لم أسمع قطُّ في أمريكا أو بلاد الغرب عموما وغير ذلك من بلدان كروسيا والصين أن شخصا قالت أو قال لي إنني معجب أو أن مثلي الأعلى مثلاً (محمد أو صلاح الدين أو عمر أو عبدالرحمن الغافقي أو عبدالناصر) بينما طبيعي تجد من يقول إن مثلي الأعلى -على سبيل المثال- (مانديللا أو المهاتما غاندي أو جيفارا أو هوتشي منه). وبحثت كثيرا بروح الباحث العلمي صحيح ولكنْ لا أكتمكم كنت أبحث بألم يعتصر قلبي: لماذا؟ ما المشكلة مع العربي والمسلم (لأن العربي مرادفه الحضاري أو التاريخي المسلم) أن لا يُعجب به أحد في الغرب والشرق؟. ما الذي ينقص روادنا ومفكرينا وقادتنا ليكونوا عالميين؟ ألم يقدموا شيئاً ذا قيمة للعالم؟ إبن خلدون: ألا يُدرس في بعض جامعات الغرب وابن سينا والفارابي وابن رشد؟ عبدالرحمن الغافقي العربي القرشي المسلم: ألم يصل إلى قلب فرنسا العام 732و خاض معركة (بواتيه Poitierأو بلاط الشهداء) وبواتيه تبعد مئتي كيلو متر شمال بوردو؟. ولولا انقطاع الإمدادات وخيانة بني يعرب أو الأعراب (وهو أمر للأسف ليس بجديد) لَنشر دين الله في فرنسا وأوروبا كلها. واليوم العرب ليس فقط لم يصلوا إلى شبر خارج بلدانهم بل هم فاقدون الأندلس كلها (إسبانيا والبرتغال حاليا) وفلسطين وسبته ومليله وجزر الإمارات وكشمير وأشياء كثيرة أخرى وتتداعى عليهم الأمم من كل حدب وصوب 'كما تتداعى الأكلةُ على قصعتها' كما أنبأ بذلك نبيهم العربي المسلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وبعد بحث مضنٍ وجدت أن السبب يتلخص بصورة رئيسة في عاملين ربما: الأول غسيلا لمخ الذي تعرض له الأوروبيون من خلال مناهج الدراسة وواضعي التاريخ الأوروبي منذ خروج العرب ومعهم اليهود من الأندلس العام 1492 وهو أيضا عام اكتشاف شمال أمريكا من قبل المستشرقين العنصريين (مع التسليم طبعاً بوجود مستشرقين موضوعيين بَيْدَ أنهم قلة) عن أن العرب والمسلمين يتزوجون بأربع نساء ويهينون المرأة ويلفعونها بالسواد وأنهم يهوون الجنس والجواري وأنهم يميلون إلى الهزل وغير جادين ما إلى ذلك. وللأسف كثير من العلمانيين العرب والمسلمين ساعدوا في الترويج لذلك ونشأت أجيال أمريكية أوروبية وغيرها من الصور النمطية أو الستيريوتايبس عن العرب والمسلمين. وأما العامل الثاني فهو مزدوج الإستعمار الأوروبي البريطاني والفرنسي وغيره للبلاد العربية والإسلامية من ناحية ودخول 'إسرائيل' على الخط منذ 1948من ناحية أخرى وهو وما زاد الطين بلة وموجة غسيل المخ الثانية التي صاحبتها والمستمرة بقوة إلى الآن بفضل الإيباك واللوبيات الصهيونية اليهودية الإسرائيلية ومجموعات الضغط المهيمنة على مراكز صناعة القرار الأمريكي والأوروبي بما فيه الروسي إلى حد ما حسب المفكريْن الأمريكيين (ميرشيمار ووُلت). ' أستاذ جامعي وكاتب قطري القدس العربي