لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسرار وخفايا مادار في اروقة القوات المسلحة قبل السادس من ابريل 1985م
نشر في الراكوبة يوم 03 - 04 - 2013

تهل علينا هذه الايام ذكرى عزيزة وعظيمة هي انتفاضة مارس ابريل 1985 التي أطاحت بنظام الطاغية الراحل جعفر نميري المأثرة التي سجل فيها الشعب السوداني نصرا آخر لنفسه عندما خرج الى الشوارع مشرع الصدور استعدادا للتضحيه وبذل النفوس التي ارتخصت في سبيل الوطن.
خرج الشعب الاعزل لايحمل في أياديه سوى سلاح اليقين والاصرار هدفه واحد وعدوه واحد طاغية مارس كل شيء ليبقى, لكن الشعب السوداني لم يهادنه وبدأت المواجهات منذ مارس 1970 في الجزيرة أبا ورهوط الشهداء الذين حصدهم الرصاص المايوي الارعن , وكان انقلاب 19 يوليو 1971 والمواجهه الدمويه مع الحزب الشيوعي وفقدان الكثيرين من قادته مدنيين وعسكريين , وأحداث يوليو 1975 بقيادة المقدم الشهيد حسن حسين واحداث الثاني من يوليو 1976, وكل هذه الهبات والانقلابات والانتفاضات جمع بينها هدف واحد هو الاطاحة بالحكم الديكتاتوري وفي فجر السادس من أبريل 1985 نال الشعب مبتغاه عندما اعلنت القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة انحيازها للشعب السوداني الذي قدم الاف الشهداء مهرا لذلك اليوم.
القوات المسلحة دارت في ثكناتها اتصالات كثيرة قبيل الاطاحة بنظام جعفر نميري.
سعادة اللواء معاش فضل الله برمة ناصر أحد القادة العسكريين الذين كانوا قد حسموا أمرهم باكرا وقرروا الانحياز الى صفوف الشعب السوداني, طرحت علية اسئلتي الكثيرة أجاب عليها جميعا وبصدر رحب له الشكر الكثير
حوار عبدالوهاب همت
وبدأت اسئلتي بكيف كانت الاجواء العامة داخل صفوف القوات المسلحة وهل كان الايقاع متسارعا وكيف سارت الامور بالنسبة لهم في المراحل الاولى وكيف كانوا ينظرون الى الغضب الجماهيري الذي بدأ يتمدد؟
الجو العام كان داخل القوات المسلحة لا يختلف كثيراً عن الشارع وأذكر أن نميري عندما غادر السودان كانت المظاهرات قد بدأت وان السبب هو زيادة الاسعار إذا كنت تذكر ذلك وبدأت تحركات الطلاب خاصة طلاب جامعة امدرمان الإسلامية وأذكر أن نميري عند سفره إلى أمريكا لم يستطيع الذهاب مباشرة إلى مطار الخرطوم فذهب عن طريق المطار الحربي, وبعد سفر نميري بدأت تصدر بعض التصريحات المستفزة من قيادات الاتحاد الاشتراطي وبدأ الجو يتعكر واتسعت المظاهرات وكان أكبر ردة فعل هو أن حرق المتظاهرون جمعية ود نميري التعاونية وهذه كانت لها معاني ومغازي وبدأ طلاب المدارس يتحركون ويرشقون سيارات القوات المسلحة القادمة من وادي سيدنا, وبعد ذلك حدث شبه تفاهم ما بين القوات المسلحة و الشارع السوداني وكنا نتحدث مع الناس عن أن القوات المسلحة تقوم بالتزامها في حماية كل المناطق الاستراتيجية ونطالب الجماهير الثائرة بعدم التعرض لها, وأن القوات المسلحة كذلك لن تتعرض إلى المتظاهرين.
ماذا حدث بعد ذلك؟
فجأة تغيرت لغة الشارع وبدأ الناس يهتفون جيش واحد شعبً واحد, بدلاً من رمي الحجارة تجاه عربات الجيش, والذي التزم بحماية المواقع الاستراتيجية وبدأ جمهور المتظاهرين يتجنب الأماكن التي يوجد بها الجيش ولا يحتك به, والجيش كذلك كان يتجنب عدم الدخول في اي مواجهات مع الشعب.
