* 12 يوماً بلياليها، قضيتها في دوامةٍ حزنٍ اتسعت وتمددت حتى ابتلعت كل شيء حولي. * 12 ليلة نسيت فيها الصحف، وانقطعت فيها عن عالم الرياضة والسياسة.. وخيل لي أن مسيرة الحياة توقفت.. وأن عجلة الكون اختلت. * حزن غزاني واحتواني فاختصر كل بهرج الدنيا وألوانها في سوادٍ قاحل.. ودمع هاطل. * أعذروني إن أقحمتكم في شأن يخصني. * حزني على رحيل أبي لا يخف إلا ليتجدد.. ولا ينحسر إلا ليتمدد. * ألم لا يطاق.. ودمع لا يجف. * لا شيء في الدنيا أمر من فقد الوالد. * لا وجع عندي يعدل وجع رحيل من كان يعني كل شيء في حياتي. * أبوي.. أمي وأخوي.. صاحبي ورفيقي.. صديقي وحبيبي. * ذخري وسندي.. من كان يسعد لنجاحي.. ويفرح لفرحي.. ويسهر لسهري. * من يتوجع لوجعي.. ويبكي لبكاي.. ويحمل همي. * فقدت والدتي وأنا طفل يافع.. فعوضني فقدي.. وحمّلني من الحب ما غطى يتمي. * أبوي.. ستفتقده المآذن والمساجد. * ستحن إليه الفاتحة والمصلاية.. وستفتقده الألفية واللالوبة. * حاج أبوالقاسم.. ود الشريف.. الزول البسيط.. الطيب البركة. * سيد الحيشان.. راجل الضيفان. * الباسم.. الصبور.. البشوش.. القنوع.. المؤمن القانت. * خفيض الصوت.. صبوح الوجه.. عفيف اللسان. * خليل المصاحف.. صديق الخلاوي. * الورع التقي.. الطيب النقي. * سناد المايلة.. عدال المقلوبة.. * (ود الشريف) الذاكر العابد.. القائم الساجد.. المنفق الزاهد. * (يا حوض العشامى ومرتعا وقنديلا.. فاقداك الضفاف راجياك تعدِّل ميلا.. ذاكراك الجوامع راتبها وتهليلا.. وناعياك المصاحف الكم قعدت خليلا). * صدقت في مقالك عنه يا يوسف الطاهر. * اختار رحمة الله عليه أن يودع الفانية في ذات اليوم الذي شهد رحيل الوالدة رحمة الله عليها (السادس من شهر مارس).. مع فرق امتد 40 عاماً. * تآلفت الأرواح.. وتسامت وارتقت إلى أعالي الجنان. * لم أجد في بيوت الشعر أصدق مما جادت به قريحة شاعر الشعب محجوب شريف في قصيدة (يابا مع السلامة) لتعبر بلسان الحال عن لوعتي وحزني. * (يابا مع السلامة مع السلامة.. يا سكة سلامة فى الحزن المطير.. يا كالنخلة هامة.. قامة واستقامة.. هيبة مع البساطة.. وأصدق ما يكون.. راحة إيديك تماما.. مثل الضفتين.. ضلك كم ترامى حضنا لليتامى.. وخبزا للذين.. هم لا يملكون.. بى نفس البساطة والهمس الحنون.. تدخل يا حبيبى من باب الحياة.. لى باب المنون .. روحك كالحمامة بترفرف هناك.. كم سيرة وسريرة.. من حولك ضراك.. والناس الذين.. خليتم وراك.. وعيونهم حزينة.. بتبلل ثراك.. أبواب المدينة بتسلم عليك.. والشارع يتاوق.. يتنفس هواك. * ياحليك حليلك.. يا حليل الحكاوي.. تتونس كانك.. يوم داك كنتا ناوي.. تجمع لم تفرق.. بين الناس تساوي.. نارك ما بتحرق.. ما بتشد تلاوي.. ما بتحب تفرّق.. من جيبك تداوي. * وينو الصوتو هامس.. كان بكرة يساسق.. يمشى كما الحفيف.. وكم فى الذهن عالق.. ثرثرة المعالق.. والشاى اللطيف.. تصطف الكبابي.. اجمل من صبايا.. بينات الروابي.. والظل الوريف. * الشمس البتطلع.. بلت منو ريقا.. والنجمة البتسطع.. فيهو تشوف بريقا.. والندى فى حركتو.. يطفيها الحريقة.. تنهل من بركتو زى شيخ الطريقة.. شاييهو وطرقتو.. والأيدى الصديقة.. يلا نوم فى بركتو.. حب الناس درقتو.. يا موت لو تركتو مننا قد سرقتو.. كنا نقول ده وقتو.. لكنك حقيقة). * يابا مع السلامة. آخر الحقائق * شكري يمتد ليشمل كل من آزروني عند الملمة.. وتدافعوا بالمناكب ليخففوا آلامي.. ويهدهدوا أوجاعي. * شكر لا تحده حدود.. ولا تشمله فواصل. * جاءوا كالنسمة.. وتحلقوا ليرسموا الابتسامة في وجوه علتها الكدرة.. وبللتها الدموع. * شكراً لكل من وصل أو اتصل. * شكراً جميلاً لجموع الرياضيين الذين كانوا كالعهد بهم.. الأوفر حناناً، والأكثر جمالاً.. والأجمل مواساة. * شكراً لزملاء المهنة.. الذين خففوا عنا المصاب.. وكانوا نعم الإخوة والأصحاب. * شكراً لمن تكبدوا مشقة السفر من خارج السودان.. ولمن أتوا من العاصمة والولايات. * شكراً حتى لمن منعتهم ظروفهم من المشاركة. * شكراً للأهلة وللمريخاب.. شكراً لكل أطياف الوسط الرياضي الذي أكد مرةً اخرى صفويته وبهاءه.. برغم كل ما يقال عن قسوته وخلافاته. * شكراً للساسة.. والتحية للأهل والأحبة في شندي المكلومة وضواحيها. * شكراً لمن لم أتشرف بمعرفتهم إلا عندما شاركوني أحزاني. * شندي الحزينة ستستقبل اليوم نزال المريخ مع نمور دار جعل. * كنت أتمنى أن أكون حاضراً للقاءٍ محبب للنفس.. لأنه يجمع فريقين يحتلان مساحةً كبيرةً من الدواخل.. لكن الله غالب. * كل شيء حولي يتشح بالسواد.. وتعلوه الكآبة. * أفتقد والدي صباحٍ ومساء. * أحن لمن فرضت علي تصاريف القدر أن أضعه بيدي في شق داخل الأرض.. وأهيل عليه التراب. * أحن لمن أجهد نفسه كي يسهل أشيائي. * أشتاق لمعلمي الأكبر.. وصديقي الأثير.. وحضني الكبير. * أهفو إلى قلبٍ أوسع من المجرة. * أفقد اللسان (الما بتطلع منو عيبة). * إن القلب ليحزن.. وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله. * اللهم تقلبه في عليين.. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحية وحسن اولئك رفيقا. * اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئته.. وأغسله بالماء والثلج والبرد.. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. * الله أجعل من أمامه نوراً ومن خلفه نوراً ومن فوقه نوراً ومن تحته نوراً وأجعل قبره روضةً من رياض الجنة. * اللهم اغفر لعبدك (أبي القاسم الشريف) وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله. * اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا. * اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنه كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به. * اللهم يمن كتابه، وهون حسابه، ولين ترابه، وألهمه حسن جوابه، وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه. * لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.