* دخلت بطولة الدوري الممتاز مراحلها الأخيرة والحاسمة والتي ستشهد العديد من المتغيرات والمفاجآت على صعيدي المقدمة ومراكز المؤخّرة. * ولكن كل الأنظار أضحت تتجه نحو مباريات الفرق التي تحتل المراكز من (الثاني) وحتى (الخامس) وهى أندية المريخ والأهلي شندي والهلال الأبيّض والخرطوم الوطني. * وعلى غير العادة ورغم اقتراب الهلال كثيراً من حسم اللقب إلا أن هذا الأمر لا يشكّل أي بعداً جاذباً لمبارياته المقبلة ولا يضفي عليها الإثارة المعهودة لبطولة الدوري قبل الخواتيم فيما يخص التتويج. * الجديد في نسخة الموسم الحالي هو الصراع الرباعي المحتدم على الظفر بالبطاقات المؤهّلة للمشاركات الافريقية والتي باتت تشكّل الهاجس الأكبر للفرق الأربعة وليس التتويج بلقب الممتاز. * حتى وسائل الإعلام والجماهير باستثناء (بعض) الزرقاء تصب جام تركيزها على مباريات الرباعي المذكور ولا تأبه كثيراً بمواجهات الهلال وهو أمر متوقع جداً بعد أن أضحت قوة المنافسة تنحصر في كيفية الحفاظ على المركز المؤهّل للمشاركة الإفريقية أو القتال حتى الرمق الأخير للبقاء في الممتاز بالنسبة لفرق المؤخّرة. * وجود المريخ ضمن رباعي السباق الإفريقي (على غير العادة) منح التنافس نكهة خاصة وظلّت جميع المباريات التي طرفها الرباعي أعلاه محط أنظار الجميع قياساً على اقتراب الفارق النقطي بينهم وإمكانية ازاحة أي منهم للآخر. * وهى وضعية لا تليق بالمريخ ولا تعجبنا أو تسعدنا ولكنها كرة القدم في النهاية ومتعتها في الإثارة والتشويق. * المريخ مواجه عصر اليوم باختبار من العيار الثقيل ومباراة تعتبر مفترق طريق بالنسبة لحظوظه للمنافسة على المركز الثاني المؤهّل لدوري الأبطال وعدم التدحرج للكونفدرالية. * صحيح أن خصم المريخ (الأهلي مدني) لم يفز سوى (ثلاث) مرات في آخر (عشر) مباريات إلا أنه ظل يلعب بقوة دفع رباعي عندما يواجه القمة تحديداً ودونكم مباراته الشهيرة أمام الهلال وتحكيم السموأل المنحاز. * لذلك يتعين على الجهاز الفني ولاعبي المريخ أن لا يعتمدوا على نتائج ومستويات سيد الأتيام خلال المباريات الأخيرة ويدخلوا للتباري معه بحس المباراة المفصلية وهى فعلاً كذلك. * الأهلي مدني خاض بأرضه حتى الآن (16) مباراة فاز في (6) وخسر في (5) وتعادل في مثلها. * وللمفارقة العجيبة لم يكسب الاهلي مدني بأرضه أي من أصحاب المراكز الخمسة الأولى حيث خسر من الهلال الأبيّض (0-1)، ومن الأهلي شندي (1-2)، ومن الهلال بأمر السموأل (0-2)، ومن الخرطوم الوطني (0-3) ويواجه فريق المقدمة الخامس الذي يحتل المرتبة الثانية عصر اليوم. * أي تعثّر للمريخ لا قدّر الله سيدخلنا في حيص بيص نحن في غنىً عنه خصوصاً في ظل النتائج المهولة التي بات يحققها كل من النمور والأولاد وهلال التبلدي ومواصلتهم للانتصارات المتتالية. * الأهلي شندي تحديداً يشكّل خطراً داهماً على الأحمر خصوصاً بعد رقمه الذي حققه حتى الآن والذي لم يقو أي فريق بممتاز الموسم الحالي على تحقيقه وقابل للزيادة. * الرقم المذكور يتمثّل في تحقيقه (لتسعة) انتصارات متتالية خلال المباريات العشر الأخيرة. * ليس هذا فحسب بل أن خط هجومه الذي انتفض فيه النيجيري كلتشي اوسونوا أحرز خلال المباريات التسع (25) هدفاً ولم تتلق شباكه سوى (4) أهداف خلال نفس العدد من المباريات. * وهى أرقام تعتبر مخيفة أمام دفاع المريخ الهش وهجومه السلبي والذي يحتاج لعمل كبير وسريع لمجابهة انطلاقة النمور. * لذلك يتعين على لاعبي المريخ أن يظفروا بنقاط اليوم حتى يدخلوا للقاء الأهلي شندي بوضعية نفسية أفضل وحافز أكبر. * أما في حالة حدوث تعثّر لا قدر الله فإن مباراة المريخ المقبلة أمام الأهلي شندي ستكون سهلة للفريق الضيف وغاية في الصعوبة للأحمر. * لو كان الاتحاد يعي حجم منافسته جيّداً وملم بكيفية إدارة منافسة تتكون من (18) فريقاً لجدول مباريات خماسي المقدمة في يوم واحد وتوقيت واحد. * تحقيق الفوز عصر اليوم على الأهلي مدني أمر لا مناص منه على الإطلاق وأي نتيجة باستثناء ذلك ستنسف الكثير من الأشياء بكوكب المريخ. * حاجة أخيرة كده :: مباراة لإتلاف الأعصاب.