محسن عطا نفض الغبار عن تاريخ كاد ان يندثر واوشك ان ينحسر بعد ان لبث ولزمن طويل يبعث توهجا ويبث القا غدا بعدهما اطلالا يتباكى عليها ضرورة ملحة تظل قائمة تذكر بذلك التاريخ المشرف لرجال صنعوه بعرق وجهود وعطاء وما اغنى تاريخنا الرياضي بمواقف واحداث صاغها باتقان وامعان رجال لتظل ماثلة في اذهان من عايشهم راسخة في وجدانهم تحكي عن صفاء روحهم ونقاء سريرتهم وعظمة اخوتهم التي ما افسدتها حدة المنافسة او اضفتها شراسة المواجهة.. وفي محاولة متواضعة مني للغوص والنبش في سيرة وتاريخ اولئك النجوم الافذاذ وما وقفوها من مواقف مشرفة وقفت شاهدة على عظمتهم وعلو كعبهم اسرد هنا حادثة ما اظن امر تصديقها بالهين ولولا انني كنت شاهدا عليها وأحد ابطالها لما صدقتها ولو سردت علي الاف المرات ولكن ما تحلى به نجوم تلك الفترة من صفات زاهية جميلة وما وقفوها من وقفات اشاد بها الجميع جعلتهم نسيج وحدهم مثلا يحتذى وعلما يقتدى وإليك عزيزي القارئ القصة بالتفصيل: كانت المباريات التي تقام في السابق بين جميع الفرق ودون استثناء على نقيض مثيلاتها في الوقت الحاضر, حافلة بالاثارة زاخرة بالندية لتقارب مستويات الفرق واللاعبين الذين كان امر التمييز بينهم صعبا للغاية, وقد خلق التقارب في المستويات تنافسا قويا بين الفرق من ناحية وبين اللاعبين من ناحية اخرى, لذلك لم يكن بمستغرب ان يشارك اكثر من لاعب في لقب هداف الدوري واظننا نذكر ذلك الموسم 64/1965 الذي تقاسم فيه ماجد المريخ وجكسا الهلال وعوض كباكا الموردة لقب هداف الدوري, وتاكيدا لتقارب مستويات الفرق فانه كان لا يثير الدهشة مطلقا ان نجد فريقا صاعدا من الدرجة الثانية الى الدرجة الاولى على غرار تنظيم الدرجات انذاك يهزم احد فرق المقدمة وما فريق الزهور الصاعد من الدرجة الثانية موسم 62/1963 ببعيد عن الاذهان, فقد تمكن بلاعبيه (وزة) قبل انتقاله الى المريخ وصديق محمد احمد قبل انتقاله للهلال من هزيمة كل من المريخ والهلال في مباراتين منفصلتين, هكذا كان مستوى الكرة وعلى ذاك الشكل كانت مقدرات اللاعبين في تلك الفترة ولم يكن المستوى الخلقي والسلوكي اقل تميزا من المستوى الكروي, تمتع لاعبو تلك الفترة ,فترتي الستينات والسبعينات, بخلق رفيع واخوة صادقة لم تقلل منها حدة المنافسة والسعي وراء الانتصارات وتقف شاهدة على ذلك هذه القصة التي بنيت عليها كلام اليوم والتي كنت احد ابطالها.. كنا وقتها وفي اوائل السبعينات في معسكر مقفول للفريق القومي قد اقيم بفندق الارز الاكثر شهرة انذاك وفي احدى مباريات المريخ الدورية سمح لنا نحن لاعبو المريخ المشاركون في المعسكر: بشرى، بشارة، كاوندا، سانتو، كمال عبدالوهاب ومحسن بالمشاركة في تلك المباراة التي كان طرفها التحرير وقد كان جيمس لاعب المنتخب الدولي وصخرة دفاع التحرير اصيب في احدى تدريبات المنتخب ب(انكل) قدمه اليمنى (بفكك) سبب ورم منعه من اداء التمارين في الوقت الذي تبقى فيه لمباراة فريقه التحرير مع المريخ يومان فقط, لم نتردد انا وبشارة وبشرى لحظة في اصطحاب جيمس الى البصيرة المشهورة في ذلك الوقت (بت بتي) التي نجحت في معالجة قدمه مما جعله قادرا على اداء المباراة بتميز حرمنا به من تكرار الاعجاز الذي حققناه في الموسم الذي سبقه باحرازنا لبطولة الدوري دون هزيمة او تعادل فقد انتهت مباراتنا مع التحرير بالتعادل. بكل صدق وامانة لم نكن نحن الثلاثة بشرى وبشارة وشخصي الضعيف نادمين على ما قمنا به تجاه زميلنا جيمس لاعب التحرير, فوشائج الاخوة وقوة العلاقة التي كانت تربط بين لاعبي تلك الفترة ما كانت لتضعفها منافسة او يوهنها صراع لذلك سمت الكرة وعلت بفن بديع وخلق رفيع. إسناكس كلمتان ثقيلتان على اللسان للاعب اليوم (قودلك.. وهاردلك) أحب الألوان للاعبي اليوم لوني الكرت الأحمر والأصفر سألني كيف حالك؟ فاجبته بانني سوف ارد عليه بعد انتهاء لقاء منتخبنا بمنتخب الرصاصات النحاسية. الغالي جمال الوالي رزقت من بعد الإناث بفارس سعدت به الأسماء والألقاب سميته باسم خير العالمين محمدا صلى عليه الرازق الوهاب سيشب في كنف تعاظم شأنه ويحيطه مثلك شكر واطناب