مع تطور الحياة العصرية وزيادة تعقيداتها بدأت تظهر بعض الاشارات الصحية التى تحتاج الى وقفات ومراجعات والتطور الكبير الذى حدث فى المجتمعات كان له انعكاس سلبي على صحة الانسان وفقا لتعقيدات كثيرة ومسببات متعددة وابرز هذه الاشارات السالبة ارتفاع نسب الاصابة بارتفاع ضغط الدم والذى تم الاعلان عنه من قبل وزارة الصحة الاتحادية وهيئة الصحة العالمية ،فالى اي مدى تغلغل هذا المرض داخل المجتمع السودانى ؟ وماهى مسبباته ؟ كشفت وزارة الصحة الاتحادية ان نسبة الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم تقدر ب 24.3% بين السكان الذين تبلغ اعمارهم اكثر من 25عاما ، وارجع مختصون انتشار المرض الي ممارسات مرتبطة بالسلوك ،على رأسها التدخين وتناول الكحول وعدم ممارسة الرياضة اضافة الي استخدام المبيدات والتسميد فى الاغذية، والمعروض فى الاسواق ادى الى تغيير النمط الغذائى، وتناول المعلبات وزيادة الضغط المعيشي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة . واشار تقرير الصحة العالمية للعام 2013 م ان ربع السودانيين مصابون بضغط الدم و ارتفاعه يؤدى الى زيادة مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، واذا تُرك دون سيطرة يمكن أن يسبب العمى وعدم انتظام ضربات القلب وقصور القلب، ويزداد احتمال حدوث هذه المضاعفات في حالة وجود أي من عوامل الخطر الأخرى المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل داء السكري، ويعاني واحد من كل ثلاثة بالغين على مستوى العالم من ارتفاع ضغط الدم، واشار التقرير الى تزايد النسبة مع التقدم في العمر، حيث تبدأ بواحد من كل عشرة أشخاص في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم وترتفع الى خمسة من كل عشرة أشخاص في الخمسينات من أعمارهم. وسُجلت أعلى معدلات انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم في بعض البلدان المنخفضة الدخل في أفريقيا، حيث يُعتقد أن أكثر من 40% من البالغين في بلدان أفريقية عديدة يعانون من هذه الحالة ،بيد أنه يمكن الوقاية والعلاج من ارتفاع ضغط الدم، فقد أثمر النجاح في الوقاية والعلاج من هذا الاعتلال، الى جانب عوامل خطر أخرى مسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، عن خفض عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب في بعض البلدان المتقدمة. قال وكيل وزارة الصحة الاتحادية الدكتور عصام الدين محمد عبد الله في مؤتمر صحفي مشترك مع منظمة الصحة العالمية ، ان آخر نتائج المسح الأسري الصحي توصلت الى ارتفاع معدلات الاصابة بالضغط وأرجع أسباب تفشيه الى ممارسات مرتبطة بالسلوك، معتبراً التحكم فيها غاية السهولة ،لافتاً الى ان عوامل الانتشار ساهمت في ارتفاع ضغط الدم ،على رأسها التدخين وتناول الكحول وعدم ممارسة الرياضة ،ووصف المرض بالمهدد للانسان باعتباره يؤثر على جميع أجزاء الجسم ،وأكد على اهتمام الوزارة بزيادة جرعات الوعي عن المرض وتوسيع قنوات الرعاية الصحية . من جانبها، قالت رئيسة جمعية ارتفاع ضغط الدم ،الدكتورة ابتسام محمد علي، ان أعلى نسبة بالاصابة بالمرض في معسكرات النازحين بدارفور بموجب دراسة أجرتها الجمعية، وعزت ذلك الى توزيع الوجبات المعلبة عبر المنظمات الأجنبية التي تحتوي على ملوحة عالية، وأضافت ان 100 ألف يموتون منها 13% بالملاريا و67% بضغط الدم. ومن جهة أخرى، قالت خبيرة المنظمة الدكتورة لمياء التجاني، ان ضغط الدم هو السبب الرئيسي للموت المبكر، مشيرة الى ان المرض يتسبب في موت 8 ملايين شخص سنوياً في العالم، وان نسبة الاصابة في الفئة العمرية فوق 25 تبلغ 40% ،وكشفت لمياء