* لو اجتهد فريق كمبالا سيتي اليوغندي وأجاد وقدم مستوىً استثنائياً في لقاء الأمس لفهمنا وعقلنا وتقبلنا خسارة المريخ أمامه! * لكن المصيبة تكمن في أن صاحب الأرض خسر أمام فريق متواضع بمعنى الكلمة. * لم يصنع كمبالا سيتي سوى فرصة حقيقية واحدة، وحدث ذلك في الشوط الثاني، ولم يسجل منها هدفاً بعد أن ارتطمت الكرة بأسفل القائم وعادت لمهاجم خالي من الرقابة.. واجه ا لمرمى المفتوح وأرسل الكرة إلى المدرجات بمنتهى الرعونة! * لم يقدم الفريق اليوغندي أي شيء خارق للعادة! * لعب بمستويً عادي، ولم يتميز إلا بارتفاع معدل اللياقة البدنية للاعبيه، ومع ذلك هزم المريخ بهدفين نظيفين ووضعه على مشارف الخروج من الدور التمهيدي لدوري الأبطال! * وقعت الهزيمة لأسباب عديدة، مبتداها سوء تدبير كروجر الذي تعامل مع أهم مباريات فريقه في الموسم بعقلية غريبة وفشل في وضع التنظيم المناسب والتشكيل الصحيح، فأحرج نفسه، وصعب مهمة لاعبيه، وأحبط الجماهير بهزيمة مرة في عقر الدار. * كانت أجواء المريخ هادئة قبل المباراة! * لكن كروجر فاجأ الجميع بقرار مربك، صنع به حالة عالية من التوتر، بإبعاده لهيثم مصطفى من القائمة المرشحة لخوض المباراة! * لا ندعي أن وجود هيثم كان سيمنع الهزيمة، لأن البرنس ليس رجلاً خارقاً ليغير النتيجة منفرداً! * لكن كروجر كما (كتبنا بالأمس) وتر أجواء فريقه بلا مبرر، وحرمه من خدمات صانع ألعاب متمرس، وقائد محنك، كثيراً ما شاهدناه يؤدي دور المدرب الثاني من داخل الملعب! * احترمنا قرار كروجر قبل اللقاء، ورجونا أن يكون صحيحاً، من منطلق أنه أدرى بحال فريقه وظروفه، لكن مجريات لقاء الأمس أكدت أن الألماني عاقب المريخ ولم يعاقب هيثم. * خلال الحصة الأولى بدا كروجر متفاجئاً بسوء مردود فريقه، لأنه وضع لاعباً زائداً عن الحاجة في الوسط، وحرم فريقه من خدمات المهاجم الثاني مع أنه كان مطالباً بالفوز على أرضه وبين جماهيره. * حاول الألماني أن يصلح حاله فزاد طينته بلةً بإقدامه على إجراء تبديلين لم يخل أحدهما من التسرع! * كان خروج باسيرو مبرراً لأنه ظهر فاقداً للتركيز، وظل يمرر معظم الكرات التي وصلته إلى الخصوم! * لذلك كان استبداله منطقياً! * لكن التبديل غير المنطقي ولا المفهوم تمثل في إخراج الإثيوبي شميليس! * بخروج الإثيوبي فرض كروجر على فريقه أن يلعب بلا صانع ألعاب، لذلك كان من الطبيعي أن يفشل في تحويل سيطرته الميدانية إلى أهداف! * ازداد الطين بلة بالمستوى المهزوز لتراوري، الذي وضحت عليه آثار الابتعاد الطويل عن اللعب التنافسي، فأخفق في تحويل عدة فرص سهلة إلى أهداف. * واكتملت فصول المأساة بإهدار باسكال لركلة الجزاء التي ارتكبت مع فيصل موسى، وقد ذهبت بإهدارها آخر بارقة أمل في تعديل النتيجة. * لو سئل كروجر لماذا أبقى على راجي السلبي ولماذا أخرج شميليس لما حار جواباً! * ماذا قدم راجي ليبقى طيلة زمن اللقاء؟ * هل صنع أو سدد أو شكل أي فعالية على المرمى اليوغندي؟ * خلال لقاء الأمس شاهدنا العديد من المستجدات التي لم يهيئ كروجر فريقه للتعامل معها خلال فترة الإعداد. * شاهدنا راجي يلعب كطرف أيمن، وذلك لم يحدث في أي مباراة للمريخ بالدوحة ولا بعد العودة للخرطوم! * شاهدنا رمضان يلعب في المحور، وذلك جديد لم نر له سابق تجربة في مباريات الإعداد! * وشاهدنا مهاجمين اثنين في الملعب، وهما تراوري وعنكبة مع أن كروجر لم يشركهما معاً حتى في التمارين التي سبقت اللقاء! * وشاهدنا صانعي الألعاب (هيثم وشمليس) خارج الملعب معاً، مع أن