* هل شاهدتم الطريقة التي احتفل بها المالي تراوري بهدفه في مرمى الخرطوم أمس؟ * الصحيح أن نسأل: لماذا رفض تراوري الاحتفال بالهدف؟ * الإجابة سهلة، لم يظهر اللاعب المذكور بالمستوى المطلوب كنتيجة طبيعية لابتعاده الطويل عن اللعب التنافسي، (وقد فصلنا ذلك في مقالاتٍ سابقة)، فتعرض إلى هجمة شرسة من متشنجين أدمنوا الصياح في وجهه والإساءة له في المباريات السابقة. * لذلك بدا المالي مغبوناً، ورفض الاحتفال بهدفه الرسمي الأول مع المريخ، بل سالت دموعه وبللت وجهه. * أعجبتني الطريقة التي هنأ بها لاعبو المريخ زميلهم، وسعدت بإصرار أكرم الهادي على الركض من مرماه حتى منطقة جزاء الخرطوم كي يهنئ تراوري ويحتضنه، ويخفف عليه بعض ما يشعر به من ألم. * ما حدث لتراوري ظل يتكرر مع الكابتن إبراهيم حسين (إبراهومة) لفترةٍ طويلةٍ، حيث تخصص بعض المتشنجين في شتمه بألفاظٍ يعف اللسان عن ذكرها، وتعدت الإساءات شخص إبراهومة لتصل والدته وأسرته. * أمس انتهت مسيرة إبراهومة مع فرقة المريخ، بعد أن تقدم باستقالته وأخلى موقعه. * جاءت مباراة الوداع جيدة في مجملها، وحوت إنصافاً للمدرب الشاب، الذي وضع توليفة متميزة منحت المريخ نصراً جميلاً على أحد أقوى فرق الممتاز، ومع ذلك لم يسلم إبراهومة من الإساءات!! * وقفت نفس المجموعة المتشنجة التي ظلت تترصده خلف السياج، وأشبعته سباً وقذفاً وإساءة! * ترقرقت الدموع من عيني إبراهومة، وقدرت حزنه وقتها، وجاء العزاء ممن يستحقون أن ينالوا لقب (صفوة) حقاً، فهتفوا له، وشكروه على ما قدمه لناديه. * بين هؤلاء أولئك يتضح الفارق بين من يعشقون المريخ بصدق ويشجعونه بوعيٍ وتحضر، ومن تنطبق عليهم مقولة (من الحب ما قتل)!! * هل يستحق إبراهومة الذي منح المريخ معظم سنوات عمره تلك المعاملة القاسية؟ * هل يستحق البذاءة والإساءة؟ هل يعتقد المنفلتون الذين يسيئون لخلق الله بألفاظٍ يعف اللسان عن ذكرها أنهم يخدمون المريخ بمثل هذه السلوكيات القميئة؟ * لماذا يتساهل رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن في الإستادات مع من يرددون تلك البذاءات؟ * يجب على جماهير المريخ أن تحارب هذه الظاهرة، وتنقي صفوفها من المندسين وتسلم كل من تسول له نفسه أن يشتم الآخرين ويسب أمهاتهم وآبائهم ويسيء إليهم إلى الشرطة ليلقى جزاءه العادل * ترجل إبراهومة من منصبه طوعاً، ولو كان مجلس المريخ حريصاً على استمرار فريقه في قمة الدوري لأمره بالبقاء والإشراف على الفريق إلى حين اكتمال الصورة الفنية في مخيلة الألماني أوتوفيستر، الذي لا يعرف من لاعبي المريخ الحاليين إلا اثنين فقط، هما سعيد السعودي وموسى الزومة! * علماً أن اللاعبين المذكورين لا يلعبان أساسيين حالياً! * إلى كم من الوقت سيحتاج أوتوفيستر للتعرف على قدرات لاعبي المريخ؟ * هل تكفي فترة ثلاثة أسابيع للإحاطة بكل ما يحدث في الفرقة الحمراء؟ * لم يأبه مجلس المريخ لمطالباتنا المتكررة له بعدم التسرع في إقالة الألماني كروجر. * لم ينتبه إلى أن الإصرار على محاسبة المدربين بالقطعة لم يفد المريخ شيئاً ولم يضف إليه أي جديد، ففهمنا أن المجلس لا يعترف بقيمة (الاستقرار الفني)، ولا يدرك أن الحضارات لا تزدهر إلا في عهود الاستقرار، فأقال المدير الفني وأدخل فريقه في دوامة البحث عن مدرب جديد، أو مستحدث! * على الرغم من علمنا التام بأن مجلس المريخ لن يستجيب لما سنكتبه هنا إلا أننا سنخلي ذمتنا، وننصحه ألا يقدم على حماقة إقالة المدرب العام بعد أن أقال المدير