ارتدى تنظيِم القاعدة ( ستايل ) جديد وبدأ في شن حملة مجنونة بالطرود الملغومة وصلت إلي عواصم ومدن دول أوربية وأمريكية ، وفي عز تلك الحمي الجديدة التي تجتاح مطارات وموانئ العالم خرج علينا التنظيم بتهديد جديد ضد مصر معلناً أن الهدف القادم هو كنائس مصر ومسيحيها ، مستهدفاً ضرب الوحدة الوطنية وبث الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن في بر مصر بحجة أن هناك فتاتين مسيحيتين قد أسلمتا وتم حجزهم بعد ذلك في أحد الأديرة . وهنا سنقولها بصراحة وبدون أي خوف من تهديد أو استهداف أن أمن مصر بمسلميها ومسيحيها هو خط أحمر لا يسمح لأي مخلوق بتخطيه ، ورغم اختلافنا مع النظام وسياسته الداخلية والخارجية وقلنا فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر ورفضنا أداء حكوماته المتعافية ، إلا أن أي محاولة لأستهداف دور العبادة في مصر لن تتم ولن تنجح بفضل تكاتف وتعاضد جميع المصريين سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين ، فمصر لن تترك مضغة سهلة لأولاد الأفاعي محترفي الفتنة مهندسي تفكيك الشعوب والأمم . فقد فات مطلق هذا التهديد أنه يتحدث عن مصر ، مصر الدولة التي تملك حضارة الآلاف السنين ، فضلاً عن أنه لايعرف ولا يعي حقيقة الشخصية المصرية وما تحتويه من تسامح ديني وتألف وطني ، فنحن جميعاً ننتمي لتلك المحبوبة بهية ولاستطيع كائن من كان أن يفتن بيننا ، فقد قلنا مراراً وتكراراً أن مايحدث في مصر الآن ليس فتنة طائفية ولكنها مجموعة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يشعربها ويرزح تحتها جميع المصريين سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين . أما بخصوص الطرود الملغومة فأي مراقب لأداء وتصرفات تنظيم القاعدة يجد أن ذلك التنظيم هو نفسه ليس سوى طرد ملغوم عبأته المخابرات الأمريكية أبان معاركها الباردة مع الاتحاد السوفيتي ( المأسوف علي شبابه ) وذلك بحجة مساعدة ونصرة الشعب الأفغاني الشقيق المحتل من السوفيات الكفرة فتم تجيش الشباب وتجنيدهم للعمل علي الساحة الأفغانية ، وطبعاً لم يكن هدف أمريكا في ذلك الوقت هو تحرير أفغانستان ولكن الهدف الحقيقي كان هو الثأر من السوفيات علي مساعدتهم الكبيرة التي قدموها لفيتنام مما أدي إلي خروج الجيش الأمريكي منها وهو يجر أذيال الفشل والخيبة , وبعد استخدام أولائك الشباب في تلك المعركة ، اكتشفوا أنهم لم يحاربوا لتحرير أفغانستان ولكنهم كانوا مجرد وكلاء للمخابرات الأمريكية ، فقاموا بالانقلاب علي أسيادهم الذين استخدموهم . ولكن أكثر مايثير الحيرة والشك هو تلك القدرة الهائلة للقاعدة والتي استطعت من خلالها استهداف برجي التجارة العالمية في نيويورك ومحطات قطارات مدريد وأنفاق لندن ، إلا أنها لم تتوجه مرة... مرة واحدة تجاه العدو التاريخي والتقليدي للعرب والمسلمين ، رغم مايقوم به ذلك العدو من مجازر دموية ضد شعبنا في فلسطين ... ترى ماهو السبب وهل هناك علاقة ما تربط ذلك الكيان الغاصب مع القاعدة ؟ وهل محاولات تفكيك الجزائر في التسعينات وتمزيق اليمن الآن هي محضة صدفة وما علاقة كل ذلك بتقسيم السودان الآن ..... فمن الواضح أن الهجمة الحالية علي أطراف الوطن العربي ( اليمن والصومال ) وخلع وتكسير البوابة الشرقية للوطن العربي ( العراق ) كل هذا يستهدف القلب ( مصر ) بعد إرهاقها اقتصاديا واجتماعيا وأشغالها بقضايا ثانوية سياسياً ، وطبعاً هذا ليس شغل القاعدة بمفردها ولكن هنالك دوائر تتطلع وتعمل علي استئصال الفكر العروبى الإسلامي المستنير الذي يتصدى لفكر القاعدة المتخلف . أما بالنسبة للنظام عندنا في مصر وبقية الأنظمة العربية ، عليهم أن يعرفوا أن شر هزيمة للقاعدة وأذنابها يكون في فتح باب الحريات السياسية والدينية ورفع المستوى الأقتصادى والاجتماعي للشعوب العربية لتستطيع التلاحم والتعاضد مع حكوماتها ضد ذلك المارق الذي يريد ضرب وحدتنا الوطنية . عاشت مصر حرة مستقرة بفضل تماسك شعبها ...كل شعبها مسلمين ومسيحيين . عاشت الأمة العربية فكرة مضيئة تنير لنا الطريق عاش وسيعيش وسيظل يعيش الإسلام الحقيقي الوسطى المستنير نبراساً يهدينا إلي سواء السبيل حتى قيام الساعة سيد صابر [email protected] خبرني اسحق أحمد فضل الله مأذون أعراس الشهيد يطالب المجتمع بحماية قتلة عبد الرحمن وغرانفيل ويوجه رسالة بعنوان : للسادة العلماء فقط. http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-2603.htm