ربما لم يكن يعلم ذلك المذيع انه لا مجال للهروب من سخرية بعض اصدقائه منه بسبب وقوعه في خطأ فادح اثناء قراءته لنشرة الاخبار، ولم يكن يدرك أن الزمن اختلف، وان وسائل التكنلوجيا تطورت كذلك، بحيث صارت توثق للايجابيات والسلبيات كذلك، وابلغ دليل على ذلك أن احد اصدقائه قام بتشغيل (اليوتيوب) ليريه توثيق ذلك الموقع لخطئه قبل أن يغرق الجميع في الضحك، وربما يستحق هذا العصر أن نطلق عليه وبصورة مباشرة عصر(المكاشفة) والفضاء المفتوح، فحين يتلعثم المذيع في جملة خبرية أو يتردد الخطيب في معلومة أو فكرة لا مجال للمواراة في ظل وجود انتشار تلك الوسائل وأدوات التوثيق التكنلوجية والتي تمثل دليل مرجعية لسيرة الاعلاميين خصوصاً في المجال التلفزيوني. توثيق الأخطاء: في الماضي الأخطاء والمواقف كانت تموت مباشرة وربما اقتصرت على فئة محدودة، والآن بات يتم توثيقها مرفقة بالتعليقات من المتابعين الذين يبصرون الخطأ بجلاء ووضوح، وربما شكلت هذه التعليقات مشاعر سالبة لدى أصحاب الفيديو، وبحسب خبراء مختصين فإن الأمر يستلزم المسؤولية المضاعفة للانتباه، وهو ما نتطرق اليه اليوم لنعرف كيفية تفادي الوقوع في براثن التوثيق العالمي السالب. حدرة الظلمة: الكاتب والمحلل السياسي د. عبد اللطيف البوني يرى أن زلات اللسان أصبحت تجد رواجا أكبر بحسب طبيعة الخبر والموقف وهو (الخارج عن المألوف) لما فيها من الدهشة والاستغراب لذا يتناقلها الناس، ويكون بذلك ترويجاً للأخطاء وآراء معينة، البوني يضيف: للأسف بعض من ضعاف النفوس لديهم النظرة الانتقائية، بمعنى أنهم يجيدون الانتهازية وبالاستفاضة في الشرح يقول: ربما أنهم يحيدون بالنص خارج السياق بعدم توضيح الظروف (تبعيض) المعلومة أو (تجزئتها) فيعطي الجزء الذي يريده، فيأخذ من الآية (فويل للمصلين)، وهذا الصنف لديه سوء نية وسوء قصد، وبذلك يمكن لليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي أن تكون وسيلة فعالة جداً في تصفية الحسابات ويشير البوني إلى ضرورة الحذر لأن الكلمة كالطلقة والتصحيح صعب. . مستدركا أن (الما بدورك في الظلمة بحدر ليك في الضلمة).! قالب درامي: المراسل الإخباري بقناة إسكاي نيوز العربية محمد الطيب يرى أن الأمر لا يمكن السيطرة عليه ولا حصره ولا إحتواؤه، وأضاف أنه فضلاً عن رصد الأخطاء تعدى إلى اقتباس جمل من الخطابات وإقحامها في غير مساقها، الطيب يمضي في حديثه قائلاً: في عموم الأمر فإن مثل هذه التصيدات تصب في إطار الإعلام الساخر الذي بات شكلا من أشكال الترويح وموطنا للتنفيس المقصود أو غير المقصود، وتابع قائلاً: انا لا أرى طائلاً أو فائدة تجنى من التبرير أو الرد على ذلك لأن قالبها قالب درامي أكثر من أن يكون قالبا جادا ذا نزعة مسؤولة بمعنى أنه بعيد عن التصيد وإثارة الجدل تجاه الشخص المعني. رصد للتصحيح: الإعلامي محمد جمال من تلفزيون السودان القومي يتفق مع الطيب في كون الأمر ربما كان من باب الطرافة والتعليقات الطريفة ليس إلا، جمال يرى أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الأكثر اتصالاً بالجمهور يضع على العاتق مهام صعبة لأداء الدور والرسالة للتوجيه والإرشاد وكذلك إيصال المعلومة، وأن يكون الإعلامي على دراية بكل ما يقوله فكل كلمة لها معنى عميق لدى المتلقي وإن كانت غير مقصودة. بعد ما فات الأوان: فيما يرى بعض المذيعين أن الأمر يمكن أن يكون مكيدة من بعض الزملاء ممن تجمعك بهم علاقات غير جيدة، مشيرين إلى أن صديقك الحقيقي من يسعى لتقويمك لا لالتقاط عثراتك و نشرها على أكبر شريحة من المتابعين، مضيفين أنه لن يشفع للضحية ما يسوقه من مبررات أو يقدمه من إيضاح، مشيرين كذلك أنه مهما كان المذيع فطنا وشديد الحرص قد تخذله بعض الألفاظ أحياناً ويستمتع البعض في تداولها.! السوداني