* أنهت لجنة التسيير المريخية تكليفها، باجتماعٍ قاده رئيسها الأخ جمال الوالي، وحولت الكرة إلى ملعب الوزير اليسع صديق، ليفتي في أمر من يتولون قيادة النادي في الفترة المقبلة. * اليوم ستقدم اللجنة كتابها بيمينها للوزير، وتفسح له المجال كي يختار من يراه مناسباً لخلافتها. * إن مدد أجلها فلن تتوانى في مواصلة عملها المتقن، وإن قرر اختيار غيرها فلا يوجد من بين أعضائها متهافت على منصب، أو حريص على مقعد. * الثابت أن غالبية أنصار المريخ راضون عن أداء اللجنة، لأنها أنجزت عملاً مهولاً، وأدارت الملفات المعقدة التي أسندت إليها بدقة واحترافية ونظام دقيق، بخلاف أنها أرست قواعد جديدة للعمل الإداري في النادي الكبير، وشرعت في إحداث تغيير جذري في نهج إدارة المريخ، بالسعي إلى تفجير طاقات شعبه المليوني. * محصلة لجنة الثمانية وعشرين عامرة بالنجاحات، ولا تخلو من الإخفاقات. * ذلك أمر طبيعي، إذ ما من عمل عام يخلو من الزلل. * حتى تباين مردود الأعضاء طبيعي، لأن قدرات الناس ليست متساوية. * لكن الثابت أن النجاح غلب على الفشل، وأن التوفيق كان حليف اللجنة التي تولت إدارة النادي في ظرفٍ عصيب ومعقد، وواجهت مهام صعبة، تطلبت منها أن تبذل جهداً كبيراً، وتنفق مالاً ضخماً، ففعلت ذلك بقوة وإتقان، وأفلحت في إعادة الاستقرار إلى ساحة الزعيم، ورفعت معنويات جماهيره بحمد الله. * لست بمعرض إيراد إنجازات اللجنة، لأنها معلومة للكافة، لكنني أقول بكل ثقة، ومن خلال معايشة يومية ومشاركة شخصية في معظم الملفات المذكورة، أنها قطعت شوطاً بعيداً في حل أكبر معضلة ظلت تواجه المريخ منذ إنشائه باسم المسالمة في العام 1908، وأعني بها معضلة التمويل. * في ما مضى لم تكن تلك المعضلة تشكل هاجساً كبيراً للمريخ، لأن دخله كان يغطي معظم صرفه، لقلة كلفة المشاركات المحلية والقارية، وكان أقطاب النادي والميسورون من أقطابه يتولون (سد الفرقة) من حر مالهم، بلا كبير عناء. * خلال السنوات الأخيرة حدثت متغيرات اقتصادية كبيرة في السودان عموماً، وفي كرة القدم على وجه الخصوص، وصارت المشاركة في البطولات المحلية والخارجية تكلف مليارات الجنيهات، فاتسعت الشقة بين الدخل والمنصرف، وازدادت معاناة الأندية مادياً، وتعاظمت الحاجة إلى دعم الأفراد لتغطية الفارق الكبير بين الإيرادات والمصروفات. * فرضت تلك المستجدات على كل الأندية المزيد من الاعتماد على الميسورين، وحدث ذلك على حساب المؤهلات الواجب توافرها في من يقودون الأندية الكبيرة، وأصبح الثراء العنصر الأساسي لاختيار القادة، وتم ذلك على حساب المؤهلات التي يفترض توافرها في من يتم تقديمهم للمناصب الرئيسية (الهلال نموذجاً). * لجنة التسيير المريخية تمتعت بقيادة أحد أسخى رجالات المريخ مع المريخ عبر التاريخ. * ترأسها جمال الوالي الذي حمل عبء الصرف على النادي منفرداً لمدة 14 عام، لكن ذلك لم يعم عيون أعضاء اللجنة عن ضرورة الانتباه إلى حقيقة أن الوالي لن يدوم للمريخ. * لذلك سعت اللجنة بكل قوتها إلى تنشيط ملف الاستثمار في النادي، وتم ذلك على مسارين، الأول بسعي مباشر إلى تفجير طاقات مجتمع المريخ باستنفار أكبر عدد من ميسوريه، كي ينالوا عضوية مجلس الشرف الأحمر، ويقدموا مساهمات مقدرة، يتوقع لها أن تبلغ في مجملها مليارات الجنيهات. * وسعي آخر لاستثمار أراضي المريخ، وموقعها المتميز بإنشاء مشاريع تسويقية عليها. * قطعت اللجنة شوطاً بعيداً في إنشاء مجلس الشرف، الذي تحول إلى أجمل واقع، وشارف عدد من طلبوا عضويته على خمسمائة فرداً، وأنجزت عملاً مقدراً في الملف الثاني، والمتعلق بعقد الشركة الصينية. * أكدت استهلالية مشروع مجلس الشرف الأحمر أن المريخ يمتلك رجالاً يسدون قرص الشمس، وأن طاقات شعبه يمكن أن تغطي كل احتياجات النادي، لو أحسنت إدارتها، وأفسحت الأبواب لاستيعابها، ووجدت من يفجرها، كما حدث في الأيام السابقة. * أكد مجلس الشرف أن أبناء المريخ لا يتأخرون في دعمه متى ما حظوا بمن يعينهم على تقديم مساهماتهم، وقدم لهم مشروعات نوعية، يسهل تنفيذها، ولا أدل على ذلك من تدافع مريخاب الأرض من كل قارات