القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لجنة د. تاج السر لتقييم مشروع الجزيرة ..من دمر المشروع غير جدير بتأهيله والدليل بالصورة والقلم
نشر في الراكوبة يوم 21 - 03 - 2013

لدي زيارته لمدينة وادمدني صبيحة الإثنين الرابع من شهر فبرائر المنصرم خاطب النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه بإستاد مدني -اللقاء الجماهيري المحشود له علي شرف زيارته لولاية الجزيرة ضمن احتفالات البلاد والولاية بالعيد السابع والخمسين للاستقلال المجيد ، قائلاً أن كتاب مشروع الجزيرة سيفتح خلال الأيام القادمة بمشاركة التكوينات والقطاعات والفئات والعلماء والمختصين للوصول الى رؤية تهدف للنهوض بالمشروع وإنسانه مضيفا ان المرحلة القادمة ستشهد معالجة قضايا مشروع الجزيرة وإحداث نقلة فيه مشيراً إلى أن تطور المشروع يمثل مسئولية الدولة وواجبها ، وأكد التزام الدولة بمراجعة وتصحيح علاقات عمليات الري بالمشروع بالتنسيق مع الوزارات والجهات ذات الصلة .
اصبح أمرا مالوفا ولا يدع للعجب او الاستغراب مجالاً ان يقم المسئولون باطلاق وعودهم الزائفة بلا حياء يمنون انسان الجزيرة بانهم سيعيدون المشروع سيرته الاولي وكأن سيرته الاولي هي سقف ما يتمناه انسان الجزيرة كما جاء في ادبيات تحالف المزارعين الذي رفع سقف ما يجب أن يتمني لمشروع الجزيرة سيرة افضل مما كانت . بعد حديث رئيس الجمهورية في كمل نومك قبل عامين ، بأن المزارع في الجزيرة سيودع الفقر والفاقة وسيركبون العربات الفارهة كان مجرد تخدير بل وبالعكس ومنذ زيارة كمل نومك وحتي الان ساءت احوال المزارعين بصورة مزرية وليتهم لم يحلموا بركوب الفارهات وهماً . تركوا الزراعة حتي لا يكن مصيرهم السجون و الملاحقة .حديث النائب الاول في وادمدني يجيئ من ضمن (استراتيجية ) اللعب علي عامل الزمن وتخدير المزارعين حتي عندما يفيقوا يجدوا انفسهم بلا مشروع وهذا هو الهدف الرئيسي . تدمير مشروع الجزيرة تم بصورة ممنهجة ومدروسة من قبل حكومة الانقاذ الي درجة انهم تفوقوا علي عقلية الامريكي بول بريمر الذي دمر العراق وبالتالي غير العاقل هو من يظن ان الانقاذ حريصة او جادة في اصلاح ما خربته و دمرته بشكل ممنهج و مدروس.
ما اسهل تكوين اللجان في عهد الانقاذ حتي رسخ في اذهان الجميع ان لجان الانقاذ نوعان ، لجنة (كلام فارغ) ولجنة (مليانة كلام فارغ ) . بعد تطبيق قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 كون وزير الزراعة انذاك الزبير بشير طه لجنة من مختصين برئاسة البروف عبدالله عبدالسلام ومعه 3 من الخبراء الذين افنوا عمرهم بالمشروع لرفع تقرير حول الحالة الراهنة لمشروع الجزيرة ومحاولة الاصلاح فلم تترك اللجنة شاردة أو واردة حتي تضمنتها في التقرير (الخطير) والذي يعتبر مستند اتهام رئيسي وكتاب اسود في ادانة نظام الانقاذ لتدمير مشروع الجزيرة . رغم حرص الوزير والجهات الرسمية ان لايتسرب التقرير لخطورته لانه كانوا يريدونه تقرير لتصفية حساباتهم الداخلية ولابتزاز بعضهم البعض ولكن خاب فألهم ليتسرب التقرير واصبح في متناول الايدي مؤكدا ان أسماء بعينها من النافذين في هذا النظام وراء تدمير المشروع وهذا ما سنبينه بالحقائق الموثقة عن الاحتفال بإعلان وفاة المشروع في اكتوبر 2009 بالحصاحيصا.
بعد لجنة البروف عبدالله عبدالسلام (الجادة) بدأ المشروع يشهد اللجان (الفارغة) التي تتشكل تنعقد وتنفض ليحصد اعضاءها الحوافز والامتيازات دون اي فائدة تعود علي المشروع مثل لجان الري ولجان الزراعة والميكنة ولجان التمويل والتأمين وغيرها حتي جاءت لجنة ناج السر الذي شكلت بقرار من النائب الاول لتقييم الوضع الحالي بالمشروع في الفترة من 200 الي 2012 والنظر في تطبيق قانون 2005 علي ان تخرج اللجنة برؤية مستقبلية للمشروع عبر الطواف والزيارات الميدانية ولقاء المزارعين واصحاب الشأن . كان برنامج طواف اللجنة يكتنفه الغموض ولم يعلن عنه بشكل يسمح لجميع المزارعين بالمشاركة او الحضور و تعمدوا التاخير كما حدث في لقاء المحيريبا ولكن علي الرغم من ذلك كان المزارعون يتابعون بدقة برنامج الطواف لحرصهم علي ابلاغ رأيهم واسماع صوتهم .
