تجاوز مجلس الامراء بقيادة المهندس الحاج عطا المنان، عثرة كبيرة، ونجح في حل ازمة الثلاثي الاجنبي يوسف محمد وبامبا وسنكارا. منح المجلس أمس اللاعب السابق يوسف محمد مستحقاته المالية المتاخرة منذ اكثر من عامين والبالغة 250 الف دولار، ودفع لسنكارا وبامبا 50 الفا. تعهد يوسف محمد بسحب شكواه التي كان قد رفعها ضد الهلال للاتحاد الدولي لكرة القدم، ووقع الثنائي بامبا وسنكارا، على مخالصة لاخلاء خانتيهما من الكشوفات. وكما نعلم فان اللاعب يوسف محمد كان قد تم تسجيله في عهد الارباب صلاح ادريس، وكان وقتها لاعبا في صفوف سيون السويسري، والمنتخب النيجيري. من سوء حظ الهلال ان اللاعب اصيب في نهائيات امم افريقيا بغانا 2008 اثناء مشاركته مع منتخب بلاده ، بعد توقيعه خلال البطولة اقرارا امام سكرتير الاتحاد مجدي شمس الدين. اجتهد مجلس الارباب في علاج اللاعب، ولم يقصر معه، لكن اصابة يوسف في الرباط الصليبي اخرت عودته للملاعب، وتسببت في انخفاض مستواه بعد ذلك. اما الثنائي سنكارا وبامبا اللذين تم تسجيلهما في عهد ادارة الامين البرير، لم يوفقا مع الفريق الازرق، وكان لا بد من التخلص منهما للاستفادة من خانتيهما. الخطوة التي تمت امس واعلن عنها امين خزينة الهلال الفاضل التوم في مؤتمر صحفي تعتبر من اهم الخطوات التي نفذت في عهد مجلس الامراء. فهي الى جانب انها، خلصت الهلال من هاجس كبير، كان يمكن ان يؤدي الى حرمانه من تسجيل أي لاعب في فترة الانتقالات الحالية. فانها اكدت مصداقية الادارة المعينة وجديتها في انهاء كافة الديون المستحقة على الافراد والمؤسسات، والمدربين واللاعبين السابقين. ونحسب ان هذه الخطوة ستسهم في تطمين جماهير الهلال، على مستقبل ناديها، وامكانية تحريره من الديون المتراكمة التي كانت تؤرقها. الذين دفعوا اكثر من اربعة مليارات في ايام لاعادة تسجيل الرباعي، كاريكا ومساوي وخليفة وعبدالرحمن، وضم النجم الطائر وليد علاء الدين. ثم حلوا ازمة ثلاثة اجانب بمبلغ 300 الف دولار تعادل مليارين واربعمائة مليون، ورصدوا اضعاف هذا المبلغ لتسجيل اللاعبين الاجانب وبقية الوطنيين. رجال بهذا القدر الكبير من المسؤولية والسخاء، نثق في قدرتهم على قفل كل الملفات العالقة، وفي مقدمتها مستحقات المدربين كامبوس وغارزيتو، وكذلك ديون الارباب والبرير. آخر الكلام نذكر اخوتنا وزملاؤنا في اعلام المريخ ،بان المبالغ التي دفعها مجلس الامراء حتى الان، كانت من جيوبهم، وجيوب بعض اقطاب الهلال. وهذا يعني ان الحكومة لم تساهم حتى الان في دعم خزينة الامراء بجنيه واحد، كما قال رئيس النادي الباشمهندس الحاج عطا المنان. ظل المريخ يعتمد على دعم الحكومة وبالتقيل، لاكثر من 12 سنة، دون ان يحقق أي انجاز على مستوى فريق القدم، لكنه عمر ناديه وستاده. اذا وجد الهلال جزء ولو قليل من الدعم الذي كان يجده المريخ من الحكومة، في ال 12 سنة الماضية، لحقق كل القاب القارة الافريقية ونافس على لقب كاس العالم للاندية. بالقليل، وبدعم رجل واحد تأهل الهلال الى نصف نهائي دوري ابطال افريقيا مرتين،2007 و2009، كما تاهل لنصف نهائي الكونفدرالية مرتين كان آخرها في 2012. وفي نفس الفترة فاز الهلال بلقب الدوري المحلي ثمانية مرات مقابل اربعة فقط للمريخ، وحقق الفريق الازرق انجاز الفوز بالدوري خمسة مرات على التوالي. تصوروا كيف كان سيكون الحال ، اذا كانت المليارات التي تدفقت على خزينة المريخ في ال 12 سنة الماضية، انكبت على حسابات الهلال؟. اغلب الظن ان المشهد كان سيكون مختلفا تماما، ولن نبالغ اذا قلنا ان كل شيء في السودان والدول المجاورة كان سيكون مطليا باللونين الابيض والازرق. الدعم الحكومي ما غشانا.. لكننا لن نرفضه اذا جانا. بفوزه امس على نظيره الاثيوبي بهدفين دون مقابل ،تاهل المنتخب الوطني الى نصف نهائي بطولة سيكافا ، بعد ان قدم مباراة كبيرة. يلتقي الصقور في نصف النهائي امام المنتخب الزامبي الملقب بالرصاصات النحاسية غدا الثلاثاء، والفوز يعني التاهل للنهائي والاقتراب من اللقب. الوصول الى هذه المرحلة يحسب لمدرب المنتخب، الوطني مبارك سليمان الذي عرف كيف يوظف قدرات لاعبيه، ويلعب بالطريقة المثلى. نظرة مبارك سلمان كانت صائبة، وهو يختار تشكيلة غلب عليها عنصر الشباب ويتمسك بها رغم الانتقادات الشديدة التي واجهها من اعلام المريخ. لم يعر سليمان أي بال لتلك الانتقادات الموجهه والمنظمة، لانه كان يعلم انها منطلقة من نظرات ضيقة، ومصالح خاصة. التوفيق للصقور في مباراة الغد، والامنيات بان يواصلوا مسيرتهم الناجحة ويتوجوا جهودهم بالتاهل للنهائي والفوز باللقب الاقليمي. تصريحات مهاجم المريخ كلتشي التي ذكر فيها انه رفض عرضا من الهلال، هي محاولة لتسويق نفسه بعد ان رفضت ادارة المريخ التجديد معه. الهلال ادار ظهره لكلتشي ايام عزه، لقناعته ان المبلغ الذي طلبه في ذلك الوقت لا يستحقه، فكيف ياتي ويتفاوض معه من جديد بعد اربعة سنوات؟. الهلال يبحث الآن عن لاعبين (سوبر)، يحدثون الفرق، وينافس بهم على البطولات الخارجية، وليس عن لاعبين منتهي الصلاحية. مكان كلتشي الطبيعي في المريخ، او في أي فريق آخر بالسودان ، لكنه قطعا ليس في الهلال. وداعية : مجلس الامراء (عطا) بلا (من) ..و(بشريات) دون حدود.