الفيفا يشهر سيف العقوبات بقسوة ويعلق النشاط الكروي بالبلاد غليان في العرضة والأبيض بسبب الصدمة.. ومصير مباريات اليوم في حكم المجهول لأكثر من مرة وصل تحذيراً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتعليق النشاط الكروي بالبلاد وحرمان الأندية السودانية والمنتخبات من المشاركات الخارجية، ولكن كانت تلك التحذيرات مرتبطة بمدى زمني معين وبالاستجابة لبعض المطلوبات في مقدمتها اخلاء مقر الاتحاد السوداني لكرة القدم الذي تسيطر عليه مجموعة التطوير بقرار من وكيل وزارة العدل، وهي الخطوة التي لم تتم برغم التحركات التي تمت بعد وصول آخر خطاب من الفيفا بعد عطلة العيد، ولكن عدم تطبيق عقوبة تعليق النشاط في المدى الزمني المحدد من الفيفا والذي كان سينسف مباراة القمة جعل البعض يعتقد ان هذه الخطابات مجرد ضغوط من مجموعة الدكتور معتصم لاستعادة المقر، الى أن صدر القرار الكارثة. خطاب الفيفا قبل الأخير كان واضحاً ووضع الاتحاد السوداني لكرة القدم امام خيارين، إما إخلاء المقر من قبل مجموعة النهضة والتطوير بقيادة المهندس عبد القادر همد الذي صعد الى قيادة المجموعة بعد استقالة الفريق عبد الرحمن سر الختم وتسليم المقر للاتحاد الشرعي بقيادة الدكتور معتصم جعفر، ووضع الفيفا مهلة زمنية تنتهي في ال30 من يونيو، وفي حال عدم تنفيذ القرار وتسليم المقر لمجموعة الدكتور معتصم جعفر سيتم تجميد النشاط الكروي بالبلاد، وفي تلك الفترة نشطت التحركات على مستوى الدولة والمجموعتين من اجل تجاوز الأزمة، وانعقد اجتماع في اليوم التالي للخطاب بمكاتب وزارة الشباب والرياضة بمشاركة المجموعتين، وبعد انتهاء الاجتماع الذي انعقد الخميس الماضي، بشر الدكتور عبد الكريم موسى وزير الشباب والرياضة الرياضيين بانتهاء الأزمة، وبتوقيع المجموعتين على اتفاقية تنص على اخلاء المقر واستلامه بواسطة الدكتور معتصم جعفر مع مشاركة مجموعة الإصلاح والنهضة في اللجان المساعدة للاتحاد بواقع ثلاثة أشخاص لكل لجنة، والاتفاق على انعقاد الجمعية العمومية في اغسطس لانتخاب مجلس ادارة جديد وأكد الوزير ان الاتفاقية سيتم الاعلان عنها رسمياً نهار الجمعة الماضي، ووعد الاعلاميين بتقديم تنوير صحافي عن تفاصيل تلك الاتفاقية التي تمت صياغتها رسمياً من قبل المجموعتين، لكن لم يحدث اي توقيع ولم يقدم الوزير أي توضيح للصحافيين بخصوص الأسباب التي حالت دون توقيع المجموعتين على الاتفاقية التي تم التوصل لها تحت اشرافه المباشر، ومن تلك التزم الوزير الصمت، وظنّ ان الأزمة عدت بسلام طالما أن الموعد المحدد من الفيفا مرّ دون صدور عقوبة التجميد، ويبدو ان الوزير كان يعتقد ان التطمينات التي تقدمها مجموعة همد بأن التجميد لن يحدث وانها تدير معركة ناجحة في (كاس) جعلته لا يتحرك بالسرعة المطلوبة لتلافي هذا القرار، فجاءت الضربة القاضية هذه المرة من الفيفا دون أي مهلة زمنية، وتم الاعلان الرسمي عن تعليق النشاط الكروي تبعاً لتعليق عضوية الاتحاد السوداني لكرة القدم وما سيترتب على ذلك من حرمان الأندية السودانية والمنتخبات من المشاركة في كل البطولات الخارجية، وهو القرار الذي كان بمثابة صدمة قاسية للرياضية الذين استقبلوا بفرحة كبرى تأهل هلال التبلدي الى ربع نهائي الكونفدرالية، وكانوا ينتظرون ان يكمل المريخ فرحة الكرة السودانية بالاعلان عن تأهله من تونس بعد ان اصبح القرار لا يعني الممثل الثالث في شيء. نص القرار فيما يلي ننشر نص القرار الذي وصل الى الاستاذ مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد السوداني لكرة القدم من الفيفا: السيد مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد السوداني لكرة القدم زيورخ في 6 يوليو 2017 تعليق الاتحاد السوداني لكرة القدم عزيزي مجدي شمس الدين بالإشارة إلى خطابنا بتاريخ 28 يونيو 2017 فإنه وعلى الرغم من قرار مكتب مجلس الفيفا لم يتم إلغاء وإبطال مرسوم وكيل وزارة العدل بتاريخ 2يونيو 2017. وعليه نجد أنفسنا مضطرين لإبلاغكم بتعليق الاتحاد السوداني لكرة القدم بموجب القرار الصادر عن مكتب مجلس الفيفا بتاريخ27يونيو2017. وسيتم رفع التعليق بمجرد إلغاء قرار وكيل وزارة العدل الصادر بتاريخ 2يونيو 2017 وإعادة مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم برئيسه الدكتور معتصم جعفر سر الختم. ونتيجة لذلك