* يستيقظ الرياضيون مع شرق الشمس يومياً، وهم يترقبون زوال الكرب، وانقشاع الأزمة التي عطلت النشاط، ووأدت آمال سفيري السودان في بطولتي الكاف، وهددت منتخبنا الوطني الأول بالطرد من تصفيات بطولة الأمم الإفريقية، بعد أن تم إلغاء مباراته المقبلة أمام منتخب بوروندي، والتي يفترض أن تقام يوم السبت، بسبب قرار التجميد. * خاطب الاتحاد السوداني الكاف طالباً تأجيل المباراة فرفض، وإذا لم يرفع قرار التجميد اليوم فستصبح المباراة في حكم العدم، وسيلحق صقور الجديان بالمريخ وهلال الأبيض! * تشرق الشمس فنحيا على أمل، ترقباً للقرار المفرح، وتغيب بلا جديد، فيتمدد الحزن ويتضخم اليأس، ويضمحل الأمل، ويزداد حجم السخط على كل من تسببوا في هذا الواقع المؤلم. * أهل المريخ الأكثر إحباطاً، لأن الضربة أتتهم مزدوجة. * ضربة إلغاء مباراتهم مع النجم الساحلي، وضربة الإقصاء من البطولة العربية حال استمرار قرار التجميد. * أسبوع واحد بات يفصلنا من الموعد المحدد لانطلاق البطولة العربية، والاتحاد العربي الذي مد حبال الصبر، وتمهل انتظاراً لرفع التجميد لن ينتظرنا إلى الأبد. * إذا لم يحدث جديد خلال اليومين المقبلين فسيتم إبعاد المريخ، واختيار بديل له، والمتربصون كثر، وعلى رأسهم الصفاقسي التونسي، وأهلي طرابلس الليبي، اللذين طلبا إشراكهما في خانة المريخ فعلياً. * ينظر المريخاب حولهم، ولا يجدون نصيراً يحفل بهم، ولا مسانداً يحمل همهم! * وجد هلال الأبيض ضالته في والي ولايته مولانا أحمد هارون، الرياضي الأول في الولاية، الذي دعم ناديه بقوة خلال هذه الأزمة، وسارع إلى مخاطبة جماهيره في ميدان الحرية بالأبيض، مخففاً عليهم هول المصاب، وطالباً منهم التمسك بأهداب الأمل، ومبشراً إياهم بأن مساعيه الرامية إلى إعادة هلال التبلدي إلى بطولة الكونفدرالية لن تتوقف. * قرن والي شمال كردفان قوله بالعمل، وشرع في الاستعانة بمكتب محاماة دولي، للمحافظة على آمال فريقه في البطولة. * ناشد مولانا هارون رئاسة الجمهورية أن تتدخل لتدعم وتحافظ على مسيرة سفيري السودان الرياضيين، وطالب وزارة العدل أن تتمثل المنهج العمري في التعامل مع الأزمة، وأن لا تتهيب مراجعة القرار الكارثي الذي تسبب في التجميد، وأطنب في مدح فرسان التبلدي، مستهدفاً حمايتهم من شرور الإحباط. * لم يكتف والي ولاية شمال كردفان بذلك، بل أعد احتفالاً جماهيرياً ضخماً لبعثة هلال التبلدي سيقام في استاد الأبيض اليوم، ولا غرابة، لأن هارون كان وما زال وسيظل الداعم الأول للنادي، يرفده بالمال، ويدعمه معنوياً، ويحضر كل مبارياته مرتدياً شععاره، ويقف على كل صغيرة وكبيرة بنفسه. * منحت حكومة ولاية شمال كردفان موظفي الدولة إجازة منذ الساعة الثانية ظهراً اليوم، لتمكينهم من المشاركة في الاحتفالية الضخمة. * يحدث ذلك في شمال كردفان، فماذا عن الخرطوم؟ * حتى اللحظة لم يتكرم أي مسئول من الولاية بزيارة نادي المريخ لدعمه معنوياً مثلما فعل هارون! * لم نقرأ حتى تصريح (مساندة معنوية) للمريخ، من أي مسئول من ولاية الخرطوم، مع أن النادي يتبع للولاية، ويشرفها بمشاركته في بطولتين خارجيتين، إحداهما قارية والأخرى إقليمية! * لا والي الولاية، ولا وزير الشباب والرياضة في الخرطوم ولا أي مسئول آخر على أي مستوى، اهتم بمصاب المريخ الجلل، مثلما فعل هارون وحكومته في شمال كردفان! * موقف مستغرب، يضاعف آلام جماهير المريخ، ويضخم حجم الإحباط عند لاعبيه وإدارييه وجهازه الفني، علماً أن فرسان المريخ موجودون في معسكر إعدادي طموح يقام في تونس الخضراء حالياً، وهم في امس الحاجة إلى الدعم المعنوي، ولن نتحدث عن الدعم المادي، لأنه غير وارد طبعاً! * لن ننتظر من والي الخرطوم وحكومته أن يقدموا للمريخ ذات الدعم المهول الذي يحظى به هلال التبلدي من والي وحكومة ولاية شمال كردفان، لأننا نعلم أن ذلك