* أمس الأول توج نادي الأهلي السعودي بلقب بطولة كأس الملك على غريمه النصر بعد أن تفوق عليه بهدفين لهدف في اللقاء الذي استضافه ملعب الجوهرة المشعة الجميل. * المشهد برمته كان عبارة عن لوحة زاهية ابتداء من طريقة الحصول على تذاكر اللقاء الكبير وسداد قيمتها (الكترونياً) ومن ثم طباعتها أو حفظها بالهاتف النقال وتمرير الباركود الخاص بها عبر بوابات الدخول الإلكترونية بملعب اللقاء للدخول. * طريقة مثالية ونموذجية وسهلة الاستخدام تقيك شر الزحام والذهاب المبكر إلى ملعب اللقاء لأنك ستحصل على تذكرتك وأنت بمنزلك أو مكان عملك. * تنظيم رائع جداً وإخراج نموذجي ومتابعة دقيقة لكل الحالات واستوديو فخيم ولوحة عرض بالملعب جل ما تحويه إرشادات للمواطن والمقيم والتحذير من الأضرار الناجمة عن استخدام التدخين والمخدرات. * تحكيم أجنبي على أعلى مستوى لإغلاق باب القيل والقال ودوافع مهولة لكلا الفريقين. * الأهلي لتأكيد الجدارة وتحقيق الثنائية عقب تتويجه ببطولة الدوري. * أما النصر فكان يمتلك من الدوافع ما يجعله يحرث الملعب ويقاتل حتى الرمق الأخير للظفر بلقب الكأس. * فوز النصر كان سيضمن له الظهور في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل ويمنحه المنافسة على كأس السوبر وإبعاد الهلال منه وإقصاء التعاون من دوري أبطال آسيا وتحويل الاتحاد لخوض مباراة الملحق الآسيوي وليس التأهل المباشر. * ولكن بخسارة النصر ضمن التعاون الظهور في آسيا عبر خوض الملحق وتأهل الاتحاد مباشرة وسيلعب الهلال في السوبر مع الأهلي. * تسيّد الأهلي الشوط الأول طولاً وعرضاً بفضل الإستراتيجية الفنية التي وضعها السويسري (جروس) والتي بنيت على الضغط على لاعبي النصر في منطقة المناورة وعدم إتاحة المساحات للإنطلاق عن طريق الأطراف وتقدّم بهدف الداهية السوري (عمر السومة) وأحد أفضل اللاعبين المحترفين بالملاعب السعودية خلال الحقبة الأخيرة. * في الشوط الثاني انقلبت الآية وسحب الإسباني راؤول كانيدا المدير الفني للنصر لاعب المحور الثالث شايع شراحيلي ودفع بصانع الألعاب يحى الشهري وأردفه بتغيير آخر عقب ربع الساعة الأولى بإشراك الفيلسوف أحمد الفريدي بديلاً عن نايف هزازي. * تغيرات وتعليمات كانيدا بين الشوطين كانت مبنية على جزئية مهمة جداً وهي عدم الاستعجال في تمرير الكرة ومحاولة الاستحواذ أكبر وقت ممكن لإجهاد لاعبي الأهلي. * شخصياً أعجبني التوجيه المذكور لأن النصر في الحصة الثانية أخرج الأهلي من المباراة وأدرك التعادل وحبس الراقي في مناطقه طيلة شوط اللعب الثاني حتى أدرك له الفريدي التعادل بلعبة ذكية وجرأة غير مستغربة من لاعب موهوب بل كاد الأصفر أن يطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة الأخيرة من الزمن الرسمي لولا فلسفة مايغا وخوف الشهري من التسديد. * حتى الأشواط الإضافية كانت نصراوية خالصة ولكن ما قصم ظهر النصر أمس الأول هو خروج قلب دفاعه عمر هوساوي مصاباً وحلول الأولمبي امادو بديلاً عنه ليتنفس عمر السومة الصعداء ويلدغ شباك النصر قبل سبع دقائق من نهاية الأشواط الإضافية. * الشاهد من هذا التناول وتلك القمة الجميلة هو تميّز اللاعب المحترف السوري (عمرالسومة) الذي يعتبر صانع ربيع الأهلي الجديد خلال الموسمين الأخيرين بصناعته للفارق وإسهامه الملحوظ في بطولات الأهلي. * الأهلي الذي غاب عن التتويج ببطولة الدوري السعودي لأكثر من ثلاثة عقود عاد هذا الموسم بفضل الله ثم عمر السومة لمنصات التتويج بعد أن حسم له اللاعب كلاسيكو المواجهة التي قادته للقب أمام الهلال بإحرازه لهدفين من أهداف فريقه الثلاثة هذا غير إحرازه ل(27) هدفاً متربعاً على قائمة الهدافين لدوري جميل، بينما أحرز (22) هدفاً خلال الموسم الماضي. * في العام الماضي أسهم السومة في نيل الأهلي للقب كأس ولي العهد عندما أحرز لفريقه هدف التعادل في مرمى الهلال وفي الموسم الحالي قاد السومة فريقه للظفر بلقب كأس الملك بثنائية في شباك النصر (كتخصص) بعد أن زار شباكه (تسع) مرات منذ انتدابه من قبل الأهلي. * صحوة الأهلي على أقدام السومة تعيد للأذهان صحوة الإتحاد خلال الفترة من (96) وحتى (99) مع اللاعب المغربي (أحمد بهجة) وقتها والذي كان له القدر المعلى في تحقيق الإتي لبطولتي دوري وكأس ولي العهد وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس الأندية الخليجية. * قلناها سابقاً ونكررها حالياً صناعة الفارق تبدأ بانتداب محترفين من العيار الثقيل وليس التعاقد مع أسماء أكثر من عادية ولا تملك سوى صفة لاعب (أجنبي) ولكن يأتي اداؤها مطابقاً لاداء اللاعب المحلي وربما أقل. * حاجة أخيرة كده :: محترف يصنع الفارق يعني تسيّد البطولات المحلية والتميز قارياً.