عرضت الولاياتالمتحدة إزالة السودان عن قائمتها للدول الراعية للإرهاب في محاولة لتسوية الخلافات بشأن الاستفتاء المقرر في يناير/ كانون الثاني حول مستقبل جنوب السودان السياسي. وأعلن السناتور الامريكي جون كيري الأحد خلال زيارة للسودان أنه سلم "خارطة طريق" من أجل حل الخلافات بين شمال البلاد وجنوبها قبل الإستفتاء. وقال كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "طلب مني الرئيس اوباما الحضور الى هنا مع مبعوثه الخاص غريشن ومستشارة البيت الابيض لشؤون الأمن ميشيل جافين لتقديم اقتراحه الخاص". وأعلن أنه سلم "خارطة طريق" من أجل حل الخلافات بين شمال وجنوب السودان قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي الى تقسيم البلاد. واضاف خلال حديثه للصحفيين في الخرطوم "اقترح الرئيس أوباما خارطة طريق لحل مشكلة أبيي وغيرها من المسائل". إلا أنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول هذه الخطة التي يطلق عليها "خارطة الطريق". ومن المقرر أن يصوت سكان منطقة أبيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها، في استفتاء يجري في التاسع من يناير/ كانون الثاني ما اذا كانوا يريدون الانضمام الى جنوب السودان أو شماله. وفي اليوم نفسه يصوت سكان جنوب السودان في استفتاء على ما اذا كانوا يريدون الانفصال عن الشمال أم البقاء ضمن سودان موحد. ويشكل هذان الاستفتاءان النقطتين الرئيستين في اتفاق السلام الذي انهى عام 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الشمال المسلم والجنوب ذي الأغلبية المسيحية. وما زالت المفاوضات جارية لتحديد من يحق له المشاركة في تصويت أبيي. وكان السيناتور كيري الذي زار السودان في الشهر الماضي، قد التقى السبت نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ومستشار الرئيس عمر البشير غازي صلاح الدين قبل التوجه الى جوبا للقاء رئيس جنوب السودان سالفا كير. وقررت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي تمديد عقوباتها الاقتصادية على السودان لعام على الأقل ووصفت سياسة الحكومة السودانية بأنها "ضد مصالح الولاياتالمتحدة". وكان كيري قد هدد في أكتوبر/ تشرين الاول بتشديد العقوبات على السودان في حال عرقلت الخرطوم أو الجنوبيون إجراء الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان. bbc2 أمريكا تعرض على السودان رفع اسمه مبكرا من قائمة الارهاب واشنطن (رويترز) - صرح مسؤولون أمريكيون كبار بان الولاياتالمتحدة سترفع اسم السودان من قائمتها للدول التي ترعى الارهاب مبكرا في يوليو تموز 2011 اذا ضمنت الخرطوم اجراء استفتاءين رئيسيين في موعدهما في يناير كانون الثاني وتم احترام نتائجهما. واضاف المسؤولون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدم هذا العرض من خلال السناتور جون كيري الذي ابلغ الزعماء السودانيين في الاونة الاخيرة بان الولاياتالمتحدة مستعدة "لفصل" قضية دارفور عن وصم الخرطوم بالارهاب للحصول على تعاون بشأن الاستفتاءين اللذين يجريان في يناير كانون الثاني. وشدد المسؤولون الامريكيون على ان العقوبات الامريكية المنفصلة التي فرضت على السودان بسبب دارفور ستبقى الى ان تحقق الخرطوم تقدما لحل الوضع الانساني في اقليمها الغربي المضطرب. ولكنهم اعطوا ايضا املا بان عرض انهاء العزلة التي فرضت على الخرطوم من خلال ضمها الى قائمة الولاياتالمتحدة للدول التي ترعى الارهاب سيقنع الحكومة السودانية بالبدء في تقدم التنازلات اللازمة للسماح باجراء استفتاءي يناير كانون الثاني في موعدهما. وقد يشهد الاستفتاءان اللذان يجريان في نفس الوقت في التاسع من يناير كانون الثاني انفصال جنوب السودان ليصبح احدث دولة في افريقيا وتقرير ما اذا كانت منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها ستنضم للشمال ام للجنوب. وتريد الولاياتالمتحدة التي صعدت جهودها الدبلوماسية في السودان ان ترى الاستفتاءين يجريان بشكل سلمي وان يتم بسرعة حل كل القضايا المتصلة بما في ذلك اتفاقيات بشأن الجنسية في المستقبل واقتسام عائدات النفط. وقام كيري الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بزيارتين للسودان في الاسابيع الاخيرة وحمل احدث عروض اوباما للخرطوم خلال مطلع الاسبوع الماضي. واضافت وزارة الخارجية الامريكية السودان الى قائمتها للدول التي ترعى الارهاب في عام 1993 متهمة الخرطوم بايواء متشددين محليين ودوليين من بينهم لفترة اسامة بن لادن زعيم القاعدة. والسودان احد اربع دول في القائمة الى جانب كوبا وايران وسوريا. ويحمل هذا التصنيف عقوبات بشأن المساعدات الخارجية الامريكية وحظرا على الصادرات والمبيعات الدفاعية ومجموعة من القيود على التعاملات المالية والتعاملات الاخرى. ويقول مسؤولون ان الخرطوم تحث بقوة على رفع الولاياتالمتحدة لاسمها من القائمة مثلما فعلت واشنطن قبل سنوات مع كل من كوريا الشمالية وليبيا. ويقدم عرض أوباما الموعد الذي قد يتم رفع فيه الخرطوم من القائمة ستة اشهر على الاقل. ولكن المسؤولين الامريكيين شددوا على ان القرار النهائي مازال متوقفا على وقف السودان كل رعاية للارهاب لمدة ستة اشهر على الاقل قبل الموعد المستهدف في يوليو تموز 2011 والتعهد بعدم استئناف مثل هذه الانشطة في المستقبل. واضافوا ان العقوبات الامريكية المنفصلة التي فرضت على السودان بسبب دارفور والتي مددها أوباما عاما اخر في اول نوفمبر تشرين الثاني ستبقى الى ان تحسن الخرطوم الاوضاع في المنطقة حيث تقدر الاممالمتحدة ان ما يصل الى 300 الف شخص قتلوا بعد ثورة في 2003 . وقال مسؤول اخر ان "تلك..العقوبات ستبقى وهي العقوبات التي لها تأثير كبير على الاقتصاد السوداني وعلى حكومة السودان نفسها" واضاف ان كل الخطوات التي ستتخذ في المستقبل مثل تخفيف اعباء الديون وتبادل السفراء ستتوقف على احراز تقدم في دارفور. واضاف المسؤولون ان الولاياتالمتحدة ستواصل الحث على التوصل لاتفاق بشأن ابيي خلال محادثات تجري بوساطة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي والتي فشلت حتى الان في تحقيق تقدم. وقال المسؤول الاول "مازلنا نعتقد ان هناك وقتا لاجراء استفتاء بشأن ابيي في موعده ولكن نعترف بان الوقت اساسي هنا