انه بين 4 الى 5 أشخاص يوجد شخصان مصابان، وقالت بحسب ممثل منظمة الصحة العالمية فى السودان ان الأكثر عرضة واصابة بالمرض هم الذكور. ويقول مدير ادارة التدبير العلاجي للأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور شانتى منديزر ان الاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم والحد من مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية هو بالطبع أقل تكلفة بكثير بالنسبة الى الأفراد والحكومات من جراحة القلب والرعاية الصحية للسكتة الدماغية والغسيل الكلوي وغيرها من التدخلات التي قد تصبح ضرورية اذا ما لم تتم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والتحكم فيه. «الصحافة » استشارت بعض ذوي الاختصاص الذين اكدوا تقرير الصحة العالمية بان ربع السودانيين مصابون بضغط الدم مؤكدين انها نسبة عادية وغير مزعجة مقارنة مع بعض الدول حيث قدموا روشتات طبية لتفادي ومعالجة المرض. خبير تنمية المجتمعات ميرغني بن عوف اكد ان هنالك ارتفاعا فى ضغط الدم لكن النسبة التى جاء بها تقرير هيئة الصحة العالمية بأن ربع السودانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم غير مزعجة مقارنة مع الدول الاخرى ، واستعرض الاسباب التى ادت الى تفشي المرض، وقال ان من الاسباب الرئيسية التى ساهمت فى انتشار المرض ، المعروض بالاسواق من سلع غذائية ادي الى تغيير النمط الغذائي ، واستخدام المبيدات والتسميد فى الاغذية خاصة الفواكه والخضروات ،واشار عوف الى ان المصابين بضغط الدم اكثرهم بالمدن لعدم الحركة عكس سكان القري وكذلك السمنة والعامل الوراثي والضغوط النفسية الناتجة من الغبن. وقال ان القامة المربوعة التى يتميز بها اغلبية السودانيين من الاسباب التى تساعد على الاصابة بضغط الدم عكس الذين يتميزون بالنحافة وطول القامة ، وكذلك الضغوط النفسية الحادة الناتجة من الغبن، اضافة الى عدم التشخيص الدقيق غير المتوفر بالمستشفيات وعدم الاحتفاظ بالسجلات الطبية ،ورأى عوف أنه من الافضل ان يرتفع ضغط الدم لان الانخفاض سبب مباشر للجلطات والموت المفاجئ ،و فى حالة ارتفاع ضغط الدم لاول مرة للانسان يجب ان يتم علاجه سريرياً حتي يتمكن الطبيب من متابعته لتحديد الجرعة المناسبة له ، واشار الى معينات المحافظة على توازن ضغط الدم كزيادة الحركة وموازنة الوجبات الغذائية لأن اغلبية الشعب السودانى يفتقد الى ثقافة الغذاء ، والابتعاد عن كل مايؤدي الى زيادة الوزن خاصة استخدام الشحوم من الاصل الحيوانى «كالسمن » وان عملية انقاص الوزن هامة جدا لخفض مستوى ضغط الدم في الجسم ، ويعتبر العامل الاساسي والفعال لتجنب استخدام العلاج الدوائي ، كذلك يجب الافراط من تناول الخضروات والفواكه والاطعمة المسلوقة والمشوية وعدم التركيز على اصناف معينة من الطعام ، وتفادى الحر والبرد الشديد ، اضافة الى التمارين الرياضية والمشي لمدة 30دقيقة معظم ايام الاسبوع اما عن اصابة الذكور دون الاناث فترجع الى تركيبة وطبيعة الانثى التى تتخلص من الضغوط والغبن بالبكاء عكس الرجل الذي لايستطيع التعبير ويلزم الصمت الذى يؤثر على صحته. وحول الجوانب النفسية المتعلقة بازدياد ضغط الدم لدي السودانيين افادنا استشاري الطب النفسي علي بلدو بأن ازدياد معدلات التوتر في الحياة اليومية وتعرض الكثيرين من المواطنين للضيق والنرفزة والعصبية الزائدة بصورة دائمة تؤدي الى استثارة الجهاز العصبي بافراز بعض المستقبلات الكيمائية والموصلات العصبية التى تؤدى بصورة مباشرة الى ازدياد ضغط الدم الشرياني اضافة الى تفشى ظاهرة الخلافات الاسرية مع عدم التناغم الزوجى والمشاحنات المنزلية وزيادة