أحد أشهر إستثمارات المغتربين خلال الفترة الماضية وبعض منها خلال الفترة الحالية هى الحافلة التي تنقل الركاب والتي تختلف تسميتها وفقاً لسعتها وشركتها المصنعة وشكلها (روزا – كوستر مربع – شريحة – كريز) والعديد من الأسماء التي يتم تداولها. * حتى أنني أذكر أن الحافلة الروزا (ميتسوبيشي موديل 1998) كانت تلقب (بالدونجا) لأنها ظهرت أثناء بطولة كأس العالم بفرنسا عام 1998 حيث كان قائد المنتخب البرازيلي وقتها هو (كارلوس دونجا). * غالبية المغتربين وضعوا معظم إن لم يكن (كل) مدخراتهم لمواكبة ثورة (الروزات) ولمجابهة منصرفات المنزل التي تتصاعد يوماً بعد يوم وحتى يريحوا أنفسهم من عناء (التحويل) والإرسال بين الفينة والأخرى. * النقَاطة كانت هى الملاذ الآمن للمغترب كاستثمار سريع ومستمر ولكنها للأسف الشديد اصطدمت بعوامل (غياب صاحب الوجعة) وبعض (ضعاف النفوس) حتى أصبح بعض السائقين يتعامل مع (الحديدة) بآلية (جلداً ما جلدك جر فوقو الشوك) حتى يؤول مصيرها إلى أشهر ميكانيكيي التوضيب والعمرات (كحماد وود السوق) ومن ثم البحث عن (المخارجة) منها بأي سعر. * المغترب حرص على الادّخار وخطط لاستثمار أمواله وسعى بشتى السبل لتوفير مصدر دخل ثابت لأسرته ولكنه اختار (السائق) الخطأ الذي أنهى حداثة الكوستر أو الدونجا أو الشريحة. * الغربلة التي اجتاحت ديار المريخ عقب نهاية الموسم (الكابوس 2016) تبدو مثالية للغاية من جميع النواحي لأن العمل في شتى المجالات المتعلّقة بتطوير نادي المريخ يتم الإعداد له بدقة شديدة وحرص وتفانٍ على التجويد سواء على صعيد مصادر الدخل وموضوع الاستثمار أو إعادة هيكلة فريق الكرة. * ملف التسجيلات رغم بعض الهنات الطفيفة نجده أنجز بصورة جيّدة تحفّز للتفاؤل وتدعو لنسيان موسم النكسة والهبوط الاضطراري على مدّرج وصافة الدوري ومغادرة بطولة الكأس من دورها نصف النهائي إضافة لوداع افريقيا منذ وقت مبكّر. * حالة الهياج التعاقدي الحالية تبدو منطقية للغاية عقب موسم سيئ وضعيف من كل النواحي إضافة لمشاركة الأحمر في منافستين خارجيتين (أبطال افريقيا وكأس العرب) إضافة لبطولتي الدوري والكأس. * أجمل مافي تسجيلات (المحترفين) هذه المرة أنها تمت بعيداً عن النهج التقليدي السابق والذي كان يعتمد على (إجراء الإختبارات للمحترف) بالتدريبات أو إشراكه في إحدى المباريات الودية. * حيث اعتمد الأحمر خلال الميركاتو الحالي وخصوصاً في ملف الأسماء الأجنبية على لاعبين تمت (متابعتهم) ومشاهدتهم ورصدهم ولهم بصمة معروفة بأنديتهم. * أما التعاقدات المحلية ورغم التحفّظ على إعارة بعض الأسماء فنجدها أيضاً جيّدة لحد ما خصوصاً بعد أن عانت دكة بدلاء المريخ خلال الموسم الماضي من العناصر الخاملة والسلبية والفاقدة للروح. * ولكن في خضم هذه الجودة وتلك الدقة المقبولة في ملف الإنتدابات إلا أن ما يحدث الآن هو شراء (روزا) وتسليمها (لسائق) لا يمتلك من الخبرة ما يؤهّله لدخول معمعة المواقف ومتى يقوم (بجر الشارع ومتى يقف في النمرة). * عناصر المريخ الحالية والانتدابات الأجنبية النموذجية تحتاج (لسائق) فني من نوع خاص وإلا فإن مصير المريخ لن يختلف كثيراً عن مصيره مع (كوتة مدربي 2009 وكاربوني 2010 وبلبلة 2014 لوك ايمال 2016) لأن الألماني انطوان هاي أصغر بكثير من منظومة لاعبي المريخ الحاليين. * الإصرار على مواصلة التعاقد مع الألماني أنطوان هاي يمكن أن يهدم كل هذا المجهود الكبير وجماهير المريخ في غنىً تام عن مشاهدة فريقها يغادر منذ الأدوار الأولى لبطولة افريقيا ويتقهقر محلياً. * التعاقدات الوطنية الجديدة إضافة للمحترفين وعودة المجنسين باسكال وكلتشي مع عظم الفريق المكون من الحرس القديم كل ذلك يقودنا للإقرار بوجود وفرة كبيرة ونوعية في العناصر تتقارب في مستوياتها وتحتاج (لعقل تدريبي ماكر وذكي وحماسي) للقدرة على تكوين توليفة رئيسية متجانسة وعدم إهمال (البديل). * على لجنة تسيير المريخ أن تحاول جاهدة إصلاح ما يمكن اصلاحه في هذا الملف خصوصاً في ظل ظهور الأحمر في أربع بطولات رسمية منها (بطولتان) على مستوى القارة. * فالألماني عرف العمل أكثر مع المنتخبات (الضعيفة والمغمورة) ولم تكن تجاربه بالأندية ذات سمعة بل أنه في الكثير من الأحيان كان يركز على العمل في الحقل (الإداري الفني) بعيداً عن التدريب الفعلي. * مع العلم أنني ضد فكرة (تكرار) الأسماء الفنية عقب الفشل الذريع الذي صاحب عودة كروجر (ثلاث مرات) واوتوفيستر (مرة) ومحسن وبرهان (مرة) فقط ابحثوا عن إسم أفضل من (هاي). * حاجة أخيرة كدة :: نسبة نجاح مدرّب المنتخب عندما يتقلّد تدريب الأندية ضئيلة جداً.