إذاً من كان يدير النشاط الذي يوجه لقمع الشعب؟
الذي كان يفعل ذلك هو جهاز الامن, حتى الشرطة كانت تغض الطرف على التظاهرات, وبعد سفر نميري كان الاتحاد الاشتراكي هو سيد الموقف.
متى بدأتم تأخذون الامور مأخذ الجد؟
عقب اضراب الأطباء والذين خرجوا وجلسوا على الارض عندما بدأت الاجهزة الامنية تتحرك تجاههم وقد كان ذلك تحد صريح لكنه سلمي. وبالتالي فشل جهاز الامن في ضربهم.
هناك بعض عناصر جهاز الامن كانت قد بدأت ترتدي الزي العسكري للجيش ليضربوا المتظاهرين باسم الجيش ماذا فعلتم تجاه ذلك؟
نحن طلبنا من جهاز الامن عدم السماح لأي من افراده في لبس زي القوات المسلحة لأنهم أرادوا أن يضربوا المتظاهرين باسم القوات المسلحة, ونحن قلنا أن القوات المسلحة لن تضرب اي شخص وفي نفس الوقت فانها لا تسمح لاي جهة في استخدام زيها أو اسمها لضرب المتظاهرين.
من اتخذ هاذ القرار هل أنتم في قيادة القوات المسلحة أم أنها جهة اخرى؟
القيادة وكل قادة الوحدات اتخذوا ذلك القرار باسم القوات المسلحة والتي يجب عليها عدم التدخل في أمر المظاهرات إلا وفقاً للقانون وبعد أن تضطرب الاحوال الامنية وتعجز السلطة في المحافظة على الامن, والقوات المسلحة في تلك الفترة لم يرتكب باسمها اي شخص عمل اجرامي ضد الشعب وناس الامن ارتدوا الزي العسكري كافراد وبعد أن تدخلنا نحن توقف الموضوع, الأمر الثاني الذي رفع الروح المعنوية والذي يستحق الذكر هو خروج الأطباء وجلوسهم في شارع القصر لمواجهة جهاز الامن والبوليس, كان ذلك يوم الثلاثاء أو الاربعاء الثاني أو الثالث من ابريل 1985 لاأذكربالضبط.
هل تذكر خطرفات دكتور محمد عثمان ابو ساق وما اسماه بمسيرة الردع وهل كانت لديكم نيه للمشاركه فيها؟
الذي أذكره أن هذه المسيرة كانت هزيلة للغاية وناس الاتحاد الاشتراكي أرادوا الرد على موكب الاطباء ومسيرة الردع هذه كانت عبارةعن مضحكة.
هزال مسيرة الرده ماذا عنى لكم؟
هذه كانت أول مؤشر ونحن نراقب ونرصد على ان نظام مايو قد فقد شرعيته وبالتالي فقد فقد سنده الشعبي.
هل كنتم كضباط تتشاورون في مجموعات كبيرة أم في مجموعات صغيرة؟
كان الأمر يتم في مجموعات صغيرة وبين العناصر التي تثق فيما بينها, لكن الكلام لم يكن مفتوحاً لأن النظام كان لا يزال ممسكاً بكل مفاتيح السلطة, وكل القادة والضباط كانوا يتحدثون عن ما هو واجبنا الوطني تجاه الشعب والوطن.
ما هو دور القيادة العامة في تلك اللحظات؟
القيادة العامة كانت هي المسئولة الأساسية حتى ذلك الوقت تنفذ أوامر نميري لكن الموقف في القيادة كان مختلف ولم يصل إلى مرحلة الجهر بالقول وبدأت القيادة في استدعائنا نحن قادة المناطق الخمسة في الخرطوم.
ومن هم قادة المناطق الخمسة؟
أنا كنت قائد منطقة بحري العسكية ومنطقة امدرمان كان قائدها العميد عبد العزيز محمد الامين ومنطقة وادي سيدنا قائدها كان المرحوم العميدعثمان الامين (كتمبور)ومنطقة الخرطوم كان قائدها محمد يوسف الجعلي ومنطقة الشجرة كان يقودها حمادة عبد العظيم حمادة. وهناك منطقة جبل اولياء العسكرية لكنها بعيدة وغير مؤثرة, فالكلام كان هنا والامور بدأت تتجه نحو التصعيد والقوات المسلحة وضعت في حالة الاستعداد القصوى, وهذا سلاح ذو حدين بقدر ما السلطة تقصد أن القوات ستكون جاهزة لاخماد اي تحرك, فهي فرصة طيبة جداً للضباط في الجلوس مع بعضهم البعض للتحاور والتفاكر لأنهم يكونوا في مناطقهم ووسط قواتهم وهناك مجال للتفاكر أكثر وومراقبة وتحليل سير الاحداث وكيف تسير الامور.
