في بهو مصنع على شكل حظيرة طائرات وسط السودان نشطت مجموعة من العمال لتعبئة السكر الأبيض المكرر المنبعث من فوهات الماكينات في أكياس ورقية لشحنه على متن ثلاث شاحنات تنتظر في الخارج. وتأمل إدارة شركة سكر كنانة أن تدب حركة أكبر في المصنع العام المقبل في إطار خطط لزيادة الإنتاج مع سعي الدولة الأفريقية لزيادة صادراتها من السكر. وبعد خسرانه معظم إنتاجه من النفط بعد انفصال الجنوب سنة 2011 واجه السودان صعوبة في إيجاد مصادر جديدة لإيرادات الدولة ولتدبير الدولارات المطلوبة لسداد قيمة الواردات. وأصبح تطوير صناعة السكر في السودان بنفس أولوية التنقيب عن الذهب. وقال الزين محمد دوش رئيس وحدة إنتاج السكر بالمصنع الرئيسي لشركة كنانة الواقع على مسافة 270 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم إن هناك أراض شاسعة مناسبة لزراعة السكر والمياه وفيرة. ولزيادة إنتاج السكر في السودان أبعاد سياسية أيضا باعتباره أهم مكون غذائي في بلد من المعتاد فيه وضع ثلاث معالق من السكر على كوب صغير من الشاي أو حتى عصير البرتقال. استثمارات وضع المساهمون الرئيسيون الخلجيون بشركة كنانة وهما السعودية والكويت مبلغ 500 مليون دولار كاستثمارات في الشركة وتريد كنانة الوصول إلى أكثر من مثلي إنتاجها إلى مليون طن عام 2015. وتستهدف شركة سكر النيل الأبيض التابعة لكنانة إنتاج 250 ألف طن اعتبارا من العام المقبل. ويساعد هذا في تغطية الطلب المحلي البالغ 1.2 مليون طن وزيادة الصادرات أيضا. ويقدر محللون أن جميع المصانع المحلية تنتج ما بين 600 و700 ألف طن على الأقل سنويا حاليا. وقد يصل الإنتاج إلى ما بين 900 ألف ومليون طن العام القادم. ويأمل السودان أحد أكبر منتجي السكر في أفريقيا بعد مصر وجنوب أفريقيا أن يصبح لاعبا عالميا عام 2020 لينافس قادة عالميين منهم البرازيل. وقال دوش إن السودان يريد إنتاج عشرة ملايين طن عام 2025 مع بداية تشغيل مزيد من المصانع. وتخطط كنانة وحدها لافتتاح مصنعين جديدين وطرحت الحكومة للبيع أربعة مصانع مملوكة للدولة تحتاج إلى تطوير. وبموجب صفقة مع المستثمرين الخليجيين بشركة كنانة مسموح للشركة تصدير ما يصل إلى نصف إنتاجها وتصدر الشركة حاليا إلى دول أفريقية مجاورة والخليج وأوروبا. الوقود الحيوي ولتنويع منتجاتها تخطط كنانة لزيادة إنتاجها من الوقود الحيوي وهو منتج فرعي يتولد من إنتاج السكر إلى أكثر من ثلاثة أمثاله إلى 200 مليون لتر عام 2015. وقال أحمد رابح رئيس وحدة أعمال الإيثانول إن 90 % من الإيثانول الذي تنتجه الشركة يذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وهولندا. ودخل السودان في أزمة منذ أن فقد نفط الجنوب لكن من المتوقع أن يتحسن الوضع الاقتصادي قريبا مع استئناف جنوب السودان تصدير النفط الخام للمحطات الشمالية. مقومات النجاح وقال الشيخ إبراهيم بن خليفة رئيس المركز العربي الإقليمي لريادة الأعمال والاستثمار أمام منتدى للاستثمار في قطاع الغذاء بالخرطوم الاثنين الماضي إن السودان يمتلك كل مقومات النجاح من مياه وأراض وموارد بشرية. ولكن المحللين يرون أن القطاع تعرض لسوء إدارة كبقية مناحي الحياة في بلد ارتبط بالحروب العرقية والفساد والانقلابات. ويرى محمد الجاك أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم هدف زيادة الإنتاج إلى عشرة ملايين طن عام 2020 غير واقعي.