طواف اللجنة الميداني شمل الجزيرة بزيارة الحوش (الاقسام الجنوبية ) والمحيريبا (الاوسط والشمالي والشمالي الغربي) ولقائين بالمناقل و24 القرشي . ابرز ما يميز هذا الطواف هو الحضور الكثيف من قبل المزارعين والذين قدر عددهم ب 1503 في الحوش وحدها وكان متحدثيهم يناقشون اللجنة بعلمية واسلوب ادهش اعضاء اللجنة من ضخامة المعلومة وترتيبها وسوق الحجج والامثلة والتي تصب كلها في صلب الموضوع وهو المطالبة بالغاء قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 والذي وصف في لقاء الحوش بانه جريمة تستهدف انسان الجزيرة وانه قانون للتخريب وواقع الحال يؤكد ذلك وكان معتمد جنوب الجزيرة حاول التدخل لتوجيه اللقاء الا انه قوطع بالهتاف حتي طلب منه تاج السر رئيس اللجنة بان يستمع للمزارعين الذين هتفوا بالغاء قانون 2005 جملة و تفصيلا دون تعديل او ترقيع .
في لقاء المحيريبا رغم ان اللجنة جاءته متأخرة الا ان المزارعين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر اصروا علي الانتظار ويفوق تعدادهم 700 مزارع اعلنوا جميعا مطالبتهم بالغاء قانون 2005 وقدم عدد منهم اعتراضات علي رئيس اللجنة دكتور تاج السر والذي وصفوه بعراب الخصخصة و ساهم في خصخصة المشروع فكيف له ان يقوم بتقويمه حتي قام تاج السر (مقسما بالله) انه لم يساهم في خصخصة المشروع وانه فقط قام بخصخصة كريكاب للحلويات و الاتصالات واضاف انه لو طلب منه خصخصة المشروع الآن لما استطاع . في كل اللقاءات التي قامت بها اللجنة كان رأي المزارعين موحدا وقاطعا منصب في الغاء قانون 2005لمشروع الجزيرة . من اللافت لنظر اعضاء اللجنة ان جميع المتحدثين خاطبوا اللجنة وفقا لما جاء في المذكرة العلمية الضافية التي رفعها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل للنائب الاول فور تصريحه في وادمدني بفتح كتاب مشروع الجزيرة .
تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في مذكرته التاريخية قدم نبذة للنائب الاول عن تاريخ المشروع مستعرضا مسيرته بالارقام ومبينا حجم الدمار الذي حدث في عهد الانقاذ مستهديين بتقرير لجنة البروف عبدالله عبدالسلام التي كونتها حكومة الانقاذ وقدمت المذكرة توصيات بالاصلاح تتلخص في معالجة الاثار السالبة في تطبيق قانون 2005 والتوصية بان يتبع الري لوزارة الري وان يتسع دور روابط مستخدمي المياه لخدمة المزارعين . تقصير الظل الاداري بتقسيم المشروع الي الجزيرة القديمة والمناقل .المطلوب الآن تغيير نمط الزراعة وليس نمط الري .الخطر الحقيقي في خروج المحاصيل النقدية من المشروع كالقطن .ضرورة الاستمرارية والاستدامة في زراعة المحاصيل لتوفير التقاوي . الاستعداد للمتغيرات التي يحدثها تعلية خزان الرصيرص.الاهتمام بمكافحة الافات الزراعية .التحوط لنقص المياه عالميا. دعم الدولة لكافة الانشطة الزراعية والتسويقية. توفير التمويل بواسطة الدولة والمصارف . لابد من إعادة النظر في امر اتحاد المزارعين ومحاسبته علي ضياع مؤسسات المزارعين التعاونية. ادارة المشروع تحتاج لقيادة مقتدرة والتجربة التركية لادارة المشروع بكادر بشري لا يتجاوز 328 فردا مجرد ترف ذهني .اوصت المذكرة ايضا بوقف تصفية و بيع اصول المشروع والتحقيق في ما حدث .
