* سطيف الموسم الحالي أفضل بكثير من سطيف الموسم الماضي. * ومريخ الموسم الحالي أقل بكثير من مريخ الموسم الماضي. * ظهرت تلك الحقيقة بجلاء في مباراة الأمس، التي انتهت بنتيجة قربت السطايفة من دور مجموعات دوري الأبطال، ووضعت المريخ على أعتاب دور الترضية في الكونفدرالية. * تأهل الأحمر بات يتطلب الفوز في لقاء الإياب المقام بالجزائر، أو تكرار نتيجة الأمس مع التفوق بركلات الترجيح، أو الظفر بالتعادل عبر نتيجة أكبر. * تلك مهمة بالغة الصعوبة، إن لم تكن مستحيلة،، قياساً بما شاهدناه أمس، مع تسليمنا التام بأن كرة القدم لا تعرف الركون إلى الحسابات المسبقة. * تابعنا الأزمات المحيطة بفرقة المريخ قبل لقاء الأمس، وتعمدنا عدم التطرق إليها كي لا نشيع جواً من الإحباط بين أنصار الزعيم، ونؤثر سلباً على تحضيرات الفريق. * الأمور الإدارية تؤثر في العادة على مردود اللاعبين داخل الملعب إما سلباً أو إيجاباً. * تحضيرات المريخ للمباراة لم تكن مثالية، والأجواء المحيطة بالفريق كانت عامرة بغيوم سوداء، وأزمات واحتكاكات بين القطاع الرياضي وبعض اللاعبين، وظهرت آثارها في امتناع الأجانب عن أداء التدريب الختامي بمعسكر موفنبيك، قبل عودتهم إلى الخرطوم بثماني وأربعين ساعة، والسبب عدم سداد المستحقات. * شد وجذب، وتلويح بعدم المشاركة ورد بالتهديد بإبعاد بعضهم عن التشكيلة، ومساعٍ متأخرة لاحتواء الأزمة بمؤتمر صحافي مصغر، تحدث فيه النيجيري جابسون بلهجة هادئة ليل أمس الأول. * حديث عقلاني، لم يفلح في طمأنتنا على الأحوال المتوترة، سيما وأنه أتى في وقتٍ متأخر، وبعد أن تم التلويح بإبعاد الأجانب عن المباراة ما لم يغيروا مواقفهم. * مثل تلك الأحداث لا تساعد أي فريق على تحقيق نتيجة إيجابية، عندما يواجه خصماً قوياً ومنظماً بمستوى وفاق سطيف. * ظهر ضعف التركيز جلياً على أداء بعض لاعبي المريخ، وتسببت الأحداث التي ذكرناها سابقاً في إبعاد تراوري من التشكيلة الأساسية، فتأثر مردود أهم وأقوى خطوط المريخ.. الخط الذي كنا نعول عليه لتغطية حالة عدم الاستقرار التي شابت التحضيرات. * تضاعفت صعوبة المريخ بالأداء السيئ للدفاع عموماً، ولأمير كمال تحديداً، لأنه ارتكب خطأً لا يشبهه، وقدم أسوأ مباراة له في تاريخه، وظهر مهزوزاً ومتوتراً على غير العادة، ومنح الجزائريين هدية محسنة، لم يتردد القناص داغولو في قبولها وتحويلها إلى هدف موجع، كان له تأثير مباشر على المحصلة النهائية للقاء. * هدف مجاني، أحبط الأنصار قبل اللاعبين، وصعب مهمة المريخ، ورفع معنويات السطايفة، وزادهم ثقةً واطمئناناً، وانعكس إيجاباً على مردودهم في بقية أطوار المباراة. * برغم النتيجة السيئة، نقول إن المريخ قدم مباراة جيدة في المجمل، وتمكن من العودة بعد أن تأخر مرتين أمام فريق قوي ومنظم، دخلت عليه إضافات نوعية حسنت مردوده بشدة. * خفنا على المريخ من الانهيار بعد أن تلقى الهدف الأول فنجح في معادلة النتيجة. * وخشينا عليه من السقوط في لجة الإحباط بعد الهدف الثاني، فتمالك نفسه وأدرك التعادل. * تلك العودة تدل على قوة شكيمة، تحسب للاعبي المريخ، الذين كانوا قريبين من تحقيق الفوز، لو لم تتسبب تدخلات مدربهم في إضعافهم. * التبديل الذي أجراه البلجيكي لوك إيمال وقضى بخروج كوفي ودخول أوكراه كان قراراً بالغ السوء. * قرار غريب، تسبب في إضعاف مردود المريخ الهجومي وساعد سطيف على الخروج بالتعادل. * فقد المريخ بذلك التبديل الخاطئ أحد أميز نجوم المباراة، ولم يجد أوكراه الذي لا نعرف سبباً يدفع ظهوره في مباراة الأمس. * حتى إذا قبلنا قرار إشراك أوكراه فإننا لا نستطيع هضم قرار إقصاء كوفي، مطلقاً. * الطريقة السيئة التي أدار بها البلجيكي شوط المدربين أفقدت المريخ فرصة فوز بدا مؤهلاً لحصده، قياساً بمرود لاعبيه الذين سيطروا على الملعب بقوة وضغطوا على خصمهم بشراسة في الحصة المذكورة. * إدارة إيمال السيئة للشوط الثاني ظهرت في استهلاكه للتبديلات الثلاثة مبكراً، ولو تعرض أي من لاعبيه للإصابة لاضطر فريقه لإكمال المباراة بعشرة لاعبين. * بخلاف ذلك افتقد المريخ أمس لمسة بكري المدينة، اللاعب السوبر الذي شكل كلمة السر في كل