الكاتبة العراقية تؤكد في روايتيها أن الاغتصاب بمجمله نتاج لاحتلال سافر قامت بها الولاياتالمتحدة بهدف إذلال الإنسان العربي المتمثل بالعراقيين. من أدب المقاومة العراقية بيروت صدرت للروائية والكاتبة الصحفية العراقية "كلشان البياتي" رواية "المغتصبات" من أدب المقاومة الوطنية العراقية. وهي الرواية الثالثة للروائية بعد روايتيها "يوميات فتاة عراقية تقاوم العنوسة"، ورواية "حب في زمن الموت" اللتين صدرتا عن دار الجداول للنشر والتوزيع في بيروت – لبنان. والرواية التي طبعت من قبل مطابع دار الأديب في عمان، هي عبارة عن روايتين قصيرتين أحدها "المغتصبات" والأخرى "المقبرة" وقد ارتأت الكاتبة طبعهما بمجلد واحد لتشابههما في المضمون، فالاغتصاب بمجمله نتاج لاحتلال سافر قامت بها الولاياتالمتحدة الأميركية بهدف إذلال الإنسان العربي المتمثل بالعراقيين امتددت عشر سنوات ولا تزال قائمة رغم انسحابها الشكلي من العراق. الرواية الأولى التي جاءت تحت عنوان "المغتصبات" تعكس بشاعة الاغتصاب التي نفذتها أميركا إبان احتلال للعراق، فالاغتصاب لم يشمل الأرض والثروة بل كانت اغتصاباً شاملاً امتددت لتشمل حياة الإنسان ومصيره وقيمه، الرواية تعكس من خلال اغتصاب وانتهاك شرف حرائر عراقيات أخذن رهينات مكان الزوج أو الأخ أو الأب لإرغام المقاومين العراقيين على الاستسلام أو أجبار مواطنين عراقيين على الاعتراف بجرائم إرهاب لم يرتكبوها. وهي تقدم صورة لبشاعة الاغتصاب من خلال نساء اغتصبن فخرجن ليواجهنّ مصيرهنّ في مجتمع عشائري محافظ لا يقبل بأي تبرير حتى وان كان اغتصاباً للوطن. بينما تعكس الرواية الثانية والتي جاءت تحت اسم "المقبرة" اغتصاب حياة الإنسان وروحه وتحويله إلى جثث مجهولة يرمى في المزابل وساحات القمامة وترع المياه والمستنقعات التي وجدت في بغداد أبان فترة الاحتلال المظلمة. وتنتظر الروائية طبع روايتها الجديدة "نيران وسيارتها" من قبل الدار نفسها وهي أيضا من أدب المقاومة العراقية التي اعتادت البياتي الكتابة فيه حصراً إيماناً منها بأن المقاومة هي الطريق للخلاص من بشاعة الاستعمار والاحتلال.