محمد خلف المزروعي: شخصية أحمد الطيب تمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار ونبذ الفرقة والعنف. أبوظبي – منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لقب "شخصية العام الثقافية"، وفق ما أعلن مجلس أمناء الجائزة الثلاثاء. وأكد المجلس في مؤتمر صحفي إن الجائزة في نسختها السابعة اختارت الطيب كونه "يجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، ولبحوثه العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعددة". وقال محمد خلف المزروعي عضو مجلس أمناء الجائزة إن "شخصية شيخ الازهر هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار". وأضاف "تجلت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي ظهرت في أثناء رئاسته لمشيخة (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه". وجائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة أدبية إماراتية تُقدم سنويا منذ 2007 وترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتُمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم (في مجالات التأليف والترجمة) التي تساهم بإثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية. وضمت قائمة الفائزين بالجائزة لهذا العام الدكتورة إليزابيث سوزان كساب من لبنان (جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة) عن كتابها "الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن"، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2012. وعرضت المؤلفة الجدالات العربية المعاصرة حول قضايا الثقافة من منظور مقارن بهدف الوقوف على محددات الوعي بالذات الثقافية في فترة ما بعد الاستعمار. ونال الدكتور عادل حدجامي من المغرب "جائزة الشيخ زايد للمؤلف" عن كتابه "فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف"، الصادر عن منشورات دار توبقال للنشر، المغرب 2012. وتبلغ القيمة المادية للجائزة سبعة ملايين درهم (حوالي مليون ونصف المليون دولار) إجمالاً، حيث يمنح الفائز في كل فرع جائزة مالية قدرها 750 ألف درهم وميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة المعتمد، إضافة لشهادة تقدير للعمل الفائز، في حين تبلغ القيمة المادية لجائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم. وفاز ب"جائزة الشيخ زايد للترجمة" الدكتور فتحي المسكيني من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر "الكينونة والزمان" الصادرة عن دار الكتب الجديدةالمتحدة في بيروت 2012. وقال جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء الجائزة إن "إقبال الباحثين والمبدعين والكتّاب والمؤلفين على المشاركة في فروع الجائزة (1262 مشاركة) يعدُّ مؤشراً إيجابياً يؤكد أن الفرصة قد منحت لمعظم العاملين في حقول الفكر والثقافة والمعرفة والإبداع". وذهبت "جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية" للدكتور عبدالله ابراهيم من العراق عن كتابه "التخيل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية"، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2011. والكتاب "دراسة علمية جادة في مجال النقد الأدبي الحديث تتجلى فيها رؤية المؤلف الخاصة التي تحاول تحليل العلاقة بين أبنية السرد في الرواية التاريخية والمرجعيات التاريخية التي توجهها وتتحكم فيها". وفاز ب"جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية" الباحثة البريطانية مارينا وورنر عن كتابها "السِحرُ الأغرب...وألف ليلةٍ وليلة"، الصادر عن دار شاتو المملكة المتحدة 2011 ودار جامعة هارفارد الولاياتالمتحدة 2012. وفي فرع للنشر والتقنيات الثقافية، ذهبت الجائزة الى "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" في الكويت. ويعد المجلس من المؤسسات الريادية خليجياً وعربياً منذ تأسيه في 17 يوليو 1973، حيث ترعى الآداب والفنون من خلال مجموعة من المطبوعات. وقرر مجلس الامناء حجب "جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة"، وكذلك "جائزة الشيخ زايد للآداب". ومن المقرر ان يتم تكريم الفائزين في الثامن والعشرين من الشهر الجاري على هامش "معرض أبوظبي الدولي للكتاب".