بالواضح أمر واضح تحمل وزره الحزب الشيوعي دون ان يكون هنالك تخطيط واضح يحدد مسؤولية الحزب الشيوعي أو حزب الأمة بعد نجاح الانقلابين ، والدلالة على ذلك أن الانقلابين سارا في طريقين مختلفين عن سياسات الأحزاب المتهمة بهما.
+ انقلاب الانقاذ والاسلاميين هل سار على نفس النهج ..؟؟
بالواضح هنالك محطات في مسار الانقاذ ، وأبرزها (المفاصلة) في العام 1999 م ، وبالتالي إتخذ الانقلاب بقيادة المشير البشير طريقاً جديداً يختلف عن العشرية الأولى .. العشرية الأولى كما يسميها المحبوب عبدالسلام.
+ على ذكر العشرية هذا يدعوني لأسألك .. هل يمكننا تقسيم الانقاذ إلى ثلاث عشريات ، تبدأ أولاها من العام 1989 م وتنتهي عند المفاصلة بين القصر والمنشية في العام 1999 م .. وتبدأ العشرية الثانية من 1999 م وتنتهي عند 2009 م .. وتبدأ العشرية الثالثة من 2009 م وهي المستمرة الآن والتي تنتهي عند 2019 إن شاء الله .. ثم كيف ترى كل عشرية منها ..؟؟
العشريات الثلاثة تختلف اختلافاً تاماً وفقاً ل (الرؤية الخلدونية) (نسبةً إلى إبن خلدون) .. فهنالك الآن اليوم في العشرية الثالثة (الدعة ، والفساد ، والجيل الثاني الذي لم يرث تربية اسلامية كالتي شهدناها للأخوان المسلمين في الستينات والسبعينات في الجامعات).
+ والعشرية الأولى 1989 م 1999 م كيف كانت تراها ..؟؟
كانت البحث عن وسائل للحكم.
+ والعشرية الثانية 1999 م 2009 م كيف تقيمها ..؟؟
أهم ما فيها (البحث عن شراكات) ، وفي اطارها تاتي اتفاقية السلام الشامل ، وتدويل الأمر السوداني بحثاً عن السلام.
+ لكن هذا (التدويل) هل اتى بالسلام ..؟؟
بالواضح أن اتفاقية السلام الشامل لعبت دوراً لا يمكن انكاره في إصمات المدافع وإسكاتها ، ولكن بالضرورة الانفراد بالأمر وإبعاد الشركاء المحتملين جعل من الاجماع الوطني أمراً عسيراً ، ولذلك انفردت الحركة الشعبية ومؤيديها الاقليميين والدوليين بالمؤتمر الوطني ، وتمت املاءات قاسية كان من الممكن أن يكون الاجماع الوطني مخرجاً منها.
+ والعشرية الثالثة الآنية المستمرة الحالية من العام 2009 م كيف تنظر إليها ..؟؟
عنوانها او ما يميزها (البحث عن مخارج) .. وهي مخارج متوفرة.
+ إذن عددها لنا هذه المخارج المتوفرة ..
البشير رئيساً لكل السودانيين ، وليس رئيساً لحزب .. هنا يمكن أن ينفتح السيد الرئيس ومؤسسة الرئاسة التي تحمل الآن بدايات هذا الانفتاح بوجود جعفر محمد عثمان الميرغني ، وعبدالرحمن الصادق المهدي ، وتغذيتها بمستشارين ليس على شاكلة الموجودين الآن ، وأن تتحول مؤسسة الرئاسة إلى مؤسسة حاكمة لكل السودانيين ، وليست (مؤسسة محاصصة) للأحزاب الصغيرة غريبة الهوية التي تشكل حكومة الوحدة الوطنية الآن.
+ لكن الرئيس البشير الآن وهو راس المؤسسة الحاكمة هو رئيس لكل السودانيين ..؟؟
خروج السيد الرئيس البشير إلى (البر الفسيح) وركل عباءة المؤتمر الوطني هو الذي يجعل الشعب السوداني يتنفس ويجدد إجماعه حول قيادة البشير في هذه المرحلة الهامة والمفصلية في تاريخ السودان.
+ معنى ذلك أنت تدعو لإستقالة البشير من المؤتمر الوطني ..؟؟
نعم .. ولم أقلها لأول مرة .. هذا اقتناعي منذ التسعينات.
+ معنى ذلك أنت ترى في البشير إجماع وطني من الشعب حوله ..؟؟
ومن الأحزاب أيضاً .. فقط الخروج من عباءة الحزب إلى عباءة الشعب والأمة.
+ يعتي يتخلى عن ارتباطه بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية تماماً ..؟؟
لا أقول المؤتمر الوطني ، وإنما الحركة الاسلامية ستجدد نشاطها ، وتبحث لها عن ماعون جديد يختلف عن المؤتمر الوطني.
+ معنى ذلك أنت ترى أن المؤتمر الوطني نجاحه أو بالأحرى وجوده مرتبط بشخص الرئيس البشير ..؟؟
هو ليس وجوده (أعني المؤتمر الوطني) ، وإنما استمراره في الساحة السياسية دون منافس يعتمد على السيد الرئيس البشير.
+ أنت شخصياً بروف الكرسني لمن صوت في آخر انتخابات رئاسية .. هل صوت للبشير .. أم ماذا ..؟؟
لقد صوت للمشير البشير رئيساً للجمهورية .. ولمولانا أمين بناني والياً للخرطوم ، ولم أصوت لدكتور الخضر مع احترامي له.
+ ما الذي دعاك للتصويت لبناني .. هل لعلاقة أو معرفة شخصية ..؟؟
لا أعرف مولانا أمين بناني حتى اليوم رغم أنه خريج كلية القانون جامعة الخرطوم ، وقد قاد مواقف مشهودة عندما كان رئيساً للجنة الحزبة بالمجلس الوطني .. فمثل هذا الشخص يستحق أن يتولى زمام ولاية الخرطوم الهامة.
+ الحق يقال ألا تشاهد انجازات د.عبد الرحمن الخضر في ولاية الخرطوم الآن وهيشاهدة على عمله ، ولا تخطئها عين ..؟؟
د.الخضر لا زال أمامه الكثير ليعمله وأن ينفتح أكثر على القوى الموجودة وان يعمل على اجتثاث الفساد وخدمة المواطن وتوفير الخدمات وألا يقرب الحزبيين من إخوته في المؤتمر الوطني .. هذه الولاية (الخرطوم) هي جمهورية السودان مصغرة.
+ لكن د. عبدالرحمن الخضر هو رئيس المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم ، فكيف تريده أن يخلع ثوبه من المؤتمر الوطني .. هذا غير منطقي ..؟؟
هذه قضية أخرى .. ويجب أن يستعين بالأكفاء من أبناء الشعب السوداني ، وحواء والدة.
إنتهى الحوار.
أسامة عوض الله
مدير الإدارة السياسية بصحيفة "المشهد الآن"
[email protected]
[email protected]
محمول + 249 – 912364384
+ 249 – 123787670


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.