كتب: عبد الخالق بادي: يعانى مجتمع محلية الدويم من الكثير من العادات الضارة التى أقعدته كثيراً من خلال ما تسببه من أضرار سواء صحية أو نفسية أو اجتماعية، حيث نجد أن هنالك بعض العادات التى ظل متمسكا بها رغم إدراكه التام بمساوئها، وبناءً على ذلك كان لا بد من بذل جهود حثيثة ومتواصلة من قبل المستنيرين وأصحاب المبادرات التى تهدف لإحداث التغيير الإيجابى حتى يتحرر المجتمع من هذه العادات وينطلق نحو الأمام لتحقيق ذاته والارتقاء بحياته. ولتغيير المفاهيم السالبة والتحلل من العادات الضارة، فإن الأمر يحتاج لوسائل ناجعة تعين من يعملون على التغيير وتمكنهم من الوصول إلى الهدف المنشود عبر مخاطبة العقل واختيار الفئة لمناسبة لتوصيل الرسالة المطلوبة، وذلك لن يتأتى إلا عبر الحوار المبنى على الحجة المقنعة، وهذا ما قامت به جمعية وعى الصحية بالدويم في ما يخص عادة الخفاض «ختان الإناث»، فى إطار مشروع مناهضة ختان الإناث الذى تنفذه بمحلية الدويم بالتعاون مع منظمة بلان العالمية وبلان الدويم ، حيث تم تنظيم دورة تنشيطية استهدفت عدداً مقدراً من ميسرات منهجية المرآة والمشرفات على المراكز النسوية من مختلف قرى المحلية، وذلك فى الفترة من 20 21من مارس بقاعة مركز الشباب وبحضور عدد من المسؤولين ولفيف من المهتمين والمناصرين. رئيس جمعية وعى الصحية محمد عربى المساعد، قال إن الدورة مكنت الميسرات من الإلمام والإمساك بمفاتيح الإقناع عبر الحوار، وأبان أن كل المستهدفات من ذوات الخبرة فى مجال العمل الطوعى والإنسانى نفذن الكثير من المشروعات الناجحة المماثلة فى فترات سابقة. أما مدير تعليم الأساس بالمحلية الأستاذ عبد المنعم حسن، فقد أكد أن الورشة لمست جوانب مهمة لمناهضة ختان الإناث، وأنها تحتاج إلى شجاعة، وأضاف أن المنظمة والجمعية وباستهدافهما للميسرات تكونان قد قطعتا شوطاً كبيراً فى سبيل التقليل من الممارسة، مشيرا إلى أنه اختيار موفق. من ناحيته فقد أشاد مدير تعليم الكبار بمحلية الدويم الأستاذ عمربلال، بجهود جمعية وعى ومنظمة بلان من أجل محاربة عادة ختان الإناث، وقال إن إدارته ولأجل تعزيز المناهضة ستنشئ وحدة خاصة يكون دورها هو توعية الناس بمضار العادة. ومن جانبه فقد أوضح مدير مشروع مناهضة ختان الإناث الأستاذ هشام أحمد إبراهيم أن هذه العادة لم تجد حظها من النقاش العلنى والمثمر، وقال إن المشروع يتعتبر شراكة ذكية مع جمعية وعى وبدعم من مكتب بلان أمريكا، وقال إن المشروع سيجد متابعة لصيقة، داعياً الميسرات لبذل الجهد حتى يحقق المشروع أهدافه. الأستاذ محمد حسين منسق المشروع ذكر أن منهجية المرآة تعتمد على الحوار، مشيراً إلى أن الدارسات يتحملن مسؤولية كبيرة لتوعية المجتمع عامة والنساء خاصة، وذلك عبر الحجة والإقناع والتبشير بالإيجابيات والتبصير بالسلبيات، وأشاد بالمحاضرين بالورشة لما قدموه من معلومات. ومن جهتها فقد أكدت الأستاذة سهام بولاد «بلان الدويم» أن اختيار ميسرات منهجية المرآة لم يأت من فراغ، وإنما للمساهمات الكبيرة لهن فى المجتمع خلال الفترة السابقة داخل مجتمعاتهن، وثمنت جهود جمعية وعي ممثلة فى رئيسها الأستاذ محمد عربى وبقية الأعضاء، مشيرة إلى قدرتهم على تنفيذ المشروع بالصورة المثلى. عدد من الدارسات من ميسرات منهجية المرآة، أكدن استفادتهن من الدورة التنشيطية، حيث ذكرن أن محاضراتها حوت الكثير من المعلومات التى ستعينهن على القيام بواجبهن حتى يصل المشروع إلى مرماه.