نيويورك (ا ف ب) - اعرب مجلس الامن الدولي الثلاثاء عن "قلقه العميق" الناجم عن التأخر في تنظيم الاستفتاء بشأن تقرير المصير في جنوب السودان في التاسع من كانون الثاني/يناير وتزايد اعمال العنف في دارفور، فيما حذر الامين العام للامم المتحدة من مخاطر اتساع النزاع بين الشمال والجنوب. وخلال اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري، اعرب المجلس عن "قلقه العميق من ازدياد اعمال العنف والاضطراب الامني في دارفور" حيث تعتبر الاممالمتحدة ان 300 الف قتيل قد سقطوا منذ 2003. وقبل 55 يوما من الاستفتاءين في جنوب السودان ومنطقة ابيي، اعرب المجلس عن "القلق البالغ من التأخير المستمر في دفع كامل الاموال الضرورية للجنة الانتخابات من اجل متابعة الاستعدادات"، كما جاء في بيان للمجلس تلاه وزير الخارجية البريطاني ويليام هاغ. ودعا الى بذل جهود جديدة للتأكد من ان التصويت سيجرى في الوقت المحدد، لكن عددا كبيرا من الدبلوماسيين يعتبرون ذلك متعذرا. ودعا مجلس الامن الحكومة السودانية "الى التحرك العاجل" لاتخاذ التدابير الضرورية من "اجل ضمان تنظيم الاستفتاءين بسرعة وفي اجواء سلمية حفاظا على المصداقية والتعبير الحر بحيث تعكس نتائجهما ارادة سكان جنوب السودان وابيي". واعرب المجلس عن "ارتياحه لبدء عمليات التسجيل للاستفتاء حول جنوب السودان" في 15 تشرين الثاني/نوفمبر. لكن الاستعدادات الاخرى للاستفتاء تشهد تأخيرا فيما تتعثر المفاوضات بين حكومة ابيي وحكومة الخرطوم. ولم تخف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قلقها من هذا التأخر. وقالت "ثمة كمية كبيرة من العمل الضخم الذي يتعين القيام به خلال هذه الايام ال 55" قبل التاسع من كانون الثاني/يناير. واضافت ان "التصويت يجب ان يجرى في اوانه وفي اجواء هادئة"، مشددة على ضرورة "احترام ارادة الشعب". وذكرت بأن الحرب بين الشمال والجنوب اسفرت عن "مليوني قتيل وملايين النازحين" قبل اتفاق السلام في 2005. من جانبه، اشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان الوضع في السودان "يمكن ان يتحول نزاعا اوسع". واضاف ان المخاطر "مرتفعة جدا في ابيي". وابيي منطقة صغيرة واقعة بين الشمال والجنوب الغني بالنفط حيث تبدو فرص تنظيم استفتاء في موعده ضئيلة. واعتبر الامين العام ان "قليلا من التقدم قد تحقق لايجاد حل للمأزق السياسي" في ابيي. وقال ان "وجود قوات للامم المتحدة لن يكون كافيا للحؤول دون عودة الحرب". واضاف ان نتائج الاستفتاءين اللذين يمكن ان يؤديا الى تقسيم السودان، "قد تغير مستقبل البلاد وتكون لها انعكاسات كبيرة في المنطقة بأكملها". والاستفتاء في جنوب السودان محطة رئيسية في اتفاق السلام الشامل الذي انهى في اواخر 2005 حربا اهلية استمرت 22 عاما واسفرت عن مليوني قتيل بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي. وقال وزير الخارجية البريطاني ان السودان قد دخل "مرحلة المخاطر الكبرى". واضاف "نطلب من الشمال والجنوب الا يقوما بنشر قوات عسكرية" يمكن ان تؤدي الى تصعيد.