الألماني درج على الاحتفاظ بأحدهما في الملعب في كل مباريات التحضير. * باختصار شاهدنا فريقاً عاث فيه مدربه فساداً، واكتملت حلقات سوئه بالمستوى الهزيل، وغياب التركيز، وضعف الجانب النفسي للاعبين لم يتعودوا على استنهاض الهمم لتعويض التأخر في النتيجة. * الهدف الأول لكمبالا سيتي يتحمل مسئوليته أكرم الهادي تماماً، لأنه فشل في تغطية الزاوية القريبة، وأخفق في صد كرة سهلة، مرت بين يديه إلى الشباك، وأصابت مرمى المريخ بهدفٍ مفاجئ أربك لاعبيه، وهز ثقتهم في أنفسهم، ورفع معنويات الخصوم. * قبل أن تستوعب جماهير المريخ صدمة الهدف الأول، فوجئت بشباك أكرم تهتز للمرة الثانية بخطأ دفاعي بالغ السذاجة، نتج عن سوء التنظيم الدفاعي، وتواضع فكر المدافع الغاني غاندي ، الذي أكدت مباراة الأمس من جديد صحة ما كتبناه عن أن معظم الكرات التي تصل شباك المريخ تأتي من ناحيته! * اندفع غاندي وغطى التسلل بعد أن توقف زملاؤه، وعندما وصلت الكرة للمهاجم لم يضغط عليه ليمنعه من التسديد! * أما الطاهر الحاج (اللاعب الزجاجي سهل الخدش) فإشراكه أساسياً في أي مباراة يعني حاجة الفريق لإجراء (تبديل اضطراري) لأنه نادراً ما يكمل أي مباراة من دون أن يتعرض للإصابة! * خسر المريخ وبات بحاجة إلى معجزة لتخطي التمهيدي، وتلك مصيبة في نظر أنصاره المفجوعين! آخر الحقائق * الإشراقة الوحيدة في لقاء الأمس تمثلت في جماهير المريخ، التي احتشدت بكثافة كبيرة، وشجعت بمنتهى التحضر، ووفرت للاعبيها إسناداً قوياً حتى آخر ثانية من عمر اللقاء، ولم تجد منهم سوى الخذلان. * خسر المريخ ولم يخرج أي مشجع عن الخلق القويم. * بل إن أنصار الأحمر بادروا بالتصفيق للاعبي كمبالا سيتي وحيوهم على انتصارهم بعد نهاية اللقاء. * حضر الجمهور وغاب الفريق. * أدى المشجعون دورهم على أفضل ما يكون وقصر كروجر ولاعبوه. * استمرار غاندي في الطرف الأيسر يعني أن الناحية المذكورة تظل بوابة مشرعة نحو المرمى الأحمر! * لا يمتلك الغاني أي مميزات في الدفاع. * في الموسم الماضي تميز بقوة تسديداته وإجادته لتنفيذ الضربات الثابتة. * حتى الميزة الوحيدة راحت مع الريح في مطلع الموسم الجديد. * توقعنا من كروجر أن يحول أمير إلى قلب الوسط في الحصة الثانية كي يستفيد من برود أعصابه وإجادته للتمرير في بناء الهجمات من منتصف الملعب. * لكنه احتفظ به في الدفاع بعد أن اكتفى اليوغنديون من الهجوم. * أبقى كروجر على باسكال الذي يمرر في الآوت أكثر من تمريره للزملاء، مع أنه كان أغزرهم حركة وأوفرهم مجهوداً على مدار الشوطين. * تحضير ممل، إيقاع بطيء، تمريرات خاطئة بالجملة، سهلت مهمة اليوغنديين. * فعالية المريخ في الثلث الأخير صفر كبير. * نتمنى كامل التوفيق لفرسان الإكسبريس العطبراوي في لقاء اليوم. * هل خرج المريخ من البطولة؟ * المنطق يؤكد أن مهمة الفريق تلامس سقف المستحيل. * وأن فاجعة الخروج المبكر من البطولة الإفريقية على وشك الحدوث للموسم الثاني على التوالي. * تعامل كروجر مع فريقه وكأنه جديد عليه. * إذا وجدنا العذر للتونسي الكوكي في الموسم السابق، فماذ عذر الألماني في الحالي؟ * لا يمتلك الفريق ما يخسره بعد أن تواضع وخسر على أرضه. * الفريق اليوغندي عادي، لكن المريخ ظهر دون العادي بكثير. * الفاصل من المباراتين أسبوع واحد، ونحمد للكاف أنه أعفانا من مشقة الانتظار الطويل في الموسم الحالي. * على كروجر أن يحاول إصلاح ما أفسده في الخرطوم بأداء مباراة هجومية الطابع في كمبالا. * آخر خبر: يا طابت يا اتنين عور.