النتائج الباهرة التي حققها المريخ في بطولة الموسم المنصرم. * ويبدو أن الإصابة التي تعرض لها بكري في مباراة المقاصة أثرت عليه، وحرمت الزعيم من كرته الرابح. * النتيجة لن تمنعنا من الإشادة بالمجيدين، وعلى رأسهم القائد راجي عبد العاطي، الذي استعاد ذاكرة التهديف الإفريقية بعد طول غياب، وسجل أجمل هدفين، وقدم مستوىً عالياً أهله لنيل لقب رجل المباراة بلا منازع. * كذلك نشيد بعلي جعفر، الذي تألق وأدى مباراة خالية من الأخطاء مع أنه عانى الأمرين من تراجع مستوى أمير.. ونحيي رمضان الذي قاتل بشراسة وقاد عشرات الطلعات من الناحية اليمنى على مدار الشوطين. * لو كانت هناك حسنة وحيدة لنتيجة الأمس فإنها تنحصر في تحرير لاعبي المريخ من الضغوط المتعلقة بلقاء الإياب، لأن الجميع أيقنوا بوداعهم لدوري الأبطال. * لو كرروا النتيجة السلبية فلن يفاجأوا أحداً، ولو أحدثوا المفاجأة فسيأتي الفرح مضاعفاً، لكن الثابت أنهم صعبوا مهمتهم في سطيف لأقصى درجة! آخر الحقائق * افتقد المريخ بعض أهم مقومات الفوز فخرج بالتعادل. * تحية حارة للقائد راجي الذي أكد أن رهاننا عليه لم ينبع من فراغ. * راجي وعلي جعفر ورمضان وكوفي الأفضل بين لاعبي المريخ. * عندما تلعب مع فريق بقيمة سطيف تصبح كل النتائج متوقعة. * وعندما يواجه سطيف المريخ في الجزائر فعليه أن يهيئ نفسه لكل الاحتمالات. * رفع مردود الفريق مرهون بالابتعاد عن التعامل مع النتيجة بتشنج. * ومرتبط ثانياً بإزالة المسببات التي أدت إلى تراجع مردود المريخ في مباراة الأمس. * لا ندري سبباً واحداً يدفع مجلس المريخ إلى التلكؤ في سداد مستحقات اللاعبين بعد كل الأموال التي انهمرت عليه في الفترة الماضية. * نصف مليار عوائد نفرة شباب الواتساب، ومائتان وخمسون مليون جنيه من عوائد البث، وأموال أخرى من عائد الإعلان على قمصان اللاعبين والإعلانات حول الملعب.. كانت كافية لسداد مستحقات اللاعبين والجهاز الفني كاملة، وتهيئة أجواء مثالية للفريق قبل منازلة سطيف. * المؤسف أن جل تلك الأموال صرفت في التزامات أخرى، لا علاقة لها بمستحقات اللاعبين وجهازهم الفني. * نعيد ونكرر: المحترف الذي لا ينال مستحقاته لا يجيد. * نتوقع من الأخ عادل أبو جريشة أن يتخلى عن الحدة التي يتعامل بها مع الأجانب الذين يطالبون بحقوقهم. * الأجانب ليسوا من نسل شاخور، ولا يمتون بصلة قربى لأبي العائلة، ولم يولدوا في العرضة جنوب. * تركوا أهلهم وأتوا للسودان بحثاً عن المال، إذا لم يجدوه فلا تتوقعوا منهم الإجادة يا عادل! * تكرار الحديث عن التضحية وتقدير ظروف الفريق يصبح مقبولاً عندما يتعلق الأمر بالوطنيين. * أما الأجانب فلا. * حتى الوطنيين لن يلعبوا كما ينبغي إذا لم يقبضوا مستحقاتهم، لأنهم محترفون أيضاً. * إذا أراد المجلس لفريقه أن يظهر بمستوىً جيد في لقاء الإياب ويحقق نتيجة إيجابية (حتى إذا لم يتأهل) فعليه أن يبادر بسداد المستحقات من فوره. * سداد المستحقات.. تجهيز جابسون.. وإقامة معسكر قصير قبل لقاء الإياب يمكن أن تحسن مردود الفريق. * ينبغي علينا أن نتعامل مع الظرف الحالي بوعي، ونبتعد عن التشنج المؤذي. * سنقبل النتيجة إذا خرجنا.. ونجهز فريقنا لدور الترضية في الكونفدرالية. * لكن المريخ لن يحقق أي شيء حتى في الكونفدرالية ما لم تتم معالجة الأزمات المحيطة بالفريق. * محاولات التغطية على المشاكل المالية ستزيد الأمر سوءاً. * لكي تعالج المشكلة ينبغي عليك أن تعترف بوجودها أولاً. * راجع أولوياتك يا عزيزي الرشيد الطاهر. * شوط شهد ستة تبديلات، وهدفين، وشهد توقفاً للعب بعد هدف المريخ الثاني لعدة دقائق، ودخلت فيه النقالة عدة مرات، كيف يحتسب الحكم فيه ثلاث دقائق فقط كزمن بديل للمبدد؟ * لن نأبه لشماتة مضاريب الثوار. * المريخ سيظل في ساحة البطولة الإفريقية حتى إذا خرج أمام سطيف. * دوري الأبطال الحالي قسا على بعض كبار البطولة السابقة. * المريخ تعادل مع السطايفة بهدفين لكل في الخرطوم.. مازيمبي الكنغولي خسر بهدفين أمام الوداد المغربي، والهلال انضرب بالثلاثة من النيل شندي! * آخر خبر: المريخ يسعى إلى التعويض أمام سطيف، والهلال يريد مصالحة جماهيره أمام الخيالة!!