الحكومة وعبر كثير من لجانها لا تريد ان تنسب لتحالف المزارعين اي نجاحات وتحاصر نشاطه اعلاميا الي درجة ان طلب من الصحف عدم نشر اخبار التحالف ولكن علي الرغم من ذلك استطاع التحالف ان يقود المزارعين في المشروع ويدافع عن حقوقهم وقضاياهم واصبح واقعا في كل اقسام ومكاتب وقري وكنابي المشروع التفت جموع المزارعين والعاملين حول التحالف الذي اصبح القائد الفعلي لمزارعي الجزيرة والمناقل ويملك التحالف رؤية علمية للخروج بمشروع الجزيرة الي بر الامان و انهم علي استعداد للتعاون مع الشيطان من اجل انقاذ مشروع الجزيرة ويدركون جيدا تماطل الحكومة في جديتها حيال مشروع الجزيرة ليقوم التحالف بوضع النقاط فوق الحروف بان القرار السياسي ونهج المؤتمر الوطني لا نية لهم في اصلاح مشروع الجزيرة وحتي لجنة تاج السر مثلها مثل بقية اللجان لا تمثل وجه الاصلاح وان قضية مشروع الجزيرة لاتنفصل عن قضية الوطن الواحد الذي دمرته حكومة الانقاذ .
لجنة تقييم مشروع الجزيرة برئاسة تاج السر تضم في عضويتها 30 عضوا وهو عدد ضخم معظمهم من الذين ساهموا بفعالية في تدمير المشروع والذين رصدهم الكاميرا في الاحتفال الذي اقيم في محالج الحصاحيصا في اكتوبر 2010 بمناسبة اعلان (وفاة) مشروع الجزيرة التي قدمها كمال النقر رئيس نقابة العاملين بالمشروع وهو احد اعضاء لجنة تاج السر مع زميله تاج السر عابدون الذي يراس المعاشيين من العاملين بالاضافة الي بعض اعضاء اتحاد المزارعين المنحل والغير شرعي وبعض اعضاء لجان الخصخصة والتخلص من المشاريع الحكومية.
في لحظة اعلان وفاة مشروع الجزيرة المشهد حزين حزين حزين
الجميع خنفتهم العبرة ولم اجد ما اكتبه سوي هذه الكلمات ونحن نودع ال الابد أكبر واعظم منشأة اقتصادية بالبلاد
تحت شعار نحن من نفر عمروا الارض حيث ما قطنوا ارادت الهيئة النقابية للعاملين بمشروع الجزيرة ان تحتفي بتوفيق اوضاع العاملين فكان مكان الاحتفال بمحالج الحصاحيصا يوم الثلاثاء الموافق الثالث من نوفمبر 2009اشبه بسرادق عزاء تجمع فيه ( نفر ) من اؤلئك الذين ارادوا للمشروع تلك النهاية المأساوية وبعض من جاءوا ليشهدوا مراسم تشييعه الي مثواه الاخير بعد عمرتجاوز الثمانية عقود فكانت لحظات تأريخية في مسرح الامعقول جمدت الدهشة حرارة الدمع في المآقي و العقل خرج ولم يعد...
 غاب عن المشهد من الذين ارادت النقابة تكريمهم السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه و الدكتور عوض الجاز وزير المالية الا ان البروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة (مقر المشروع) ووزير الزراعة الاسبق الذي كلف لجنة البروف عبدالله عبدالسلام بوضع تقرير مشروع الجزيرة الحالة الراهنة وكيفية المعالجة اثار غيابة الكثير من الشكوك والتساؤلات .
من ابرز الذين كانوا في مقدمة المحتفلين بنهاية المشروع من المسئولين السيد الدكتور المتعافي وزير الزراعة الاتحادي ، المهندس كمال علي وزير الري (عضو لجنة تاج السر الحالية ) ومندوب وزير المالية مهندس مشروع الخصخصة الدكتور عبدالرحمن نور الدين والسيد الشريف احمد عمر بدر رئيس مجلس ادارة المشروع وبروفيسور صديق مدير المشروع في ذلك الوقت بالاضافة الي قيادات اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل و محمد بشيرمعتمد محلية الحصاحيصا.
الحضور كان من بعض القيادات التي تبقت بالمشروع من مهندسين و مفتشين وزراعيين واداريين ويعض العمال والمزارعين وبعض اسر العاملين المتضررين الذين افنوا عمرهم بالمشروع وخرجوا صفر اليدين يبحثون عن معاشاتهم التي لا يعرف لها مصير بعد ان ( فاتهم مولد نهاية المشروع) وفقراء المشروع من المزارعين الذين اصبح اغلبهم اشبه بالمتسولين بعد ان توقف المشروع عن الزراعة وانهارت فيه النظم الادارية والفنية
ابرز المتحدثين كان كمال النقر امين نقابة العاملين بالمشروع واحد اضلاع ( التصفية) والذي اوكلت اليه المهمة الصعبة التي اشفق منها كل المسئولين ليتحملها النقر ويعلن علي الملأ وفاة المشروع في لحظة توقفت فيها عقارب الساعة وانقبضت فيها الانفاس وساد المكان صمت القبور وتحجرت الدموع .. قالها النقر دون ان يهتز له رمش او جفن وبدم بارد متل القتلة المحترفين ..(( اليوم وفي هذه اللحظة التاريخية ، نطوي صفحة ناصعة البياض اسهمت في نماء واقتصاد السودان الا وهي صفحة مشروع الجزيرة ، بعد 81 عاما نطوي هذه الصفحة والتي سوف تظل باقية في ارثنا وتاريخنا.. نبدأ صفحة جديدة اليوم 3/11/ 2009 في منطقة الحصاحيصا نعلن ضربة البداية ونهاية البداية بعد 81 عام)).