الدنيا للمشاركة في مجلس الشرف الأحمر. * أهم ما يحسب للجنة التي ترجلت بالأمس أنها أفلحت في إعلاء مبدأ العمل الجماعي، بتوزيع الأعضاء على خمسة قطاعات، عملت كلها بنشاطٍ عالٍ وهمة أكيدة، لإنجاز المهام التي كلفت بها. * اتضح من خلال عمل تلك القطاعات أن ارتفاع عدد أعضاء اللجنة لم يكن سالباً، وأن رؤية الأخ جمال الوالي في توسيع قاعدة المشاركة كانت تحمل رؤية لا تخلو من الحكمة، بسبب كثرة الملفات المراد إنجازها. * كلنا انتقدنا اختيار 28 عضواً في اللجنة، وظننا أن ارتفاع العدد سيكون مدعاةً للخلاف الاتكالية والتنافر، لكن الثابت أنه ساهم إيجاباً في إنجاح عمل اللجنة، لأنها أحسنت التعامل معه. * تم توظيف أعضاء اللجنة في خمسة قطاعات، عمل كل واحد منها كمجلس إدارة منفرد. * أشهد لهم أنهم أخلصوا في عملهم، واجتهدوا في إنجازه بأعلى درجات التفاني والإخلاص. * لذلك حق لجماهير المريخ أن تقدر صنيعهم، وتثمن عملهم، وتشكرهم على جهدهم السخي. * كتر خيركم، ما قصرتوا في خدمة الزعيم. آخر الحقائق * أرجو من أحبائي في المريخ أن يسمحوا لي بشكر زملائي في اللجنة، لأنني كنت شاهد عيان على عملهم المتقن، وسعيهم الدؤوب لرفعة شأن المريخ. * الشكر يبدأ بقائد المسيرة.. شيال التقيلة ودخري الحوبة جمال الوالي. * صدق من قال: جمال المريخ في جمال. * كل كلمات الثناء لن توفي هذا الرجل المخلص الخلوق المحب للمريخ حقه، ولن تصف ما قدمه لناديه. * واجه أكبر حملة استهدفت تشويه صورته، والحط من قدره، والتشكيك في قدراته الإدارية والمادية، فصبر وصمد ولم يجفل، وتحمل غالبية العبء المادي بسخاء ليس مستغرب فيه. * يكفي أنه دفع 25 مليار جنيه من حر ماله لتمويل تسجيلات المريخ الأخيرة. * أما إنجازه الأكبر فيتمثل في ابتعاده عن احتكار القرار، وحرصه على فسح المجال أمام كل قطاعات المجلس كي تؤدي دورها بما تراه مناسباً لتسيير العمل. * غاب الوالي عن السودان في غالبية فترة تكليف اللجنة، ولم يحضر معظم اجتماعاتها بسبب ظرفه الأسري المعلوم للكافة، ولم ينقض أي قرار تم اتخاذه في غيابه. * أمس أطنب الوالي في توجيه الثناء لأمين المال رمرم، وأوفاه حقه، وهو يستاهل. * رمرم إضافة نوعية لرصيد العمل الإداري ف يالمريخ. * حتى عبد الصمد محمد عثمان الذي ابتعد عن اللجنة في خواتيم أيامها لن ننكر أنه بذل جهداً كبيراً في خدمة النادي، وصرف مالاً كثيراً عليه. * اختلافنا معه في الرؤى لن يمنعنا من ذكر محاسنه. * نعتذر له إن أغلظنا في حقه، ونرجو أن يعاود الكرَّة ليواصل مع زملائه لو تم تكليفهم بمواصلة المهمة. * نختلف في المريخ ولا نختلف عليه. * اختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى. * من قبل اختلفنا مع عصام الحاج ونادر مالك (واتماسكنا الحزز) وعدنا للعمل في مجلس واحد كأن شيئاً لم يكن، لأن الأمر ليس شخصياً. * الفريق عبد الله، عصام الحاج، الفريق طارق وبروف هاشم الهدية، كبار المجلس وأهم أعمدته، قدموا نموذجاً يحتذى في كيفية خدمة المريخ، ووضعوا خبراتهم النوعية تحت خدمته. * رمرم، متوكل، حاتم، خالد شرف، طارق التني، حمد السيد، عبد الرحمن إبراهيم، حجوج، أدروب، عبد التام، مدلل، مستر علاء الدين، طارق زروق، محمد الريح، محمد محي الدين (ميدا)، الهاشمان (الزبير ومطر)، نادر مالك، محمد موسى، أبو زيد، سيف الدين حسن بابكر، تشرفت بالعمل معكم في لجنة الإنجازات الكبيرة. * أتمنى أن ألتقي بكم في ساحة جديدة من ساحات المريخ الفسيحة الجميلة، سعياً لرفعة الكيان الجميل. * كنا نتمنى أن يوافق الدكتور محمد بشارة ناصر على العمل في اللجنة، لكنه تحفظ واستجاب لرأي مجموعته، وانحيازه للمؤسسية يحسب له لا عليه. * ختاماً نشكر الوزير اليسع صديق، الذي أحسن الاختيار، وأفلح في تعيين (لجنة كفاءات) أعادت للمريخ وهجه المفقود، وقدمت عطاءً متميزاً وعملاً ضخماً يحسب للوزير قبل اللجنة. * أثقلنا عليه في السابق، ومن حقه علينا أن نمدحه في ختام فترة التكليف. * غداً بحول الله نواصل ما انقطع من حديث عن جماعة الساهلة، وناس الشريف الرضي!! * آخر خبر: تشرفت بكم.. أتمنى التوفيق لخلفكم.