الضغط المعيشي في ظل الضغوط الاقتصادية وعدم الاستقرار المجتمعي وازدياد حالات الطلاق ،بجانب ظهور انواع واشكال مختلفة من تهتك النسيج الاجتماعي وضعف وهشاشة الوضع الاسري للكثيرين يلقى بظلاله فى شكل ظواهر مرضية من ضمنها ارتفاع ضغط الدم. ويضيف بلدو ان ازدياد معدلات التعاطي والكيف بانواعه المختلفة من تدخين وشيشة ومايصاحبها من بروز لنواحي الادمان المختلفة وايضا السيكلوجية التى تسئ استخدام الادوية بصورة مفرطة واستعمالها غير موصوفة باعتبارها ادوية ذات نفع ، وكذلك الرغبة فى تجربة العديد من العقاقير فى ظل جو من الايحاء النفسي ومن اثاره الجانبية حدوث السكتات الدماغية والقلبية المفاجئة، مبينا ان الدافع والحالة النفسيه المزرية للكثيرين تلعب دورا هاما فى ابراز وظهور هكذا امراض. وفى ختام حديثه لم ينس بلدو ان يرسل روشتة بان يحاول الاشخاص الاسترخاء وعدم الولوج الى الاجواء غير المريحة معنويا ونفسيا حتى لايرتفع ضغطهم وان يحاولوا ان يتمتعوا بحياة افضل فى ظل ضغوطات العصر الحديث . بعض الناس يعانون من ارتفاع ضغط الدم «فرط ضغط الدم » لسنوات دون ان يشعروا باي عرض، ضغط الدم المرتفع وغير المراقب يزيد من احتمالات الاصابة بمشاكل صحية خطيرة، كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. يحدد ضغط الدم حسب كمية الدم التي يضخها القلب وحسب مستوى مقاومة تدفق الدم بالشرايين،كلما ضخ القلب دما اكثر وكلما كانت الشرايين اضيق، كان ضغط الدم مرتفعا اكثر. يتطور ضغط الدم المرتفع في الغالب على مدى سنوات طويلة، وفي نهاية الامر يظهر عند كل الناس تقريبا، لحسن الحظ، ان اكتشاف المرض سهل جدا. بعد اكتشاف المرض، تكون السيطرة عليه ممكنة بمساعدة الاطباء. أعراض ارتفاع ضغط الدم لا تظهر اعراض ارتفاع ضغط الدم لدى اغلب الناس الذين يعانون منه، كذلك الامر في الحالات التي يسجل فيها ضغط الدم قيما مرتفعة الى درجة تشكيلها خطرا،عند قسم من المرضى تظهر، في مراحل المرض الاولى، اوجاع خفيفة في الرأس، دوخة او نزيف من الأنف بشكل يفوق العادة، لكن هذه الاعراض والعلامات تظهر عادة عندما يصل المرض مرحلة متقدمة اكثر، الى حد تشكيله خطرا على الحياة. عوامل الخطر تشمل: -السن: يزداد خطر الاصابة بالمرض مع التقدم بالسن، في بداية منتصف العمر، يكون المرض اكثر شيوعا بين الرجال، اما النساء فيملن الى الاصابة بالمرض في فترة ما بعد الاياس «سن «الياس» - MENOPAUSE» تشخيص ارتفاع ضغط الدم يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص يتألف من سوار قابل للانتفاخ يلف حول الذراع «للحد من تدفق الدم»، مقياس ضغط زئبقي ميكانيكي، منفاخ وصمام تحكم، تكون نتائج القياس بوحدات ميليمتر زئبق «ملم زئبق» وتتضمن هذه النتائج قيمتين «عددين»: العدد الاول، او الاعلى - يقيس الضغط في الشرايين عند تقلص عضلة القلب بينما هو ينبض «الضغط الانقباضي - SYSTOLIC PRESSURE»،العدد الثاني، او الادنى - يقيس الضغط في الشرايين بين النبضات «الضغط الانبساطي - DIASTOLIC PRESSURE» . يعتبر ضغط الدم سويا حينما يكون اقل من 80/120 ملم زئبق. غير ان بعض الاطباء يقولون ان ضغط الدم بمستوى 75/115 ملم زئبق هو الافضل. مستوى ما قبل فرط ضغط الدم: حين تكون قيمة الضغط الانقباضي بين 120 - 139 ملم زئبق، او حين تكون قيمة الضغط الانبساطي بين 80 - 89 ملم زئبق. ان الحرص على التغذية الصحيحة والسليمة وعلى ممارسة النشاط البدني هي الطريقة المثلى من اجل علاج ضغط الدم المرتفع. ولكن، بالاضافة الى ذلك، هنالك عدة اضافات غذائية «اغذية تكميلية» قد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع. الصحافة