اعلان وفاة مشروع الجزيرة في الكلمات المرتجلة التي نطق بها كمال النقر و كما اعتقد الكثيرون، ان كلماتها اختيرت بعناية ( فائقة ) وحفظ ليس فيه تردد او لكنة ولا حتي ،لحن ، كنت ملامسا لكتفه الايسر ادون كل كلمة قالها وتقازت الي ذهني عبارة اديبنا الطيب صالح ..( من اين اتي هؤلاء؟؟) وعيناي مسمرتان علي الحضور لتحاشي حذاء الزيدي بعد ان ايقنت ان لا احد يكرر ما فعله الاسلامبولي. حديث النقر اراح بعضا من الجالسين في الصفوف الامامية الذين تنفسوا الصعداء ( هم ونزل ) ليصبح حديث المنصة غير ذي بال ، كله اطراء وشكر للنقر وفواصل من الكوميديا السوداء الضاحكة من شدة الحزن.
لم يفهم المسئولون عدم تجاوب وتفاعل الحضور بما يقولون كما اعتادوا من الهتيفة و ( الحلاقمة ) الذين بلعوا ( حبوب الصمت ) وعقدت اكف الجميع عن التصفيق ولعل محاولات معتمد الحصاحيصا اليائسة وهو يستجدي الجمهور ان يرددوا معه .. تهليل.. تكبير..الخ.. خير برهان، ان الحضور هذه المرة جاءوا ولم يستجلبوا ((قالها البروف غندور دون ان يقصد وهو يقارن بحضور مؤتمر تحالف المزارعين في طيبة )) الحضور هذه المرة كانوا اصحاب فكر وقضية و من الفئات المستنيرة والقيادات والكفاءات التي عملت ولاتزال في كامل قواها العقلية والبدنية، والذين لم يعتاد اركان النظام ان يشاهدوهم في احتفالاتهم وتجمعاتهم ومسيراتهم ، كانت نظرات الحضور القاسية اقوي استنكار وشجب شعر به الجميع الذين لم يتجاوبوا بالرقص و ( العرضة ) هذه المرة مع النغم المختار (( دخلوها وصقيرا حام )).
مشهد اخير:
في نهاية مراسم ( العزاء ) وبينما انفردت فضائية الشروق باجراء مقابلة مع السيد الشريف احمد عمر بدر وجهت له سؤالا مباشرا.. ما رأي سيادتكم وانت رئيس مجلس ادارة مشروع الجزيرة في نتائج تقرير لجنة البروفيسور عبدالله عبد السلام؟؟ اجاب في انفعال قائلا ان تقرير اللجنة ( ما صحيح!! ما سليم!! ) وانا علي استعداد لمناظرة البروف واعضاء لجنته في اي مكان واي زمان يختارونه. كانت اللحنة وفي تقريرها الختامي اشارت الي انها بذلت محاولات كثيرة للقاء رئيس مجلس الاداره الا انها لم توفق وخرج التقرير يحمل مجلس الادارة الجانب الاكبر في ما جري للمشروع الذي ترك امر تقييمه للجنة تاج السر وجل اعضاءها شاركوا في التدمير الممنهج وكانوا حضورا حضورا فرحين في سرادق عزاء موت المشروع
اتقوا الله يا هولاء.
b][/justify]
البروف / صديق عيسي مهندس الري الذي عين قبل اشهر من اعلان الوفاة مديرا لمشروع الجزيرة لتكون نهاية المشروع في عهده ( مسكين )
الشريف احمد عمر بدر(هيثروووو) المسئول الاول عن تدمير المشروع
الدكتور عبدالرحمن مكاوي عراب ومهندس خصخصة مشروع الجزيرة بوزارة المالية.
كمال محمود النقر امين نقابة العاملين بالمشروع ونجمة الانجاز في تدمير المشروع
الامين العام لاتحاد النقابات البروف غندور شاهد علي الجريمة ومعه المدير ورئيس مجلس ادارة المشروع
السر عابدون يبتسم مثل كمال النقر في سرادق العزاء بنهاية المشروع
شعار اعلان الوفاة نحن من نفر ( دمروا ) عمروا الارض حيث ما قطنوا
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.