إختتم المبعوث الرئاسي الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف جولته في العاصمة اللبنانية التي لم تستثن أياً من القيادات الرسمية والسياسية وشملت ايضاً وفداً من المعارضة السورية. وجرى التداول في بيروت بمعلومات أن بوغدانوف نقل صراحة الى قيادة 'حزب الله' دعوة لسحب مقاتليه من سورية خشية ان يتمدد الحريق السوري الى لبنان، الامر الذي سيزيد الأزمة السورية نفسها تعقيدات، ويضع 'حزب الله' امام خطر تدهور يؤدي الى انفجار شامل في لبنان. اما حول اللقاء مع وفد المعارضة السورية فهو تمّ في مقرّ السفارة الروسية وشرح بوغدانوف طبيعته بقوله 'التقيت في السفارة الروسية وفد المعارضة السورية على رأسه الامين العام لهيئة التنسيق الوطنية، وتباحثنا في الوضع السوري وعن حل وطريقة تسوية سورية. ونحن نرى هيئة التنسيق الوطنية منظمة اساسية في صفوف المعارضة السورية، لذلك فان موقف هذه المنظمة متمثل ببرنامج لتسوية الازمة، وهذا البرنامج ينطبق مع رؤيتنا، ونقاطه تتطابق مع بيان جنيف في 30 حزيران من العام الماضي، ونحن نعتقد ان بيان جنيف لا بديل له، ونحن نبني عملنا في سبيل تحقيق هذه التسوية على قاعدة بيان جنيف. واود ان اذكركم ان المضمون الاساسي لهذه الوثيقة يتمثل في انه يجب ان تحل المسألة السورية عن طريق الحوار الواسع، والسوريون بانفسهم يجب ان يحلوا هذه المسألة'. الى ذلك كشفت صحيفة 'صنداي تلغراف' البريطانية عن معارك طاحنة تدور بين مقاتلين محسوبين على تنظيم القاعدة وبين قوات من النظام السوري من أجل السيطرة على مصنع كبير للأسلحة الكيماوية مازال النظام السوري يهيمن عليه، ويسود الاعتقاد بأنه يمثل واحداً من النقاط الرئيسية المهمة لإمداد النظام بالأسلحة الفتاكة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعارك تبين كيف أن هذه الأسلحة الفتاكة أصبحت قريبة من أن تقع في أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة. ويصف كاتب التقرير كولن فريمان ما يجري في بلدة السفيرة بأنه 'حرب غير عادية'، والسبب في ذلك أن من سينتصر في هذه المعركة سيسيطر على ما وراء الجدران المحصنة، وهو واحد من المصانع الرئيسية في سورية التي تنتج الأسلحة الكيماوية، ومن بينها قنابل غاز السارين، وكذلك غاز الأعصاب القاتل، والذي يتخوف النظام من وقوعه في أيدي المعارضة لتتغير بذلك موازين القوى في المعارك التي تشهدها البلاد. جاء ذلك فيما قال السناتور الامريكي البارز جون ماكين امس الاحد انه ينبغي ان تعد مجموعة من الدول قوات لغزو سورية لتأمين أي أسلحة كيماوية قد تكون هناك. واضاف ان القوات الامريكية يجب ألا تدخل سورية لكن ينبغي ان تكون قوة دولية 'مستعدة من الناحية العملية' للذهاب الى هناك ومنع الاسلاميين المتشددين المشاركين في الحرب الاهلية من وضع ايديهم على الاسلحة الكيماوية. من جانبه حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من ان انتصار المعارضة في سورية سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل 'تهديدا للمنطقة برمتها'، مجددا دعم طهران لنظام الرئيس بشار الاسد، وفق تصريحات اوردها الموقع الالكتروني للرئاسة. وقال احمدي نجاد ان 'وصول مجموعة الى السلطة عن طريق الحرب والنزاع سيترجم استمرارا للحرب وعدم الاستقرار لفترة طويلة'، في اشارة الى احتمال انتصار المعارضة. واضاف الرئيس الايراني خلال استقباله المستشار الخاص للشؤون الخارجية للرئيس المصري محمد مرسي، عصام الحداد الذي يزور طهران حاليا ان 'عدم الاستقرار في سورية سيهدد امن البلدان الاخرى في المنطقة وسيشكل تهديدا للمنطقة برمتها'. وتندرج زيارة الحداد في اطار تحركات مجموعة الاتصال التي تضم ايران ومصر وتركيا والسعودية من اجل السعي الى ايجاد حل للنزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين والذي راح ضحيته اكثر من 70 الف قتيل بحسب الاممالمتحدة.