كيف كنتم تتناقشون مع بعضكم البعض هل بالشكل الحزبي أم بالثقة والصداقة؟
لا يوجد حزب في القوات المسلحة والتي كانت وقتها قوات قومية وكنا نعرف أن القوات المسلحة لا قبيلة لها ولا حزب لها, حزبها السودان وولاءها السودان وكنا نتكلم من منطلق مسئولياتنا التي نص عليها الدستور حماية بلدنا ومواطنينا.
عندما تم استدعائكم في القيادة العامة لياخذوا رأيكم حول سير الاحداث وطلبوا من قادة الوحدات مقابلة الجهة المسئولة اي الفريق توفيق خليل ماذا جرى؟
كان السؤال الذي طرح علينا ما هو الوضع داخل الوحدات العسكرية .
هل كان هذا الحديث علناً؟
هذا الكلام لم يكن قد اخذ طابعه العلني لأنه كان من الصعوبة والسؤال كان مباشراً ما هو رأيكم فيما يجري وما هو الموقف داخل وحداتكم, وكذلك في ذلك الوقت كان من الصعوبة ان تقول الكلام لأن السلطة حينها كانت لا زالت تتشبث بالحكم, وأنا أتذكر نحن في مجموعتنا جلسنا قرابة الخمس دقائق كل منا ينظر الى الآخر وقد تحدثت مع الفريق توفيق خليل له الرحمة.
ماذا قلت له؟
قلت له يا سيادتك نحن واثقين أن قيادتنا سوق تتخذ القرار المناسب ونحن نريد أن نقول بكل وضوح أننا لن ننفذ أي تعليمات تؤدي الى اراقة الدماء وسنعمل في الحفاظ على دماء الشعب السوداني ونحن كذلك واثقين ان قيادتنا ستتخذ في الوقت المناسب القرار الذي يجنب الناس من اراقة دماء الشعب. مهما كان الثمن الذي سندفعه.
ما هو ردة فعل المجموعة التي كانت معكم حينها؟
أذكر أنهم جميعاً امنوا على هذا الحديث بالنسبة لنا وأننا لدينا ثقة في قيادتنا وهي التي ستتخذ القرار المناسب.
وعندما ذهبتم لمقابلة وحداتكم ما الذي حدث؟
الذي يحدث في مثل هذه اللحظات انك تذهب لتقوم بتنوير ضباطك.
وماذا دار في القيادة وماذا دار من تعليمات؟
وقد شرحت ما دار .
هل هناك من اختلف معكم من الضباط داخل وحدتك العسكرية.
لا كل الضباط امنوا على الموقف الذي اتخذته وقالوا هذا كلام جميل وأكدوا على مسئوليتنا تجاه شعبنا وعدم التصدي له مهما كان وكان الاصرار على حقن الدماء, واستمرينا في هذا الامر وكان ايقاع الشارع يرتفع يوماً بعد يوم مندداً بسياسات النظام ومطالباً بسقوطه وأذكر كان الناس قد اتفقوا على خروج المسيرات يوم السبت لتلتقي في ميدان الهيئة القضائية لرفع المذكرات الى القصر الجمهوري ومذكرة للقوات المسلحة من قوى المعارضة وكنا نتحسب لما سيحدث وفي آخر الامر أذكر انه تم استدعاؤنا يوم الجمعة الخامس من ابريل في حوالي الثامنة مساء وقد حضر كل قادة الوحدات إلى مبنى القيادة العامة, وتحدثت الينا القيادة العامة وكلها كانت موجودة.
