اليوم موعد كرة القدم السودانية أن تبقى في ساحة البطولة الكبرى للأندية الأفريقية لحين إشعار آخر أو تغادر من المراحل الأولى للتصفيات كالعادة. اليوم السبت هو أشهر الأيام في ساحة الفرح, فقد تغنى له جون ترافولتا في فيلمه الشهير (ليلة حمى السبت) وكانت حمى الليلة فرح ورقص, فهل نشهد حمى الليلة فرح ورقص وبهجة تعم السودان تمهيداً لتحقيق البطولة؟ أم تنقلب علينا حمى الليلة سواداً وحزناً وحداداً إذا ما اكتملت المأساة اليوم ولم يبق لنا أثر في البطولة الكبرى التي لم يتشرف بها السودان في تاريخه وهو من مؤسسي الاتحاد الأفريقي, بل من الخرطوم كان مولده عام 57. أقصى ما حققه السودان في هذه البطولة تأهل الهلال للمباراة النهائية مرتين في 87 و92 أما المريخ وعلى الرغم من أنه حقق البطولة الوحيدة أفريقياً لفوزه بكأس مانديلا, الا أنه لم يكن حقيقة أكثر ما يثير الدهشة أن ما حققته أنديتنا كان على يد لاعبينا الوطنيين ولم يكن بينهم محترف أجنبي وحققته أنديتنا دون أن نسمع عن هذا الصرف البذخي بالمليارات والدولارات وهو أمر يصعب فهمه. هل يعلم المحترفون الأجانب والذين يستنزفون هذه المليارات أنه لم يتم استجلابهم ليحققوا الفوز بالبطولات المحلية, وإنما تم استجلابهم لأمر واحد فقط وهو تحقيق البطولة الكبرى وأن يحققوا للسودان وجوداً في نهائيات كأس العالم للأندية ولكن المؤسف أن العلة فينا نحن إدارة وصحافة وجمهور, فعلى الرغم من فشل المحترفين الأجانب في تحقيق ما استجلبتهم الأندية من أجله فإنهم ينعمون بالأضواء والدولارات والتهليل في مشاركاتهم المحلية, لهذا فقدوا الحافز طالما أنهم حققوا أكثر مما تطلعوا إليه من مال وأضواء وجماهيرية بما يقدمونه على المستوى المحلي, لهذا نحن الذين أفسدناهم, أعطيناهم كل شئ مع أنهم لم يعطونا شيئاً بالمقابل. لقد آن الأوان أن نصحح اليوم وقبل الغد هذه المفاهيم وأن نضع النقاط على الحروف حتى يدرك هؤلاء المحترفون الأجانب أن ما استجلبناهم من أجله هو أن ينقلوا أنديتنا من المحيط المحلي لعالم البطولات الخارجية, فإننا لم نأتِ بهم ليستأسدوا على أنديتنا التعبانة وليحتكروا النجومية محلياً. ولكن من يضع هؤلاء المحترفين أمام هذه الحقيقة والذين يقفون على رأس أنديتنا هم أنفسهم يزايدون بالبطولات المحلية ويبحثون أنفسهم عن الأضواء محلياً مدعومين بالموالين في الصحافة الرياضية, لهذا أفسدوا المحترفين. هي رسالة للمحترفين الأجانب.. أعلم أنها لن تصلهم فليتهم يعلمون أن الجميل الذي يتعين عليهم أن يردوه لهذا الملايين من الدولارات هو أن يحققوا لنا البطولة وليس التأهل للمراحل الأولية التي ظللنا نحققها بصورة أفضل قبل أن نستجلب العشرات منهم, لهذا ليست قضيتنا اليوم أن يعبروا مازيمبي أو الشلف وإنما القضية أن يعبروا ويواصلوا العبور حتى يسجلوا اسم أنديتنا في قائمة الأبطال, بل وفي نهائيات كأس العالم للأندية, فإن لم يحققوا هذا فما هي الجدوى من صرف هذه المليارات, ولكن هل أنديتنا والمستوى الإداري المتدني وصحافتنا الرياضية الموالية قادرة على أن تحاسبهم إن أخفقوا أم إنها ستعود غداً للتهليل لهم بالبطولات المحلية وكأنهم جاءوا لنا بجديد لم نكن نعرفه. أفيقوا حتى يدرك المحترفون المطلوب منهم, فلقاء اليوم أمام مازيمبي والشلف ليس إلا خطوة في بداية الطريق حتى نحقق نهاية المشوار.. ويتعين على أنديتنا أن تعيد النظر حتى لا تهدر المال فيما لا نفع منه خاصة وأن القليل منه لو وجه وجهة صحيحة نحو رعاية المواهب لكان أجدى وأنفع. عن نفسي أقول إنه لا إنجاز لإنديتنا وللمحترفين الأجانب ما لم يحققوا البطولة والا كانوا دون ما حققناه بدونهم وبدون إهدار للمليارات والدولارات. ولا نقبل منهم غير تحقيق البطولة والا كانوا دون ما حققناه بدونهم. اللهم اشهد فقد بلغت