الفني. * الاستعانة بجهاز فني جديد بالكامل تعني أن يبدأ الفريق من الصفر!! * لذلك ننصح المجلس أن يبقي على إبراهومة، وأن يطلب من أوتوفيستر أن يراقب الفريق ويتابع أداءه ويعمل كمستشار للمدرب العام حتى نهاية الدورة الأولى أو لفترة شهرين، لسببٍ بسيط، مفاده أن معرفة الألماني بقدرات لاعبي المريخ الحاليين لا تختلف عن معرفتي باللغة الهندية!! * كفوا عن العناد بالله عليكم. * لا تنساقوا وراء المتشنجين الذين يشككون في قدرات إبراهومة، الذي دلل بالأمس على قدراته بتوليفة منطقية، وطريقة لعب مرنة، منحت المريخ فوزاً مريحاً على الخرطوم. * اجتمع إبراهومة بمالك وحقنه بدفعة معنوية كبيرة قبل المباراة، وأعاد توظيف رمضان عجب بجوار باسكال في المحور، ومكن تراوري من استعادة حاسته التهديفية، وشرع في تجهيز موسى الزومة للمشاركة في مقبل المباريات، وأشرك الغني غاندي في وسط الملعب كي يختبر قدراته في منطقة المناورة. * اجتاز إبراهومة اختباراً لا يمكن وصفه بالسهولة، وسهل مهمة أوتوفيستر بتسليمه الفريق منتصراً ومتصدراً للدوري. * لو تخلى كروجر عن عناده واستمع إلى مساعده قبل مباراة كمبالا سيتي الأولى لما خرج المريخ من دوري الأبطال من الدور التمهيدي. * حكموا صوت العقل، واتركوا إبراهومة يواصل المشوار مع الثعلب العجوز. * أسمعنا مرة يا مجلس المريخ!! آخر الحقائق * نعلم أن إبراهومة غير راغب في الاستمرار. * نعتقد أنه سيرفض التكليف لو اقتنع المجلس بالإبقاء عليه، لأن ما حدث له خلال الفترة الماضية يفوق طاقة البشر على الاحتمال. * نحيي من أنصفوه وحاولوا أن يزيلوا عن صدره مرارة الإساءة بالهتاف له. * نعود للقاء الأمس ونقول إن المريخ قدم فيه أفضل مباريته في الموسم الحالي. * صحيح أن الفريق عانى من حالة عدم انضباط تكتيكي في مطلع المباراة بإصرار شميليس والباشا على اللعب في ناحية واحدة من الملعب. * لكننا نحسب لإبراهومة أنه نجح في ضبط الموجة، وأعاد الباشا إلى الناحية اليمنى فنجح في صناعة الهدف الأول للإيفواري أوليفيه. * استحق أوليفيه جائزة رجل المباراة لأنه سجل الهدف الأول بضربة رأسية متقنة، وصنع الهدف الثاني بتمريرة معلمين لتراوري، كما شارك في أداء الواجب الدفاعي بالنزول إلى الوسط لحظة فقدان الكرة. * نرجو أن يفلح الهدف الذي ناله تراوري في تحريره من الضغوط النفسية التي تعرض لها في المباريات السابقة بسبب صيامه عن التسجيل. * كما توقعنا.. ظهر مالك فعادت الهيبة للدفاع الأحمر. * تألقه لم يفاجئنا، لأننا نعرف أنه أفضل مدافع في الساحة حالياً. * لعب بهدوء وثقة، ولم يرتكب أي خطأ مؤثر. * مدافع قوي ومهاب، يعرف متى يمرر ومتى ينظف المنطقة. * مكنه طول قامته من اصطياد كل الكرات العالية بسهولة ويسر. * إبعاد النيجيري عن مباراتي كمبالا سيتي من أبرز أسباب مغادرة المريخ المبكرة لدوري الأبطال. * مدافع زي (شيخ الغفر).. يبعدوهو كيف يا كروجر؟ * عاد موسى.. ونعتقد أنه لن يتذكر متى شارك أساسياً آخر مرة. * نتمنى عاجل الشفاء للبرنس كي يظهر مع زملائه في مقبل المباريات. * الزعيم في الصدارة.. الهلال في موقعه المفضل.. أهلي شندي يتحين الفرص للانقضاض على القمة، والرابطة كوستي ومريخ الفاشر يزحفان بقوة. * وددت أن أحتضن كل من حضروا وشجعوا الزعيم برقي وتحضر فرداً فرداً. * مريخاب الأوقات الصعبة.. مريخاب الحارة.. أهل الجلد والراس. * هدفان من مهاجمين.. لأول مرة. * تراوري أفطر.. وأوليفيه كرر!! * خبر الأمس: مدير ل 48 ساعة!! * آخر خبر: حباب فيستر.