ما زالت بطولة كأس السودان تفتقر للإثارة والجاذبية وتقتصر فقط في قوة رواجها على الدورين (نصف النهائي) والنهائي أما بقية المباريات فحدّث ولا حرج نتائج عريضة وفرق متبارية غير متكافئة على الإطلاق لا تسعى لشرف سوى أنها ستواجه أحد ناديي القمة. * صحيح أن مسمى البطولة يعم كل بقاع السودان المختلفة ويشمل جميع أنديتها ويمنحها الحق في تمثيل ولاياتها في التظاهرة القومية التي تحمل إسم الوطن الغالي. * ولكن بالطريقة الحالية فإن مشاركات تلك الأندية لا تتجاوز محطة (شرف الظهور) في أحد أدوار البطولة ولا تتعدى خبراً تم تداوله بوسائل الإعلام المختلفة بأن فريق الولاية الفلانية سيواجه أحد أندية الممتاز! * بل الأدهى من ذلك هو أن طموح غالبية تلك الأندية أن تحرز (هدفاً) فقط في شباك أحد فريقي القمة ولا يهم إن خسرت بالخمسة أو الستة في تأكيد تام للظلام الدامس الذي يحيط بمنافسة يفترض أنها الثانية على مستوى السودان. ٍ* خلال بطولات الكأس في معظم دول العالم تكون الإثارة والتشويق والمتعة حاضرين منذ دور ال 16 وحتى الختام لأن الفرق التي تتواجد في هذا الدور تكون غالبيتها من بطولة الممتاز وبعضها من الأندية المتفوقة في دوري الدرجة الأولى على مستوى الدولة. * المريخ يلعب مع ود نوباوي ومن ثم يواجه الزهرة تمبول، والهلال يجتاح اتحاد الكرنوس (ويستضيف) الهلال نيالا لاحظوا لحجم الفوارق بين ناديي القمة وتلك الأندية التي لن تصمد على الاطلاق بل ستتكبّد عناء السفر والترحال وتعود ادراجها محملة بالخمسات والستات. * الطريقة التي يتبعها الإتحاد السوداني لكرة القدم في منافسة الكأس تعتبر عقيمة وتقليدية ومتخلفة لأبعد الحدود لأنها تعتمد على (التوجيه) وليس القرعة وتقتل إثارة المنافسة منذ المهد. * منافسة الكأس يفترض أن تقتصر على الأندية المشاركة بممتاز الموسم الحالي لنفترض أنها (16) فريقاً كمثال يضاف إليها (16) فريقاً من فرق الدوري التأهيلي المؤهّل للدوري الممتاز. * تحديد الفرق الستة عشر من فرق التأهيلي ليس بالأمر العسير لأن ختام المرحلة الثانية للتأهيلي يكون دوماً في شهر (ابريل) للمجموعات الخمس فيمكن إختيار (15) فريقاً حصلوا على المراكز الأول والثاني والثالث إضافة لأفضل فريق حاز على الترتيب الرابع. * أما الأندية الأخرى في المدن التي لا تحظى بفرق في الممتاز ولا التأهيلي فيتم تنظيم منافسة خاصة لها يمكن تسميتها (بكأس السودان القسم الثاني). * لأن ما يقدم عليه الإتحاد السوداني لكرة القدم بالنهج الحالي يعتبر (إفراغ) مقنن لمنافسة الكأس من مضمونها وقتل مع سبق الإصرار والترصّد لإثارته وقوتها وتمهيد مكشوف لوصول كل من المريخ والهلال للمباراة النهائية. * فاللجنة المنظمة لبطولة الكأس درجت على إجهاض تميز المنافسة مبكراً بوضعها للفرق من نفس الإتحاد في مواجهات دور ال (32) إختصاراً للوقت وادخاراً للكلفة وهو نهج تستحق أن نمنحها عليه (وسام الكلفتة والعشوائية). * ليس هذا فحسب بل أن توجيه القرعة أدى لمغادرة (خمسة) أندية من الممتاز بعد أن وجهت قرعتها لدور ال 32 على النحو التالي (المريخ الفاشر – الهلال الفاشر)، (الأهلي شندي – الأهلي مدني)، (الأمل عطبرة – الأهلي عطبرة)، (النسور الخرطوم – الأهلي الخرطوم)، (الخرطوم الوطني – الأهلي الخرطوم) !! * لاحظوا لتلك الخرمجة (10) فرق من الممتاز تجد نفسها في مواجهة بعضها البعض منذ دور ال 32 فتغادر خمسة منها منذ وقت مبكر وتصاب البطولة بالخمول والضعف !! * الطريقة المذكورة لا تقتصر على الموسم الحالي بل أنها تتكرر كل موسم بأن توجه القرعة بآلية وقوع فريقين من اتحاد واحد في مواجهة بعضهما البعض حتى وإن كانا ضمن أندية الممتاز. * لو تم الإعتماد على فرق الممتاز فقط وفرق الدوري التأهيلي ستحظى البطولة بقوة لا مثيل لها وسنشاهد أكثر من فريق غير القمة في المباراة النهائية خصوصاً أن بطل الكأس من حقه أن يشارك في بطولة الكونفدرالية وهو هدف يزيد من توهج البطولة. * حاجة أخيرة كده :: المريخ والزهرة تمبول في ربع نهائي كأس السودان مساء اليوم.