* يعتبر الجمهور من أهم عناصر النصر في منشط كرة القدم، لأن كرة القدم دون غيرها من المناشط الرياضية الأخرى، معروفة بارتباطها القوي بالجماهير، ولأجل ذلك أطلق عليها البعض المنشط الشعبي. * وفي هذا المجال يعتبر نادي المريخ من أعظم الأندية الأفريقية والعربية إذ يمتلك النادي الأحمر قوة جماهيرية كبيرة قل أن تجد مثيلها أو شبيهاً. * صحيح قد يكون هذا هو ديدن الأندية الكبيرة على وجه البسيطة، ولكن يجب أن نخص جماهير المريخ، بأنها تتفرد وتنفرد بأن لها رابط سري وعلني بناديها، في حبها لناديها لا تدانيها أي جماهير أخرى أبداً أبداً. * يشهد الكافة أن جماهير المريخ لم تتخل يوماً عن مساندة فريقها، مهما كانت النتائج ومهما قست الأمور وتعثرت، وهي كذلك لا تربط حبها ومساندتها بزيد أو عبيد. * شهد العالم أجمع كيف وقفت الجماهير بجانب الفريق إبان حكم مجلس ونسي الفقير، ولم تعتصم ولم تتذمر، فساندت الفريق في كل مبارياته، فكانت وقفة الجماهير الحمراء، من أهم ثبات الفريق في تلك الفترة القاحلة. * ومن غير جماهير المريح في العالم رافقت الفريق سيراً على الأقدام من الخرطوم حتى شندي؟ فأي حب هذا، وأي وفاء وإخلاص ومحبة يكون؟ وهل يوجد حب وعشق أكثر من كده؟ * الرأي عندي هو، أن جمهور المريخ هو الحلقة الوحيدة التي لا تحتاج منا لنصح أو وصية، ولكن من باب الشفقة والحرص نحن نذكرها فقط. * إذن المطلوب من جماهير المريخ عدم الالتفات لخزعبلات إدارة الهلال، وهي تحاول حصر قوة الفريق في عدد قليل من المشجعين يوم الجمعة داخل الإستاد الأزرق. * نعلم أنه من حق النادي المضيف أن يمنح عدداً محدوداً للنادي الضيف، ويتم ذلك في المباريات الدولية. * ولكن من غير المقبول ولا المعقول أن يصر نادٍ على منع جماهير نادٍ كبير وعريض، وهو من نفس بلده وله قوة تفوق قوته، وإن كانت المباراة تحكمها القوانين الدولية وأعرافها بكل تأكيد. * يستطيع خفراء بوابات الهلال أن يمنعوا من يأتيهم متوشحاً بالأحمر والأصفر، وكذلك من جاءهم يرقص وينطط ويحمل الأعلام والأحلام الحمراء، ولكن هل يستطيعون فرز بقية الكيمان الزرقاء عن الحمراء؟ أم أنه التهور والغباء؟ * فعلى جماهير النادي الأحمر أن تذهب مطمئنة للإستاد وتدخل عبر كل الأبواب والمنافذ بلا تردد، وتشجع فريقها عند انطلاقة المباراة حسب الخطط المرسومة من الأخ عبدالوكيل ورفاقه الأنقياء الأتقياء. * نطلب من الجماهير التشجيع الداوي والراقي الذي يشبه الصفوة، ولا يشغلوا بالهم إطلاقاً بهرطقات الآخرين. * نريد أن نرى كل القروبات والأولتراسات المتنوعة على المدرجات بملابسهم الأنيقة وأهازيجهم الجميلة التي تشعل حماس لاعبي الأحمر الوهاج وتجعلهم كالأسود الضارية. * من أهم الأمور التي نريد أن نلفت إليها أنظار جماهير المريخ هي، عدم القنوط أو اليأس مهما كانت منعرجات المباراة، فلا نريد أن تصمت الحناجر إذا أحرز الخصم هدفاً، ولا نريد انفلاتاً إذا ظلم الحكم وجار على الأحمر. * نريد من الصفوة أن لا تستعجل الانتصار ولا تقلق إذا حدثت خسارة، وأن تتابع تشجيع اللاعبين نشيطهم وبطيئهم بلا تجريح أو تثبيط، لأن كرة القدم تتغير وتتبدل في اللحظة والحين بكل تأكيد. * يجب أن يكون كل مشجع على يقين أنه يدعم فريقاً كبيراً، وأن عشقه هو الأفضل والأوفر حظاً عن خصمه، الذي ينقص عنه في كل شيء. * الدفع الجماهيري في كرة القدم في بعض الأوقات يكون أمضى وأهم من العمل الفني والإداري. * لجماهير المريخ على وجه الخصوص باع طويل، يشهد لها الجميع بذلك، وما يوم ريفرز النيجري ببعيد. * فلأجل ذلك كانت هضربة إعلام الهلال وإدارته التي تريد أن تضرب النادي الأحمر في أهم ما يملك، بحديثهم عن ضبط عدد مشجعي المريخ يوم الجمعة، ولكن هيهات ثم هيهات. * ونطالب الجمهور الأحمر بأن ينصرف مباشرة عقب المباراة فإن تحقق النصر يتم الاحتفال بالقلعة الحمراء، وإن حدث غير ذلك يكون الخروج بلا أي تفلتات تحسب على الصفوة المصطفاة، ويستعد الجميع لمباراة الزعيم المقبلة بمشيئة الله تعالى. * قمت أمس بزيارة إستاد الهلال، فوجدت العمال يقومون بعمل شاق وجاد، وهناك عمل واضح وجميل يشكر عليه الكاردينال. * لكن لاحظت أنه من الصعوبة بمكان أن تكتمل نظافة المنطقة من الأنقاض وأدوات البناء المحيطة بالإستاد خلال اليومين المتبقيين. * طبعاً ليس لدينا مانع ولا اعتراض على اللعب بهذا الملعب، تحت الحديد والصاج وأكوام التراب، بس على شرط ما تعتر لينا حديدة، ولا تقع علينا رمية، فظفر الأصبع الأصغر في رجل أصغر صفوة، عندنا برجل الكاردينال كلها، يعني في شريعتنا الأصبع باليد، والعين بالرأس، والجروح ضبح، أها اتفقنا؟ الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نهمس، في أذن الصفوة الحمراء، بأن لا كسل أو تكاسل يوم الجمعة، فوجودكم داخل الإستاد يؤكد أن الثلاث نقاط داخل الجراب الأحمر، وهذا يعني بداية الفأل الحسن من أرض الحسد.