يفقد الاتحاد السوداني لكرة القدم كل عضويته حسبما هو منصوص عليه في الماده 13 من النظام الأساسي للفيفا ولا يحق لممثل الاتحاد السوداني وفرق أنديته المشاركه في أي منافسات دولية إلا بعد رفع التعليق. كما يعني ذلك أيضاً أنه لا يمكن للاتحاد السوداني الاستفادة من برنامج تطوير أو كورس أو تدريب من الفيفا أو من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاف. يضاف إلى ذلك أنه ووفقاً للمادة 16 الفقرة الثالثة من النظام الأساسي للفيفا لا يمكن للاتحادات الأخرى الأعضاء في الفيفا أن تبقى على علاقات داعمة مع الاتحاد السوداني لكرة القدم أثناء فترة التعليق. نشكركم على اهتمامكم بما تقدم مخلصتكم فاطمة سامورا. الأمين العام للفيفا صورة إلى الكاف مصير مباريات اليوم في حكم المجهول أصبح الغموض يكتنف مصير مباراتي المريخ والنجم الساحلي والهلال وفيروفيارو الموزمبيقي، حيث اشار الدكتور معتصم جعفر الى أن هذه القرارات تجعل اقامة مباريات اليوم بيد الكاف وإذا صدر اي توجيه للمراقبين من قبل الكاف بعدم تنظيم هذه المباريات سيتم الغاء تلك المواجهات، وتمنى السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ الا يتم الغاء مباراة فريقه اليوم امام النجم الساحلي بعد ان تكبد ناديه خسائر مالية فادحة بالسفر الى تونس بطائرة خاصة، عطفاً على المبالغ التي انفقها النادي في مشواره الطويل في دوري الأبطال، وفي الأثناء قال الكابتن قرن شطة المدير الفني للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في حديثه لفضائية الملاعب مساء أمس إن قرار التجميد صدر فعلياً من الاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب التدخل الحكومي في ادارة اتحاد الكرة، وتوقع قرن شطة أن يقوم المراقب اليوم باخطار اندية المريخ وهلال التبلدي والهلال بالغاء مبارياتهم في الأبطال والكونفدارلية، غير أن شطة عاد واشار الى أن الكاف حتى اللحظة لم يخطر المراقبين بهذه الخطوة وتمنى ألا تتم هذه الخطوة، وأضاف: اذا اخطر الكاف المراقبين بالغاء مباريات الأندية السودانية في البطولات الأفريقية من الصعب جداً التراجع عن هذا القرار، وتابع: يمكن حل المشكلة حتى العاشرة من صباح اليوم، لكن إذا تأخر الحل أكثر من ذلك يصبح من المستحيل حل المشكلة. تنازلات كبيرة من معتصم لحل الأزمة لكن دون جدوى قدم الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم من التنازلات ما كان يكفي لحل الأزمة، ففي الفترة التي سبقت قيام الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لكرة القدم، وافق الدكتور معتصم على تولي منصب نائب الرئيس في القائمة الوفاقية لاتحاد الكرة، على أن يصعد الفريق عبد الرحمن سر الختم بخبراته المتواضعة للرئاسة، ومع ذلك رفضت مجموعة الفريق هذا المقترح، ونسفت كل محاولات الوفاق واشترطت تعيين معتصم جعفر في منصب مساعد الرئيس، وكذلك اشترطت مجموعة الإصلاح والنهضة تعديل موعد انتخابات الاتحاد لتقام في اغسطس برغم ان مهلة الفيفا تمتد حتى اكتوبر، ووافقت مجموعة الدكتور معتصم جعفر، ولكن رغم ذلك عادت الأزمة للمربع الأول، وعندما تخوفت مجموعة الفريق من استغلال معتصم جعفر للمقر لتحقيق مكاسب انتخابية لمجموعته اكد لهم انه ملتزم بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة مقابل التوقيع على خارطة الطريق، لكنهم رفضوا التوقيع على الخارطة، وطلب معتصم اصدار قرار رسمي يقضي بعودته لرئاسة الاتحاد حتى يرفعه الى الفيفا متجنباً شروط الغاء قرار وزارة العدل، لكنهم رفضوا واشترطوا عليه الغاء مجلسه في اي حل مطروح لمعالجة الأزمة، ووافق على ذلك ولكن مجموعة سر الختم تراجعت من جديد ونسفت كل المحاولات حتى حلت الكارثة بالكرة السودانية. \\\\\\\\\\\\\\ حالة من الغليان في الأبيض وأمدرمان سادت حالة من الغليان في الأبيض التي تعتبر المتضرر الأكبر من القرار بعد ان تأهل هلال التبلدي رسمياً الى ربع نهائي الكونفدرالية، وكانت حالة الغضب اكبر في العرضة جنوب بعد ان خرجت جماهير المريخ في مظاهرات هادرة تنديداً بتعنت مجموعة الإصلاح والنهضة الأمر الذي قاد للتجميد، وبالمقابل ساد الهدوء في العرضة شمال حيث لم يعد للهلال ما يخسره في لقاء اليوم، بعد ان ودع البطولة أصلاً منذ الأسبوع الماضي بسبب الخسارة التي تعرض لها أمام المريخ بهدفين مقابل هدف.