عفوا اذا كنت ارجئ الحلقة الاخيرة من سلسلة حلقاتي حول مشروع القانون الجديد لان الامس شهد آخر يوم في تغيير جلد الاندية ولا اسميه اخر يوم في التسجيلات والانتقالات لهذا كان لابد لي من وقفة مع هذا اليوم التاريخي الذي نشهده كل عام والمحصلة النهائية في انديتنا التي تغير جلدها تسير نحو الاسوأ وليس هناك ما تتفق حوله وتعيد مشهده كل عام غير ان ملايين الدولارات من المال السائب تذهب لجيوب السماسرة والوكلاء محليين واجانب دون ان تضيف جديدا للكرة حتى اصبح السودان سوقا رائجة للحديد الخردة والمرتجع وغير المرغوب فيهم من اللاعبين الاجانب الفاشلين الذين تلفظهم اسواق الاحتراف. ويستحضرني بهذه المناسبة حديثا كانت تردده لنا حبوبتي لوالدي في الخمسينات عندما فاضت الاسواق السودانية بالمستورد من ادوات التجميل من مساحيق وكريمات حيث تسابقت الفتيات يومها على هذه المستحدثات التي تغير جلد الفتيات: من كانت بشرتها سوداء تطلي وجهها ليصبح لونها ابيضا يخدع الناظرين ومن قصر شعرها وجدت في الباروكة من الشعر الصناعي ان يصبح شعرها كشعر الهنود وهكذا اختفت حقيقة الفتيات بعد ان وجدن في سوق المساحيق ما يغير سحنتهن حتى يصبحن آية في الاناقة والجمال وصفاء اللون الزائف كانما لون البياض اكثر جمالا من سواد الطبيعة يومها حكت لنا حبوبتي وهي تستهجن هذا التحول في دنيا المراة السودانية التي كانت تحتفظ يومها بجمال الطبيعة التي يهبها الله سبحانه وتعالى لخلقه. راحت حبوبتي تحكي لنا كيف ان رجلا فتنه جمال واحدة من الفتيات عندما شهدها في حفلة عرس فاستهواه جمالها الفتان من لونها الابيض وذلك الشعر الذي يستهوى الشعراء كما كان حال شاعرنا رحمة الله عليه ابو امنة حامد الذي نظم قصيدة (سال من شعرها الذهب) وتغنى بها الفنان الكبير اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية صلاح ابن البادية فسارع الرجل وطلب يد تلك الفاتنة الحسناء وتزوج بها بعد ان نظم لها احتفالا غير مسبوق وفي ليلة الدخلة عندما خلا لعروسته سابحا بخياله في تلك الليلة الموعودة ولكنه رأى فاتنته التي طال انتظاره لها تخلع شعرها وتضعه على السرير في الغرفة المجاورة ليظهر راسها بلا شعر وهكذا واصلت الرجوع لطبيعتها التي اذهلته حتى امتلأ السرير بالمساحيق فراح يقارن بين الحالتين وبين الفتاتين عروسه والاخرى والتي تستلقي بالسرير المجاور فما كان منه الا ان اتجه نحو السرير الذي وضعت عليه مساحيقها واستعد لقضاء ليلته بجانب المساحيق بينما كانت عروسته تنتظره على غرفة النوم ولما طال غيابه نادت عليه فقال لها ماذا تريدين مني فانني ساقضي ليلتي مع هذه المساحيق التي دفعتني للزواج بك. تذكرت حكاية حبوبتي في هذا اليوم الذي اختتم فيه التسجيلات والانتقالات والتعاقدات التي تتدافع نحوها انديتنا خاصة الكبرى ممثلة في القمة وهي تغير جلدها كلما هو متاح من مساحيق تالفة معروضة في سوق اللاعبين ليتغير جلدها تماما . اخشى ان اردد كعادتنا على انديتنا ماكانت تردده علينا حبوبتي يوم تتكشف الحقيقة ولكن مصيبتنا لن يكون متاحا لنا يومها الجلد القديم الذي خلعته انديتنا والذي تكلف تغييره المليارات وسوف لن يختلف الحال عن السنة القادمة لتعيد انديتنا نفس السيناريو ولا نشهد نادياغير جلده بهذه التكلفة العالية حقق لنا افضل مماحققته هذه الاندية بالجلد القديم . ويبقى الهرج والمرج وتظاهرات الفرح الزائف بالبطولات المحلية ولا يخرج من هذه اللعبة رابح غير المحترفين الاجانب الذين يتمتعون بالاضواء والاعلام وهتافات الجماهير والتظاهرات اوالتهليل الزائف لما يحرزونه من اهداف في مرمى انديتنا المحلية المنافسة والتي تغير هي الاخرى جلدها سنوياعندما تبيع افضل لاعبيها لاندية القمة لتغطية خسارتها و لتصبح فريسة سهلة يسرح ويمرح فيها المحترفون الاجانب. فمتى ننصب صيوان العزاء لهذا الواقع ودقي يا مزيكة