لن يحدث، ولكننا نستغرب أن لا يحظى ممثل السودان (والولاية) في دوري الأبطال والبطولة العربية حتى بكلمة دعم ومواساة من والي ولاية الخرطوم ووزيره وحكومته! * غابت حتى كلمات الدعم المعنوي، ولم يحفل أحد بالمريخ، وترك مجلسه يصارع الأزمة منفرداً. * حتى أمانة الشباب في المؤتمر الوطني بالولاية لم تشغل نفسها بدعم المريخ معنوياً، لتخفف عنه هول الصدمة، وتجبر بعض الضرر الذي سببته (الشقيقة الكبرى) للمريخ! * نخشى أن يضطر المريخ إلى (طلب اللجوء الرياضي) على المستوى المحلي، لينتمي إلى ولاية شمال كردفان أو أي ولاية أخرى، تهتم حكومتها بأنديتها، وتقدم لها بعض السند، ولو على الصعيد المعنوي! * موقف غريب ومؤلم، يدل على أن حكومة ولاية الخرطوم لا تحفل بأنديتها، ولا تهتم بدعمها، ولا تسندها في مواجهة المصائب التي تحل بها، ولا تعرف قيمة الرياضة أصلاً. آخر الحقائق * بتنا لا نثق في صحة الأخبار التي تتحدث عن قرب انتهاء الأزمة، لأنها تتردد يومياً. * مرور الوقت يضعف آمال سفراء السودان الرياضيين، ويصعب عودتهم للمشاركة في البطولات الخارجية. * بمرور الوقت يتضاعف حجم الإحباط، ويتضخم الأسى، ويزداد السخط على كل من تسببوا في هذا الواقع المؤلم المرير. * فرقنا مطرودة من البطولات الخارجية. * والنشاط المحلي مصاب بالشلل الرباعي. * لم توقع المجموعتان على الاتفاق إلا بعد خراب مالطا. * علماً أن توقيعه معتصم وهمد على خارطة الطريق في الوقت الصحيح كان سيجنب السودان شرور التجميد. * قبل أسبوع من لحظة صدور قرار التجميد جمع السيد وزير الشباب والرياضة الاتحادي، وبشرهم بانتهاء الأزمة، وقرب التوقيع على الاتفاق. * مرت الأيام، ولم يتم التوقيع، إلا بعد أن وقعت الكارثة. * وقعوا بعد خراب مالطا. * السخط يشمل المجموعتين، لكن نصيب مجموعة الإصلاح منه أكبر، لأنه عاندت أكثر. * رفضت التوقيع، ثم وافقت بمجرد صدور قرار التجميد، وكأنها كانت تنتظر صدور القرار لتوقع. * موقفها المتعنت يجعلنا نشك في أنها استهدفت إقصاء المريخ وهلال الأبيض من بطولتي الكاف، لأنهما وقفا ضدها في الانتخابات. * نتوقع إقصاء المجموعتين معاً من أي تشكيل جديد للاتحاد السوداني لكرة القدم. * يجب على مجموعة معتصم أن تتنحى وتغادر المشهد بمجرد صدور قرار رفع التجميد. * وعلى مجموعة التدمير أن تعتذر للرياضيين وتعلن عدم ترشح قادتها في الانتخابات المقبلة. * التحية مثنى وثلاث ورباع لمولانا أحمد هارون، الوالي الذي يعرف أهمية الرياضة، ويتخذها معبراً لدعم مشروع نهضة ولاية شمال كردفان. * هارون رياضي مطبوع، ولو كان الأمر بيدي لأسندت إليه رئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم. * لا نرى ما يمنع ترشحه لرئاسة الاتحاد في الانتخابات المقبلة، بعد أن أكد بياناً بالعمل أن وجوده على قمة هرم إحدى الولايات يمثل إشعار إضافة للرياضة عموماً، ولكرة القدم على وجه الخصوص. * شيد لولايته إستاداً جديداً بمواصفات دولية. * دعم كل الأنشطة الرياضية والشبابية. * شيد المسارح والملاعب وقدم للسودان سفيراً رياضياً جديداً شرف وطنه في المحافل الخارجية. * وقدم لنا هلال الأبيض الذي بهر كل المحللين، وقهر الخصوم وجندلهم الواحد تلو الآخر، وضمن الترقي إلى ربع نهائي الكونفدرالية قبل أن يكمل مبارياته في مرحلة دور المجموعات. * هلال التبلدي يستحق الدعم الذي حصل عليه من مولانا هارون، ومن جماهير الأبيض. * ومولانا هارون يستحق التكريم بأرفع الأوسمة الرياضية. * والي شمال كردفان (دخري الحوبة)، شتان بينه ومن انطبقت عليهم مقولة (البوم البعجبو الخراب)! * حظي فرسان التبلدي بمن يربت على أكتافهم، ويمدح جهدهم، ويخفف مصابهم. * ولم ينل فرسان المريخ حتى كلمة مواساة، من كل مسئولي الولاية التي يتبعون لها، ويرفعون رايتها في المحافل الدولية. * آخر خبر: للمريخ رب يحميه!