من كان يتحدث معكم بشكل مباشر؟
الذي كان يتحدث الينا كان القائد العام أخونا الفريق عبد الرحمن سوار الذهب وزير الدفاع وكان هناك رئيس الاركان عمليات الفريق تاج الدين عبد الله فضل ونائب رئيس هيئة الاركان امداد الفريق محمد توفيق خليل ويوسف حسين نائب رئيس هيئة الاركان و هناك العميد عثمان عبد الله مدير فرع العمليات الحربية وفارس عبد الله حسني مدير الاستخبارات وفي حوالي العاشرة طلبوا منا كقادة للمناطق العسكرية في بحري وامدرمان ووادي سيدنا الذهاب إلى المنطقةالعسكرية ليتم تنويرنا بواسطة الفريق جعفر فضل المولى عليه الرحمه. أما العميد الجعلي قائد منطقة الخرطوم والعميد حمادة عبدالعظيم حمادة قائد منطقة الشجرة فطلب منهما الانتظار لينورهم مدير العمليات الحربية .
ما هو الغرض من هذا؟
الغرض من ذلك كان فصلنا عن بعضنا البعض كقادة للمناطق العسكرية حتى لانتخذ موقفا موحدا , وأنا ذهبت الى القيادة المركزيةة مع العميد عبدالعزيز محمد الامين والعميد عثمان الامين. وابتدأ بتنويرنا فيما سيحدث غدا
ماذا كان سؤالكم له؟
نحن قلنا له يا سعادة الفريق نحن رغم التزامنا واحترامنا لكل القرارات فإن المعلومات تقول أن جماهير الشعب السوداني سوف تتحرك غداً وسيرفعون مذكرة إلى القصر والقوات المسلحة ما يهمنا هو هل هناك أوامر باستخدام السلاح أم لا.
ماذا كانت ردة فعله؟
قال اجابة قاطعة, دعوني استشير الآن لأنني لا أستطيع أن اعطيكم اي اجابة وأنا سوف اتصل بالقيادة العامة.
من قال لكم هذا الكلام؟
هذا كان كلام الفريق حعفر فضل المولى له الرحمة وقد كان قائد المنطقة العسكرية.
هل اتصل في نفس اللحظة؟
نعم في نفس اللحظة اتصل وقالوا له نحن لن نستخدم السلاح لأن الجماهير ستقدم مذكرة ونحن عيننا ضابطا في القصر الجمهوري وضابطاً آخر في القيادة العامة لاستلام المذكرات, وقلت لهم الناس في حالة هياج ولنفترض في حالة الهياج هذه اذا دخلوا القصر هل هناك أوامر بالضرب أم لا وجاء رده انت راجل غلباوي كدة مالك
وماذا قلت له أنت؟
نحن نريد أن تكون الامور واضحة هل هناك استخدام للقوة أم لا وكانت اجابته إذا ازاحت الجماهير السلك الشائك وازالت كل الحواجز واذا دخلوا الى القصر فهذا يعني اطلاق النار.
هل توصلتم الى رأي نهائي في تلك اللحظات؟
لا لم تكن هناك رؤية واضحة لهذه الاشياء واخر شئ قالوا لنا اذهبوا لن يكون هناك اطلاق نار لان الشرطة ستتولى الامر, ونحن كقادة مناطق تناقشنا ما معنى هذا الكلام وعدم تدخلنا وترك الامر للشرطة يعني أن هناك استخداماً للقوة, رغم أن الشرطة حتى تلك اللحظات كان موقفها وطنيا
أين كان اللواء عمر محمد الطيب حينها؟
كان في جهاز الامن.
ألم تكن تتوقعون أن يقوم جهاز الامن باستخدام السلاح في مواجهة المتظاهرين؟ وهل كان يعلم جهاز الامن انكم لن تستخدمون السلاح ضد الشعب؟
نعم توقعنا ان يقوم جهاز الأمن بأستخدام السلاح ضد المتظاهرين ولكن الشيء الممتاز ان جهاز الأمن لم يكن يمتلك أي معلومات حول ما يجري داخل القوات المسلحة خاصة في ما يتعلق بعدم استخدام القوة العسكرية، وبعد ما رجعنا أتصلنا واستمر هدا الحديث حتى الثانية صباحا، ورجعنا بعد ان اخذنا قرارا وان هناك جهة ما سوف تستخدم القوة لصرب الشعب وبدون شك هذا ما فهمناه من حديث الفريق جعفر فضل المولى وكان هناك خلاف هل سيكون هناك استخدام قوة ام لا؟. وقالوا لنا أن اللجان الثورية ستقوم غدا بأنزال قوات في شارع النيل ونحن كنا مصرين أن موضوعنا ليس اللجان الثورية وأنما نحن نريد تعليمات ظاهرة وواضحة حول هل سيكون هناك استخدام للسلاح ضد الشعب أم لا.
