* ظللنا نردد وباستمرار أن غارزيتو يعتبر من أفضل المدربين الذين عملوا بالسودان، وأن للرجل صفات جيدة جدا، في الأسلوب والتعامل مع المباريات، واختيار العناصر وإدارة المباريات بتفاصيلها، ولكن. * ولكن ما يعيب الفرنسي ركوب الرأس ومحاولة السباحة عكس تيار المنطق، وهذا السلوك التدريبي السلبي يلازم معظم الدربين العالمين الكبار. * ورغم أن هذا السلوك موجود بقوة في رؤوس كبار المدربين، إلا أنه يعتبر من أسوأ وأخطر أنواع العمل الفني في مجال كرة القدم. * تأتي خطورته من انه عمل غير مقنع حتى لفاعلة، أتى به فقط كي يشعر الآخرين أنه يفكر بطرق أخرى لا يعلمونها، أو أنهم يخافون عواقبها. * أقول هذا لأني أعلم أن غارزيتو يدرك تماما أن باسكال، ثبت بالدليل القاطع أنه لا يجيد أي وظيفة في وسط الملعب ، سوى كان ذلك في خط الظهر أو الوسط المتأخر أو خلافه، بل حقق تجاوبا نوعيا في الطرف الأيمن، وذلك برفعاته الجيدة للكرات العرضية أمام مرمى الخصم. * ومع علم غارزيتو إلا أنه يصر ويصر للدفع به في المحور، كما فعل في مباراة الهلال أمس الأول، ولم ينصلح حال اللاعب وحال الفريق إلا بعد أن عاد الفرنسي لصوابه وسحبه للطرف. * وأذكر في نفس يوم المباراة وبعد أن علمت بالتشكيل والتنظيم، كتبت عن هذه النقطة ما يلي: ( جمال سالم في الحراسة، كونلي وأمير في عمق الدفاع، علي جعفر باك شمال ورمضان باك يمين، باسكال وعاشور محورين، شمالهم الغربال ويمينهم السماني وأمامهم العقرب و كلاتشي. * هذا هو التشكيل المتوقع، وهو لا غبار عليه، ولكن رأيي هو أن يكون باسكال طرف يمين بدلا من المحور، فأداءه هناك أكثر إيجابية وحيوية وفي المحور به شيء من ربكة وروشة.) * كما أن الفرنسي يصر على إبعاد اللاعب حقار، رغم أنه قدم مردودا كبيرا في المباريات المحلية والأفريقية، وهو يتمتع بالقوة والنشاط والرغبة وهو في الطرف الشمال أفضل من علي جعفر مليون مرة. * ورأى الكافة الفرق بين اللاعبين إبان مباراة المريخ وريفرز النيجري، فبعد أن دخل حقار بديلا لعلي جعفر، تحرك الجانب الشمال فهاجم ودافع بقوة وكان من عناصر التأهل البديع في ذلك اليوم. * ونفس التعامل العقيم يتعامل به الفرنسي مع اللاعب خالد النعسان، الذي يقدم بقوة ، ولكن الفرنسي لا يريده ضمن المجموعة لفهم في رأسه القوي، وهذا اللاعب مهم جدا في توليفة الأحمر، ولو كان موجودا في مباراة الهلال، لأحرز أكثر من هدف بكل تأكيد. * الرأي عندي هو، أن الفرنسي يدرك ما نقوله وأكثر ولكنه العناد الضار، فحقار والنعسان أفضل من بوي وكاريكا وتيتيه في الهلال، ولكن حظهم العاثر رماهما أمام عناد الفرنسي. * حتى وجود أمير كمال في قلب الدفاع أو المحور، أصبح يشكل خطورة بالغة على المريخ، ولو استغل لاعبو الهلال أمس الأول أخطاء هذا اللاعب لناءت شباك الأحمر بالعديد من الأهداف. * هل يعتقد غارزيتو أن أمير كمال هو أمير كمال زمان؟ هذا اللاعب جبارته انفكت منذ 2015، أمام مازيمبي، عندما أهدى كرتين لمهاجمي الفريق أحرزوا منهما هدفين، هذا اللاعب انتهي يا كوتش. * يتوجب على الفرنسي إذا كان جادا في المضي قدما في التنافس الأفريقي أن يبحث بديلا لأمير كمال من الآن، وأن يعطي فرصا كبيرة لبقية اللاعبين الشباب الذين أثبتوا أنهم في قامة المريخ، مثل إبراهيم جعفر ومحمد الرشيد والتكت والنعسان وحقار. * تابعت مباراة النجم الساحلي وفيروفيارو الموزمبيقي، واتضح لي أن الموزمبيقي وصل هذه المرحلة صدفة، فهذا الفريق لا علاقة له بالتنافس الخارجي أبدا أبدا. * فريق مفكك الأوصال ومبهدل، وسيكون عبارة عن حصالة نقاط لبقية الأندية، وسيهزم منها جميعا في أرضه وخارجها. * ومن الآن اطمئن الهلال بأنه سينتصر على هذا الفريق الضعيف هناك في دياره، وبأهداف قد تفوق الخمسة التي أودعها النجم في مرماه بتونس. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، المريخ يمتلك عناصر ممتازة من اللاعبين، ومدرب ممتاز بدرجة خبير، إذا تواضع مع نفسه وترك عنادها، فإذا توفرت الموضوعية والمنطقية فالمريخ ذاهب لدور الثمانية لا محال.