لطالما اعتبرت العائلة الملكية البريطانية الأمير هاري، شقيق الأمير وليام الصغير، فتى مشاكساً. وقد يكون هذا بالتحديد ما يجعله، بحسب «شبيغل»، أكثر شعبية بين البريطانيين الشبان مقارنة بأي فرد آخر من عائلة وندسور. إذا أردت أن تكوّن فكرة عن هنري تشارلز ألبرت ديفيد (29 سنة)، يمكنك أن تقرأ السير الذاتية السبع أو الثماني المنشورة عنه حتى اليوم. لكن زيارة إلى الحانات التي يتردد عليها الأمير هاري عادةً ويبقى فيها حتى ساعات الصباح الأولى قد تكون أفضل. يذكر الساقي في حانة Rum Kitchen: {الأمير هاري شاب لطيف جدّاً}، في حين تصفه نادلة في Bodo's Schloss ب{المتواضع والمرح}. أما مدير Mahiki، فيقول عنه إنه «على طبيعته». يعيش هاري الحياة الليلية في لندن على غرار كثير من الشبان الأغنياء أمثاله الذين يحبون تصميمات الديكور الغريبة، ولعل أبرز ما يميّزه تصرفه كإنسان عادي. لا شك في أن والدة هاري أدت دوراً مهمّاً في ابتعاد ولدها عن التحفظ خلال ترعرعه، بخلاف زوجها. فقد ناضلت الأميرة الراحلة ديانا حتى النهاية كي لا تسحق آلة الانضباط الملكية البريطانية، التي تملك بروتوكولاً لكل طرفة عين، ولدَيها هاري ووليام. ويبدو أن ديانا حققت نجاحاً أكبر في التأثير بابنها الصغير. يذكر الصحافي كريس هاتشينز، الذي أصدر أخيراً سيرة ذاتية عن الأمير هاري: {بذل هاري قصارى جهده ليكون طبيعيّاً وليعيش حياة طبيعية}. ومن الأسباب التي تجعل البريطانيين ميالين إلى الإعجاب بأمير يثمل أنهم يرون أنفسهم فيه، فقد تقدّم هاري أخيراً إلى المرتبة الثالثة بين أعضاء العائلة الملكية الأكثر شعبية بعد الأمير وليام والملكة، متفوقاً على أبيه. ويعشقه البريطانيون الشبان لأن إنكلترا لم ترَ منذ زمن طويل فرداً من عائلة وندسور متحرراً إلى هذا الحد. تزدهر كل ملكية من خلال الصور، البريق، والطقوس، إلا أنها تواجه خطر أن تتحجر وسط هذه الطقوس. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال مراسم تشييع رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في كاتدرائية سانت بول، حيث جلست الملكة وزوجها من دون حراك طوال ساعة على كرسيين مكسوين بالمخمل، فبدَوَا أشبه بتمثالَين من الشمع. كذلك ذكرت الكاتبة البريطانية هيلاري مانتل أن الأميرة كيت تبدو مثالية «بضحكتها الاصطناعية»، إلى حد «تخال معه أن «لجنة صممتها وحرفيين صنعوها». أقوم بما يحلو لي لا يمكن توقع ما سيقوم به هاري، فهو متمرد ومتهور، بخلاف شقيقه. نتيجة لذلك، يبدو روحاً منطلقة في عالم من الابتسامات الاصطناعية. وبدأت عائلته أيضاً تدرك قيمة أمير لا يلتزم دوماً بالقوانين، فتقع على هاري أكثر منه على أخيه مهمة التأكيد أن أسرة وندسور ليست عائلة ملكية بالمطلق، وأن بإمكانها أن تقود الملكية بأمان إلى القرن الحادي والعشرين. لهذا السبب، يزداد هاري بروزاً. كذلك يحظى باهتمام إعلامي أكبر، فترى أسراباً من الكاميرات والميكروفونات موزعة دوماً بانتظار هفوته التالية. لكن هاري يكره هذا الوضع لأنه يذكّر بأنه ليس إنساناً عاديّاً. فقد كره المصورين المتطفلين منذ الحادث المأساوي الذي أودى بحياة والدته في باريس عام 1997. نتيجة لذلك، يُفضّل لو يُنفون من الجزيرة. لكن الملكية تعتمد على شعبيته بين الناس، لأن هذه الأخيرة تشكّل أحد أسس شرعيتها اليوم. ويدرك هاري أن عليه لهذا السبب التكيّف مع حشود الإعلام. نيراج تانا واحد من هذه الحشود. قبل أن يكرّس وقته كله للعائلة الملكية عام 2005، اعتاد تانا تصوير فناني البوب والممثلين في لندن. يوضح: {لا يملك النجوم أي أهمية. ولكن للملكية قيمتها ولا تقتصر على فترة محددة}. علاوة على ذلك، يعتبر أن من الممتع خداع حراس هاري.