لأول مرة تلتقي قمة الكرة السودانية المزعومة في لقاء رغم مفصليته في أنه لقاء تنافسي على بطولة ولا نلمس للقاء صدى كبيراً في الشارع العام سواء قبل أو بعد المباراة بالرغم من تفرغ الصحافة الرياضية له حتى الفرحة التي عاشتها جماهير المريخ وما كان الحال ليختلف لو أن الفائز بالمباراة الهلال فإنها لم تخلُ من نبرة الحزن الكامن في النفوس بسبب فشل القمة في أن تتأهل لنهائي الكونفدرالية بالرغم من وجود القمة الثنائية بين أربعة أندية تنافس على كأس الكونفدرالية والذي كانت تطمع فيه أندية القمة أن يكون تعويضاً للفشل في البطولة الأكبر التي ودعتها القمة في التصفيات الأولى الآن تقاسمت القمة البطولتين المحليتين وتربعا على عرش الكرة المحلية وسط فرق الكمبارس وتمامة العدد كالعادة ليتبادلا الفرح الزائف وضياع المليارات التي أهدرت في محترفين محليين وأجانب وليبقى رصيد القمة منذ نشأتهما قبل مائة عام مخجلاً حيث لا تحمل سجلات البطولات الأفريقية الرسمية غير كأس الاتحاد (البطولة الثانوية للفاشلين) للمريخ في عام 89 وتأهل الهلال لنهائي البطولة الكبرى كأس الأندية الأبطال مرتين قبل ما يقارب ربع قرن وهذه هي محصلة قمة مزعومة يرجع تاريخ نشأتها لما يقرب قرن كامل. مئتان وسبعون دقيقة لعبها الناديان اثنان منها أفريقياً وواحدة على نهائي كأس السودان فشل فيها لاعبون تكلفوا مليارات الجنيهات وملايين الدولارات ومع ذلك لو أن أي واحد منهم أحرز في أي من المباريات الثلاث هدفاً واحداً فقط لكانت له فرصة النهائي أفريقياً أو لنال كأس السودان بدون ضربات الحظ ولكن انقضت مدة المباريات الثلاث ولم تنطلق صافرة الحكم بأي هدف هذه هي محصلة المليارات. ويا بخت من فشلوا في ذلك فها هو اليوم يعلن نهاية موسم لتنشط السوق لتبادل أفشل المحترفين مواقعهم متنقلين بين القمة بمزيد من المليارات أجانب أو محليين وبالطبع سوف ينضم اليهم مزيد من المحترفين الفاشلين من سودانيين وأجانب كما ظل يحدث طوال المواسم العشرين الأخيرة ولا يخرج رابحاً من هذا اللعبة الا أصحاب المصلحة شطب بالجملة لمن تم استجلابهم في الموسم المنتهي واستعداد لصرف المليارات لاستجلاب البديل له على نفس النمط لأن العلة التي لم يعترف بها القائمون على أمر هذه الأندية أن المليارات لا تصنع قمة بدون خبرة فنية مؤهلة وقادرة على حسن الاختيار حتى تضع الأندية حداً لهذا المسلسل الذي يؤكد الفشل الإداري قبل أن يؤكد فشل اللاعبين. لا تزال أنديتنا تلهث وراء لاعبين أجانب من الفاقد الفني ويتهافتون خلف أي لاعب يحرز هدفاً دون أن يكون هناك جهاز فني مقتدر على وضع المعايير الفنية وفق حسابات دقيقة حسب حاجة الفريق بعيداً عن ضوضاء الإعلام الذي لا يخلو في بعض أطرافه عن الغرض ويا بختهم يستعرضون عضلاتهم على فرقنا المحلية وعند اليوم المشهود إنما نمور من ورق. ما تصرفه هذه القمة على محترف أجنبي واحد كفيل بأن يؤسس مدرسة للشباب والأشبال يجني ثمارها في المستقبل القريب كما فعل الأهلي القاهري يوم استجلب هدكوتي ليس بحثاً عن بطولة تضل طريقها اليه ولكن ليصنع فريق بطولات أهلت الأهلي ليبسط سيادته على الكرة الأفريقية. الآن ستنشط سوق السمسرة كالعادة مع نهاية كل موسم وسنرى منهم من يلهث خلف من سبق شطبهم ولكن عودتهم ستكون بالمليارات. ويا لها من مفارقة، ومسؤولونا بالاتحاد العام يتحدثون عن النجاح الذي تحقق للكرة السودانية في هذا الموسم بينما نصب الشعب السوداني كله بمختلف ميوله صيوانات العزاء في كل ركن من السودان ووسط الملايين المهاجرة حداداً على الأندية والمنتخبات الوطنية تشييعاً للكرة السودانية. وستبقى الساقية مدورة هكذا قدرنا مع الكرة السودانية ويلا بلا لمة وبلا فرحة زائفة وكاذبة مرة واحدة واجهوا الحقيقة المرة.