شهدت الجولة الأخيرة من تصفيات الأمم الإفريقية المؤهّلة لنهائيات الكان 2017 والتي ستحتضنها الجابون مطلع العام المقبل جنوناً متوقعاً وإثارة لا مثيل لها خطفت معها قلوب المحبين وتباينت معها آراء المشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي لغالبية المنتخبات المشاركة على صفحاتها الرسمية. □ قبل أن نتناول تلك الجزئيات بقليل من التفصيل ننوه إلى أن عقد المنتخبات التي تأهّلت لنهائيات الكان جاء على النحو التالي (تونس – جمهورية الكونجو – مالي – أوغندا – غينيا بيساو – المغرب – مصر – غانا – ساحل العاج – الجزائر – السنغال – زيمبابوي – الكاميرون) كمتصدرين للمجموعات الثلاثة عشرة إضافة للجابون (المضيف) وأفضل منتخبين حاصلين على الترتيب الثاني وهما (توجو وبوركينا فاسو). □ أولى مشاهد جنون الجولة الأخيرة تمثّل في حرمان ليبيا لمنتخب الرأس الأخضر من الظهور في النهائيات للمرة الثالثة على التوالي عقب مشاركتها في نهائيات (2013 و2015) رغم أن المنتخب الليبي كان قد خرج سلفاً من سباق الوصول للكان. □ إستضافت جزر الرأس الأخضر ثوار ليبيا وفي معيتها (9) نقاط وتحقيق الفوز كان سيضمن لها الترشّح كأفضل الثواني ولكنها سقطت بهدف نظيف. □ في المجموعة الأولى توقعنا مواجهة قوية ومثيرة بين منتخبي تونس وليبيريا ولكليهما (10) نقاط ولكن المواجهة جاءت متواضعة ومن طرف واحد سحق بموجبها المنتخب التونسي ضيفه الليبيري بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد وظفر ببطاقة النهائيات. □ فوز المنتخب التونسي أشعل الصراع على البطاقة الثانية (ثاني أفضل الثواني) عقب نيل بوركينا فاسو لواحدة منهما برصيد (13) نقطة. □ إثارة الترتيب الثاني لعبت فيها عدد من المنتخبات دوراً بارزاً بعد أن كانت الترشيحات تنصب حول (الرأس الأخضر 9 نقاط)، (جمهورية إفريقيا الوسطى 10 نقاط)، (بنين 11 نقطة). □ لأن فوز الثلاثي كان سيرفع حصيلتها النقطية على التوالي إلى (12) و (13) و (14) ومن المفارقات أن ثلاثتهم خسر من منتخبات ضمنت الوصول وفقاً لنتائج حيث خسرت افريقيا الوسطى من الكونجو، وبنين من مالي بينما سقطت الرأس الأخضر أمام ليبيا التي غادرت مسبقاً كما أسلفنا. □ تلك الوضعية أشعلت المنافسة بين الفرق التي وصلت للنقطة (11) لأنه أكبر عدد من النقاط لأصحاب المركز الثاني بعد بوركينا فاسو (13) نقطة. □ فارق الأهداف وهو اعتماد- شخصياً أجده غير منصف إطلاقاً- كان هو أساس الفصل بين المنتخبات التي استفادت من سقوط الأسماء المرشّحة حيث انحصرت البطاقة الثانية بين (توجو وبنين وإثيوبيا) ولثلاثتهم (11) نقطة وتفوقت توجو بصافي أهداف بلغ (7) أهداف بينما كان لبنين صافي (هدفين) و (-3) لأثيوبيا. □ توجو استفادت من مواجهتها الأخيرة مع متذيل المجموعة جيبوتي وسحقته (بالخمسة النظيفة) مع العلم أن الأخير كان خارج الحسابات لذلك كنا نؤيّد بشدة مقترح سحب نتائج (أصحاب المراكز الأخيرة) ومن ثم تحديد المتأهلين. □ منتخبات لم تحقق الفوز إطلاقاً في تصفيات النسخة الحالية (جيبوتي – مدغشقر – تنزانيا – جامبيا). □ منتخبات لم تحرز أي هدف في التصفيات (تنزانيا)، وأخرى تلقّت أكبر عدد من الأهداف (جيبوتي 24 هدفاً). □ أشهر الغائبين نيجيريا وجنوب افريقيا وإشراقات المتأهلين تمحورت حول تأهل اوغنداوغينيا بيساو. □ حيث نجح المنتخب الأوغندي في العودة للنهائيات بعد غياب دام (38) عاماً بعد أن تصدّر مجموعته التي ضمت إلى جانبه كلاً من بوركينا فاسو وبوتسوانا وجزر القمر. □ ومن هنا نسوق التهنئة لحارس المنتخب الأوغندي والعرين الأحمر (جمال سالم) على عودة منتخب بلاده للظهور في المحفل القاري من جديد. □ أما أم المفاجآت فهى تأهّل منتخب (غينيا بيساو) على حساب حامل لقب نسخة (2012) المنتخب الزامبي بعد أن احتلت الترتيب الأول برصيد (10) نقاط. □ الدولة الصغيرة التي نالت استقلالها في العام (1974) بعد الإطاحة بالحكم البرتغالي لفتت أنظار القارة رغم ضآلة تعدادها السكاني (أقل من مليوني نسمة) ومساحتها حوالي 136 ألف كيلومتر مربع. □ وبالمناسبة غينيا بيساو تعتبر واحدة من أفقر دول العالم حسب مؤشّر الأممالمتحدة للتنمية البشرية. □ حاجة أخيرة كده :: ونحن مؤشرنا يسير بصورة تنازلية.