* من الابيض عاصمة كردفان الناشئون ينشرون البسمة ويتأهلون لمواجهة منتخب الكامرون في آخر المشوار للتأهل لنهائيات بطولة الامم الافريقية للناشئين بفوزه بهدف على منتخب زامبيا وبهذا الفوز ينشر منتخب الناشئين البسمة وسط (الغمة) التي ظلت تسود الوسط الرياضي في كرة القدم التي تعيش اكبر ازماتها القانونية وما تتعرض له اهم منافساته من ازمات وفوضى وعبث واعتداءات على الحكام ومعارك خارج الملعب دون أي مردود داخله ويبقى املنا في ان يوفق منتخب الناشئين في تخطي الكاميرون ليرفع علم السودان في نهائيات ناشئي افريقيا وهي ليست مهمة مستحيلة وان كانت صعبة بحكم المستوى الذي ظهر به المنتخب وتحقيقه نتائجه بجدارة وليس بالعشوائية (المعهودة) بالرغم من مواجهته الكاميرون اقوى دول القارة ولكن بالعزيمة والاصرار المنتخب مؤهل لان يواصل المشوار و نأمل في ان يحقق هذا الاعجاز حتى يكتمل ان كان يستوعبه المسئولون وهم يتلقون الدرس من اهم قطاع لا يحظى بالرعاية مع انه اهم مقومات تطور اللعبة. * مما لاشك فيه ان اهتمام الدول والاتحادات والاندية بمراحل الناشئين والشباب هو مفتاح التطور لتحقيق البطولات الخارجية ولو ان القليل من المليارات التي تهدر في تسجيل المحترفين الكبار من الاجانب والسودانيين لو ان القليل منه لو وجه للناشئين والشباب لحقق السودان نتائج خارجية افضل ولكن هل يسمح السماسرة الذين يرجون للهرج الذي يتمتع به افشل المحترفين محليا والذين يتوجون ابطالا في قمة ليس لها أي انجازات خارجية الكروية للكرة السودانية التي تتربع في قاع مع ان موقف السودان اندية ومنتخبات كان افضل قبل ان يعرف الاحتراف واهدار المليارات. * ولعل المفارقة الاكبر ان السودان الدولة الوحيدة التي تهربت من الالتزام بلائحة ترخيص الاندية التي قررتها الفيفا والتي وضعت على رأس شروطها الاهتمام بالناشئين والشباب حيث تفرض اللائحة على الرخصة بان يكون لكل نادي فريق للناشئين وآخر للشباب وحددت له مستوى عالي من التدريب الا ان السودان ظل يتهرب من تنفيذ قرار لصالح الكرة السودانية ويعالج اهم عللها كما ان الاندية السودانية وبصفة خاصة الهلال والمريخ الافشل خارجيا حتى اليوم رغم اهدارها للمليارات على افشل محترفين اجانب ومحليين يتفاخرون بما يحققونه من انجازات محلية واهداف لاقيمة لها في مرمى الفرق المحلية المتواضعة في وقت كان يتعين عليهم ان يستوعبوا الدرس الذي قدمه الاهلي المصري والذي تعاقد مع افضل المدربين الاجانب هدكوتي ولم يكلفه بالاشراف على فريقه الاول وانما الاشراف على فرق ناشئي ووشباب الاهلي وكان مردود هذه السياسة ان الاهلي المصري تربع بجدارة على قمة الكرة الافريقية بل ولا يزال هو النادي صاحب الانجازات الافضل على مستوى العالم ولو ان أي من فريقي القمة السودانية استوعب هذا الدرس وعمل به لاحتاج لمبالغ اقل في اعداد فريقه ولحقق مكانة افضل خارجيا أسوة بالأهلي المصري. * ولكن، هذه هي علتنا!!