× أبدى البعض تخوفهم من التعاقد مع المدرب الألماني أنتوني هاي، ويأتي هذا التخوف من منطلق أن القادم الجديد اسم مغمور وغير معروف في عالم الأندية الأفريقية بالرغم من أنه قام بتدريب منتخبات في عدد من دول القارة السمراء. ×وكثيرون يسألون عن انجازات المدرب الجديد، التي ساقته ليكون الخيار الأول لمجلس الوالي بعد النكسة البرهانية. ×ويوصف البعض هذا المدرب بالعاطل، كونه لم يكن عاملا منذ وقت ويتخوفون أن يكون التعاقد من أنتوني من أجل قتل ثورة القبيلة الحمراء التي تفجرت عقب هزيمة هلال إبراهومة بخماسية مذلة. ×الرأي عندي هو أنه من حق الجماهير الحمراء أن تسوق كل هذه التساؤلات وأن تضع يدها على قلبها، ولها أن تطمح في مدرب كبير يقود النادي الفخيم إلى منصات التتويج المحلية والخارجية باقتدار. ×وهذا هو دور الجماهير الأصلي، لأنها تقوم بفتح أعين الإدارة حتى يتفادى الأخطاء، ويعلم أنه يتعامل مع جماهير واعية ومدركة لكل الشؤون بالنادي الذي تعشقه حد الجنون وتنشد رفعته. ×ما أريد أن أطمئن الجماهير المشفقة على فريقها به، هو أن كل الصفات التي وردت في سيرة أنتوني هاي الذاتية، غير مزعجة من ناحية فنية أبدا أبدا. × أهم صفة من صفات هذا القادم أنه مارس كرة قدم في دوريات وأندية محترمة، فلا يمكن لمتواضع القدرات الأدائية أن يلج كشوفاتها العصية بكل تأكيد. ×كما أن الرجل عمل مدربا لمنتخبات أفريقية وعربية فهذه تعطية تجربة عملية تدعم موهبته الأدائية وتجعل منه مدربا كفؤ تسعى إليه الأندية والمنتخبات. ×وعدم الانجازات لا يقدح في قدرة وإماكنية الرجل، وهنالك أندية كبيرة وعريضة تعاقدت مع مدربين حديثي العهد بالتدريب، مثل ريال مدريد مع زيدان وغيره كثر وكثر. × وفي أمر زيدان هذا ، فنذكر الجميع بأن الريال أغال المدرب الهرم أنشلوتي رغم أنه حقق معه كأس أبطال أوروبا، أغال مورينيو وأتى بزيدان الذي لم يدرب أي فريق كمدير فني، ومع ذلك كان خير خلف لأفضل سلف. ×وفيما يختص بجانب عطالته عن الدريب فهذا يحدث لعدة أسباب من بينها وأبرزها عدم وجود العرض المناسب والفريق المناسب وحتى البلد والجو الذي يريده. ×وهذا أيضا يصيب كبار المدربين فعلى المستوى العالمي المدرب الأول في العالم مورينيو كان عاطلا الموسم الماضي بعد أن طرده الريال ورفضته عدة أندية وهو رفض بعضها كذلك. ×وعلى المستوى العربي والأفريقي نجد حسن شحاتة ونبيل معلول، رغم انجازاتهما الداوية على المستوى المحلي والأفريقي،إلا أنهما يظلان عاطلين في كثير من الأوقات. ×الصفات المطلوبة في مثل هولاء المدربين، هي أن يكون رجلا جادا وصادقا في عمله وطموحا صاحب أهداف، وقويا حازما وقت الحزم والقوة، ولينا لطيفا في بعض الأوقات. × وأن يكون ذو خلق وأخلاق ومهنية حقة، تجعله حريصا على اسمه وعمله غير ملوث بالسمسرة والتجارة على حساب سمعة النادي وتاريخه وجماهيره. ×وأن يكون صاحب حكمة وحنكة، وله قوة تحل وصبر على الحوادث والمحدثات، وأن يكون منضبطا ومؤسسيا غير منفلتا أو متوترا. ×وأن يكون جيد التواصل مع اللاعبين ويستطيع أن يقنعهم بعمله وأسلوبه حتى يتمكنوا من تطبيق أفكاره على الملعب. ×ولكن يبقى الأمر المهم والأهم، هو مدى تأقلم المدرب مع الجو السوداني وطبيعة اللاعب وفهمه غير الاحترافي، وسوء ملاعبنا ولخبطة إدارة النشاط ببلادنا. ×وأيضا توفير احتياجاته الفنية من كوادر بشرية وتقنية، وانتداب ما يحتاجه من لاعبين أجانب وإبعاد الخامل في اللاعبين، بلا عاطفة أو مجاملة على حساب النادي الكبير. ×وتقول سيرة المدربين الأكثر نجاحا بالمريخ، لم يكنوا أصحاب إنجازات سابقة، مثل رودر الألماني الذي فاز ببطولة كأس الكؤوس الأفريقية الإنجاز الأعظم للمريخ والكرة السودانية على الإطلاق. ×ومن غير المقبول ولا المعقول أن يطالب البعض بالتعاقد مع مدربين من أصحاب الأسماء اللامعة، فهولاء لهم موانع كثيرة تمنعهم من العمل في بلادنا. × فنحن والحمد لله لا نملك أي مقوم من مقومات عمل كرة القدم الحديثة في كل النواحي، فيجب أن نقدر هذا الجهد المبذول من إدارات الأندية لأنها تتعامل بفن الممكن بقدر المستطاع. الذهبية الأخيرة × وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نسأل، عبد الصمد قاعد ولا ماشي؟