* سمعنا العديد من القصص التي تتحدّث عن غياب (انضباطية) اللاعبين وخروجهم السري من معسكراتهم وممارستهم لسلوكيات صحيح أنها (شخصية) ولكنها تمس الكيان في المقام الأول سمعة واداء لأن اللاعب غير المنضبط لن يقو على تقديم ولو واحد بالمائة من امكانياته التي أهلته لارتداء شعار أحد الفرق. * الإدارات القوية والمحترفة هي فقط التي تجيد التعامل مع مثل هذه الحالات لأن مهمتها تتعلّق بشقين إثنين حال استقبالها لأي حالة غير قويمة من أحد اللاعبين. * الشق الأول يعتبر (تربوي) إن كان اللاعب صغيراً في السن وقد انتقل للنادي الكبير بأموال طائلة لم يكن يحلم بها ووقتها يُعاقب اللاعب وفقاً للوائح والنظم الداخلية للنادي مع عدم التغليظ في العقوبة حتى يشرق الجانب (التقويمي) وهو الأنجع في مثل هذه الحالات. * الشق الثاني هو (التغليظ) في العقوبة والتي يجب أن لا تقتصر على الغرامة المالية والإيقاف المحدود إن كانت الحالة تتعلّق بلاعب محترف (أجنبي أو وطني) خرق القوانين وخرق اللوائح وضرب بالانضباط عرض الحائط حتى يكون عظة لبقية اللاعبين بعيداً عن نظرية العاطفة المبنية على (الغلظة في معاقبة اللاعبين تعتبر عقوبة للنادي) !! * قبل أيام أقدم قائد النصر السعودي واللاعب المخضرم حسين عبد الغني في دورة تبوك الدولية على (ركل) أحد لاعبي الاتحاد (عبد الله الشهيل) بطريقة صبيانية ولم يعتذر له ونال على إثرها البطاقة الصفراء. * بعدها كرر اللاعب الطاعن في السن سلوكه الصبياني وهو يسئ لمحترف الإتحاد الكويتي (فهد الأنصاري) بألفاظ نابيه سمعها الحكم وأشهر على إثرها البطاقة الحمراء مباشرة لحسين. * عقب انتهاء المباراة رفض الأمير (فهد بن سلطان) أمير منطقة تبوك صعود اللاعب حسين للمنصة لاستلام ميداليته ومشاركة زملاءه بسبب مقدمه القبيح. * وعلى إثره سار المدير الفني للفريق النصراوي الكرواتي (زوران ماميتش) وأخطر الإدارة النصراوية أن اللاعب عبد الغني (خارج حساباته للموسم الحالي) وطالب بإبعاده من التدريبات وربط تنفيذ مطلبه بالإستمرارية مع النصر من عدمها وسانده على ذلك الجهاز الإداري. * زوران ماميتش ذكر أن اللاعب ارتكب العديد من المخالفات خلال فترة المعسكر ودورة تبوك الدولية الودية وهو غير راغب في زعزة استقرار الفريق. * هنا مربط الفرس عدم (المجاملة) ودفن الرؤوس على الرمال أخطأ اللاعب وعاقبه الجهاز الفني وطالب بإبعاده لأنه سيؤثّر سلباً على الفريق. * بعيداً عن تفاصيل قضية الغاني (كوفي) نقول إن سلوك اللاعب كمحترف (مرفوض) جملة وتفصيلاً وأن سيف العقاب (الرادع) لا بد أن يطاله (بغلظة) شديدة دون التأثّر بحملة الإعلام الأزرق ضد اللاعب. * كوفي لاعب يتقاضى بالدولار وهو أحد اللاعبين الذين تذمروا واعتكفوا لعدم نيلهم لمستحقاتهم وبالتالي فإن خروجه عن النص وعدم تقيّده بالإنضباط يستوجب المعاقبة والتشدد في العقوبة ولو كنت مكان القطاع الرياضي لقررت إبعاد الغاني حتى نهاية الموسم. * قبل ذلك برزت قضية راجي قبل نهائي ممتاز 2010 وبدلاً من أن تعاقب إدارة المريخ لاعبها الخارق للقوانين والهاتك للسلوك القويم كافأته بالمشاركة في نهائيي الممتاز وكأس السودان. * وهو نهج يكرّس لمزيد من الفوضى وغياب الإنضباط وتكرار اللامبالاة وسط اللاعبين وفي النهاية الضحية هو النادي وليس اللاعب. * مشكلتنا الأساسية أننا نقطن في مجتمع رياضي موغل في (العاطفة) والتأثّر بالند في كل خطوة نخطوها. * إن قررنا معاقبة لاعب سئ السلوك سنقول (سيشمت فينا إعلام الفريق الآخر) وإن أقدمنا على معاقبة أحد اللاعبين القادمين من الند ستطفو على السطح نفس العبارة وهو نهج إن دل إنما يدل على غياب للإحترافية الإدارية والإعتماد على أسس عاطفية هشّة في اتخاذ القرارات الصارمة. * المبادئ لا تتجزأ وطالما أن بكري وعلاء عوقبا بسبب عدم الإنضباط فإن سلوك كوفي يتدعي الإيقاف لفترة ليس بالقصيرة. * حاجة أخيرة كده :: عاقبوا المخطئ واتركوا العاطفة المقيتة.