* يقدم بكري عبد القادر المدينة، مستويات عالية ومقنعة مع المريخ، وظل بكري المدينة طوال فترته بالنادي الزعيم، يمثل مصدر سعادة لأهل الكوكب الأحمر في كل المباريات التي يكون المريخ طرفا فيها، وعلى وجه أخص المباريات الكبيرة وعريضة… * ما يقدمه بكري من جهد وعرق، يجب أن يحاكيه ويقلده بقية عناصر الفريق، حتى لا ينتقص قدرهم وتجرفهم أقلام الكنس في مايو. * صحيح أن واجب لاعب كرة القدم تقديم الأجود والأفضل ، ما دام أنه متعاقد ومستلم أموالا متلتلة، لكن كرة القدم علمتنا أن من يستلم المال ويحقق المراد يرقد بلا حراك، كما هو الحال عند أمير كمال. * الرأي عندي هو، أن ما يقدمه بكري من جهد وحماس وقتال على الكرة في جنبات الملعب، وما يبعثه من رفع للمعنويات ، وشد للعمل والأداء الرجولي تجاه زملاء، وعلى المدرجات، يفوق بكثير إحرازه للأهداف، التي هي قيمة كرة القدم بكل تأكيد. * إحراز الأهداف يعتبر هي الغاية، التي من أجلها توضع التنظيمات ، وتبتكر التكتيكات، وتعقد الكورسات وتندب لها أعلى اللاعبين قيمة ومستويات، ولكن تبقى خدمة ما قبل إحراز الأهداف، أمر مهم ولا يقل حاجة من إحرازها، وبدونها لن تتحقق الغاية التهديفية أبدا أبدا. * ما يقوم به العقرب يؤكد إصرار اللاعب على التطور وإقناع الكافة بعظمة عطائه الثر، ويؤكد بأنه لاعب محترف بحق وحقيقة، لا يعرف الخمول ولا الكسل والتلكؤ البغيض، بل يقوم بواجبه وزيادة، بصورة تجعلنا نرفع له الأكف تحية وإجلالا تقديرا وتثمينا. * لوترك بكري محاككة لاعبي الخصوم بلا كرة ، وكذلك بعض الحكام، كان يكون في قامة كريستيانو وميسي وكل كبار كرة القدم . * فلاعب الكرة الكبير يترفع عن الصائر وحتى الكبائر منها، لأجل حفظ صورة طيبة في ذهن المتابعين، ولا يشتت فكره وفكر زملائه كما نرى في تصرفات كبار اللاعبين. * نلاحظ كيف ينفعل اللاعب الكبير ويثور في وجه الحكم وخصمه ، ثم يهدأ ويتمالك أعصابه بل ويلحقها ببسمة عريضة تشير إلى أشياء كثيرة وعديدة، يفسرها الناس كل حسب مقياسه. * بكري المدينة يعتبر اليوم هو اللاعب السوبر في الملاعب السودانية، وينافس بقوة أفريقيا وعربيا، ربنا يحفظه ويتولاه. * مثل سلوك بكري وعمله المخلص نفتقده بشدة في الكرة السودانية، وها يرجع إلى فكر وثقافة اللاعب الذي لا يتعامل في كثير من الأحيان بعقله وواجبه، ويميل للمزاجية والعشوائية القبيحة. * أتمنى أن تقوم المجموعات التشجيعية بالاحتفاء بهذا اللاعب و بجهده الوفير في خدمة المريخ، ولولا هذا الفتى العقرب لما تخطى الأحمر عقبة ريفرز النيجيري إطلاقا. * كلما أراحنا بكري بفنه وعطائه، نجد هناك لاعبين يكرهوننا لعبة كرة القدم من أساسها، بسبب تسكعهم وتمردهم وتفكيرهم الغلط، ومع هذا كله لا يجدون الردع من الجهازين الفني والإداري على السواء. * ظهر المريخ عشية أمس بتشكيل جديد أمام فريق الدفاع الدمازين، على منافسة كأس السودان. * بدأ غارزيتو المباراة بتسعة لاعبين لم نرهم من قبل في البداية، ولم يدفع معهم سوى كونلي والغربال. * تمنيت والله لو أراح غارزيتو كونلي في هذه المباراة السهلة، وأعطى الفرصة للاعب آخر منذ البداية مثل إبراهيم جعفر، ولكن يبدو أن الخبير لا يأمن كرة القدم، حتى إن كان خصمها في ضآلة الدفاع الجوي . * أجمل ما في مباراة الأمس هو تسجيل محمد عبد الرحمن، والمعروف أن الغربال رغم مستواه الجيد لكنه لم يسجل في أي مباراة، رغم توفر الفرص له، والحمد لله أمس قد عيون الشيطان والناس. * دائما أسأل نفسي المريخ ده يتقطع، وهو يشارك في الدوري الممتاز وكأس السودان والعرب. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، لك التحية بكري عبد القادر العقرب، وستظل هرماً في كوكب الأحمر.