□ في البدء نسوق التهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك لجموع الشعب السوداني عامة ولقبيلة الرياضيين خاصة ونسأل الله أن يعود عليهم وهم في تمام الصحة ووافر الأمن والآمان والعيشة الرخّية تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال. □ يرقد على السرير الأبيض هذه الأيام أحد أفذاذ كرة القدم السودانية وإحدى المواهب التي سطّرت أحرفها بالذهب سواء في الفريق القومي أو المريخ ألا وهو الموهوب والملقب (بدكتور الكرة السودانية) أو كما وصفه أديب المريخ القبطان الراحل حاج حسن عثمان (بأخصائي أمراض الهلال) كمال عبد الوهاب. □ نسأل الله أن يمن عليه بوافر الشفاء ويلبسه ثوب الصحة والعافية ويعيده لذويه سليماً معافى من كل مرض وأذي. □ شخصياً لم يتسن لي متابعة هذه الفلتة ولكن ما يروى عن موهبته وما كان يقدّمه من فنون للكرة لا تتسّع مساحة هذا المقال لإحتواءه وللأسف الجانب المظلم الآخر لكرة القدم في السودان هو غياب (التوثيق) لأن غالبية الجيل الحديث لا يعرفون شيئاً عن تلك الجوهرة. □ كمال عبد الوهاب ولد في العام (1950) ودرس في المدرسه الانجيلية التجارية وعمل في بنك باركليز وكانت بداياته الكروية في نادي (أبو عنجه) الذي تألق معه بصوره لافته حتى أنه أختير للمنتخب القومي من خلال النادي المذكور قبل أن يلعب بالمريخ الذي وقّع له في 27 ديسمبر 1969. □ في العام 1969 حاولت الموردة تسجيله إلا أن تدخّل خاله (عبد الله الحاج) أحد لاعبي المريخ السابقين حوّل مساره للنادي الأحمر بعد مطاردة الجمعة الشهيرة رغم أنه لم يكن يشمله فك التسجيل ولكن تم الإتفاق مع ناديه وبدأ الفلتة مشواره مع الأحمر. □ أسهم كمال عبد الوهاب مع أولمبي السودان في الوصول لنهائيات أولمبياد ميونخ (1972) برفقة زملاءه بعد أن تعادلوا مع اثيوبيا في المرحلة النهائية (2-2) بتاريخ 2-5-1972 بأديس، وكسبوا مدغشقر (3-0) بالخرطوم بتاريخ 7-5-1972 بالخرطوم أحرز منها كمال أحد الأهداف الثلاثة. □ وفي 21-5-1972 بالخرطوم كسبوا اثيوبيا بهدف كمال عبد الوهاب في الوقت القاتل (إن لم أكن مخطئاً) وانسحبت مدغشقر من المواجهة الأخيرة أمام السودان في 28-5-1972. □ وقتها قال المرحوم هاشم ضيف الله قولته الشهيرة (بأن الفريق القومي لن يتقدم خطوة واحدة في غياب كمال عبد الوهاب) ومع ذلك استبعد كمال عبد الوهاب من الفريق الأولمبي وأعيد إلى الخرطوم مع الدحيش وقدورة بسبب الإنضباط. □ كمال عبد الوهاب اشتهر بعدم حبّه للتمارين ومشاكساته مع المدربين وحسب الروايات قيل أنه استبعد من معسكر (كسلا) الإعدادي عندما كان الأحمر يتأهّب لمواجهة فاطيما بأرضه وهى المباراة التي خسرها المريخ (0-3) في العام 1975 في المرحلة الأولى من بطولة الأندية الافريقية أبطال الدوري. □ وفي لقاء العودة أشرك كمال وفعل الأفاعيل بلاعبي فاطيما وتقدّم المريخ بهدفين نظيفين خلال الشوط الأول وفي الحصّة الثانية رفض لاعبو فاطيما النزول لأرض الملعب بعد أن قالوا بأن المريخ أشرك لاعباً من الهلال وهم يقصدون (كمال عبد الوهاب). □ في صبيحة اليوم التالي خرجت إحدى الصحف وعليها صورة كمال مكبّرة ومعنونة بعبارة (هذا الهلالابي كان رائعاً). □ أما ضد الهلال فلكمال قصص وروايات أشهرها المباراة التي أقيمت بتاريخ (20 يوليو 1975) التي لعب فيها المريخ ضد الهلال في ختام الدورة الأولى لدوري الخرطوم ووقتها كان الهلال متصدراً بعد أن كسب جميع مبارياته ولم يدخل في مرماه أي هدف. □ خلال المباراة المذكورة أبدع كمال عبد الوهاب وأحرز هدفاً اسطورياً وصنع هدفين للمبدع الآخر (سانتو) الذي مزّق شباك الهلال لتخرج بعدها جماهير المريخ وهى تهتف (كمال لعاب يا هلالاب). □ أهداف كمال عبد الوهاب في الهلال جاءت على النحو التالي (5/5/1970 دوري السودان هدف)، (27/12/1970 دوري السودان هدف)، (6/9/1971 كأس الإستفتاء على رئاسة الجمهورية هدف)، (19/11/1974 ودية هدفين)، (22/2/1974 كأس الإتحاد هدفين)، (8/7/1974 دوري هدف)، (25/11/1974 دوري السودان هدف)، (20/7/1975 الدوري المحلي هدفين). □ للفاضل سانتو مقولة شهيرة أيضاً في إحدى إستضافاته بالتلفزيون القومي قال بالحرف أن ما يفعله رونالدينهو اليوم كان يفعله كل من الراحل (الطاهر حسيب) و(كمال عبد الوهاب). □ وجد أساطير الكرة الأوروبية والعربية توثيقاً مستحقاً وتعريفاً مدوناً على وسائط الميديا نظل نتابعه حتى اليوم (لبيليه وفان باستن وبوشكاش) ولكن ما كان يقدّمه كمال عبد الوهاب للأسف الشديد لم يخرج من دائرة (الأحرف) فقط. □ كامل الأمنيات بالشفاء العاجل لدكتور الكرة السودانية وأخصائي أمراض الهلال كمال عبد الوهاب. □ حاجة أخيرة كده :: أساطير كروية سودانية ظلمها التوثيق.