ألا تعتقد أن ايراد معلومة ان اللجان الثورية الموالية الى ليبيا والمناهضة الى نظام جعفر نميري كان الغرض منه هو اطلاق النار على المتظاهرين؟
نعم وكان ذلك للفت النظر وموقفنا كان واضح جدا
كل هذه الايحاءات ألم تلفت انتباهكم الى أن هناك مواجهة دموية ستحدث وبالتالي لم تحفزكم لاستلام السلطة؟
نحن حينها قررنا أن ننحاز الى الشعب ونستلم السلطة.
هل عقدتم اجتماعا لذلك وأين عقد؟
نحن حسمنا أمرنا عن طريق الاتصالات الهاتفية
من هم الذين اتصلوا ببعضهم البعض من الضباط؟
قادة المناطق الخمسة ولم يكن ليكلفنا الأمر تحرير قوات مثلا. انا في بحري كنت مسئول عن كل رؤوس الكباري التي تؤدي الى منطقة بحري ولدي حراسات وانا علي فقط ان اعمل للخلف دور وخطوة واحدة وتعني الاستيلاء وعبد العزيز ماسك منطقة امدرمان وكل الكباري وهناك الجعلي يسيطر على كل الكباري التي تقود الى الخرطوم، نحن ما علينا سوى الاستلام ولا تحتاج الى أي شيء كا الذي فعلناهو أننا طلبنا من حمادة عبد العظيم حمادة أن يحرك كتيبة مدرعات تأتي لتطوق مباني جهاز الأمن، هذا كان مطلوبا، والمظلات موجودة داخل القبادة العامة وعليها الاستيلاء على القيادة العامة، والقيادة العامة استدعتنا وأوضحوا لنا أنهم سيسلمون السلطة غدا، ومرة أخرى تم اسبدعائنا وقالوا أن ضباط المدرعات طلبوا أن يقابلوا الفريق تاج الدين عبد الله فضل والمدرعات كما تعلم فهي أكبر قوة.
ماذا قالوا للفريق تاج الدين عندما ذهب للمدرعات؟
قالوا له حديثا واضحا أذا لم تنحازوا الى الشعب فأننا سوف نستلم السلطة غدا.
من هم الذين قالوا هذا الحديث، هل هم مجموعتكم قادة الوحدات؟
نعم طلبونا في تمام الساعة الرابعة للقيادة وكنا في الخارج نتحدث الى الناس حديثا واضحا.
ما هو فحوى هذا الحديث؟
الحديث فحواه أننا داخل وحداتنا قررنا استلام السلطة غدا في الصباح مع التزامنا في المحافظة على وحدة القوات المسلحة وسلامة وأمن البلاد ونحن رأينا ضرورة أن يكون التحرك جماعيا وكل القوات من القائد العام عبد الرحمن سوار الدهب والى آخر جندي وهذا العمل الجماعي سيجنب البلاد مواجهات عسكرية مع بعضنا، ويجنبنا كذلك أي تحرك مضاد
ماذا قال الفريق تاج الدين عبد الله فضل بعد المقابلة في سلاح المدرعات؟
الفريق تاج الدين بعد أن ذهب الى المدرعات عاد برأي قاطع على أنه من الأحسن أن نقوم بتنفيذ ما قاله قادة المناطق العسكرية ونستلم السلطة، لأنه اذا لم نستلم السلطة فأن ضباط القبادة العامة هم الذبن سيستلموا. هذا الحديث قاله الى هيئة القيادة، وان الضباط في الوحدات المختلفة سيستلموا عليه من المستحسن ان نكون كما يقولون ونحافظ على وحدة القوات المسلحة وننحاز الى جانب الشعب وهذا سيجنبنا المواجهات واراقة الدماء وبالتالي نحفظ أمن البلاد واستقرارها واجتماع هيئة القيادة وافق على هذا الموضوع.
أين كان الفريق عبد الرحمن سوار الدهب في تلك اللحظات؟
كان موجودا في منزله ، وطلبنا أن يعرض عليه الأمر وأذا وافق كان بها .
واذا لم يوافق؟
اذا لم يوافق كنا قد قررنا أن نتحفظ عليه بمنزله.
ماذا عن اللواء عمر محمد الطيب؟
اللواءعمر محمد الطيب كنا قد قررنا أن يتم اعتقاله في منزله وهذا كان القرار في المرحلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.