غارزيتو يخطر الوالي رسمياً بعرض الاتحاد الليبي ولقاء مشترك بالخرطوم لحسم الأمور الفرنسي يلتزم بالعودة في الموعد المحدد ويشرف على مباراة المريخ أمام مريخ الأبيض وضع نادي الاتحاد الليبي الفرنسي غارزيتو المدير الفني للمريخ على مشارف الخروج من القلعة الحمراء بعرض لا يُقاوم وبزيادة تخطت نسبة 100% من المبلغ الذي يتقاضاه سنوياً من نادي المريخ، وفي ظل الطفرة الكبرى التي حدثت في الكرة الليبية بفضل النتائج المميزة التي حققها أهلي طرابلس يخطط الاتحاد للسير على خُطاه والاستفادة من مشاركته أفريقياً العام المقبل في تقديم نفس المستوى والعمل بجدية من أجل مطاردة الألقاب الأفريقية وبالتالي لم يجد مدرب بطولات يستطيع أن يحقق له هذه الطموحات غير الفرنسي غارزيتو. لم يجد الاتحاد الليبي أي صعوبة تذكر في تقديم عرض لا يُقاوم للفرنسي غارزيتو المدير الفني للمريخ من واقع الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة الليبية مؤخراً لنادي الاتحاد بعد أن أودعت ميزانية ضخمة في أحد المصارف لإحداث طفرة كبرى في مستوى الاتحاد عندما يشارك في البطولة الأفريقية العام المقبل برغم الظروف الاستثنائية التي تعاني منها ليبيا والتي حرمتها من إقامة أي منافسات محلية على مدى خمس سنوات، ولكن يستطيع الاتحاد أن يقدم نفسه على طريقة أهلي طرابلس بالاستفادة من الميزانية الضخمة التي خصصتها له الحكومة الليبية وأودعتها في أحد البنوك وتقرر أن يتحول الفريق إلى معسكر دائم في المغرب على أن يلعب مبارياته في تونس الأمر الذي شجع الفرنسي غارزيتو على دراسة الأمر بجدية لأن الإقامة في المغرب وتونس ذات الطابع الفرنسي أفضل بكثير له من الإقامة في الخرطوم، وأخذت مفاوضات الاتحاد الليبي مع غارزيتو طابع الجدية من واقع المبلغ الضخم الذي خصّصته الحكومة الليبية لمنصرفات الجهاز الفني فعرض النادي على غارزيتو مبلغ 140 ألف دولار كمقدم عقد إلى جانب مبلغ 35 ألف دولار كراتب شهري ليصل إجمالي ما يتقاضاه غارزيتو مع الاتحاد الليبي سنوياً إلى مبلغ 560 ألف دولار وهو يفوق نسبة 100% للدخل السنوي الذي يحصل عليه غارزيتو في نادي المريخ، وضاعف الاتحاد راتب أنطونيو ومقدم عقده مع المريخ حيث يتقاضى الابن مبلغ خمسة آلاف دولار شهرياً ستصعد إلى عشرة آلاف دولار في نادي الاتحاد الليبي ومبلغ 50 ألف دولار كمقدم عقد الأمر الذي سيجعل انطونيو يحزم حقائب الرحيل ويرافق والده في تجربة جديدة يمكن أن تضيف له الكثير خاصة على الصعيد المالي. غارزيتو يخطر الوالي رسمياً لا يخطّط غارزيتو للهروب الكبير وعدم العودة للخرطوم والتوجّه إلى ليبيا ومباشرة مهامه مع الاتحاد والمريخ آخر من يعلم لأن الرجل يحمل وُداً كبيراً للسيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ ولذلك وبمجرد ما أخطره نادي الاتحاد الليبي برغبته في التعاقد معه وقدم له عرضاً رسمياً إلا وقام بالاتصال بالسيد جمال الوالي وأبلغه بالعرض المقدم له من نادي الاتحاد الليبي وطلب منه تحديد موقفه حتى يتمكن من الرد على الاتحاد الليبي وطلب الوالي من غارزيتو الحضور للخرطوم والجلوس معه لحسم الأمور بصورة رسمية لكن المؤكد أن جمال الوالي لن يتجه للدخول في مزايدة في ظل العرض الضخم المقدم من الاتحاد الليبي وسيشرف غارزيتو على الفريق بصورة طبيعية حتى حلول سبتمبر وبعدها سيرحل لبداية مشواره الجديد مع الاتحاد الليبي. غارزيتو يعود في الموعد المحدد سيلتزم غارزيتو بالموعد الذي حدده لمجلس إدارة نادي المريخ للعودة للخرطوم منتصف الشهر الحالي حتى يشرف على مباراة الفريق أمام مريخ الأبيض وسيجلس الفرنسي مع جمال الوالي للتفاكر معه حول فريق الكرة وحول العرض المقدم له من الاتحاد الليبي وبناءً على هذا الاجتماع سيحدد غارزيتو موقفه بالرحيل أو مواصلة المشوار مع تحديد المدى الزمني للمغادرة. إحباطات خاصة تدفع الفرنسي للرحيل بعيداً عن العرض الضخم والمُغري من الاتحاد الليبي هناك عوامل مهمة من شأنها أن تدفع غارزيتو للرحيل عن القلعة الحمراء، فلدى انعقاد المؤتمر الصحفي لمباراة المريخ أمام الترجي في البطولة العربية ذرف غارزيتو الدموع حزناً على ضياع الحلم العربي وتحدث عن إحباطاته الشخصية في الكرة السودانية والصراعات التي تعيشها والتي أفضت إلى تجميد النشاط وحرمان المريخ من خطف بطاقة التأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال وانتقلت تلك الإحباطات مع المريخ عربياً وحرمته من التأهل إلى نصف النهائي ووصل غارزيتو من خلال حديثه في ذلك المؤتمر إلى قناعة بأن تحقيق الإنجاز مع الكرة السودانية أمر صعب للغاية في ظل الصراعات الموجودة والأجواء التي لا تشجع على الإطلاق على تحقيق إنجاز واستصحب الفرنسي المستقبل المظلم الذي ينتظره في السودان فوضع نفسه أمام خيار الرحيل لأنه يتوقع أن تندلع المزيد من الأزمات عند انعقاد انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم ولا يستبعد أن يحدث التجميد من جديد وأهم من ذلك كله ينظر غارزيتو بعين القلق للموعد الذي حدده مجلس إدارة نادي المريخ لانعقاد جمعيته العمومية وفي ظل الأخبار المتداولة عن عدم رغبة الوالي في طرح نفسه كمرشح للرئاسة في المرحلة المقبلة لا يطمئن غارزيتو لقدرة أي مجلس على الوفاء بالتزاماته المالية لذلك يرى أن الرحيل في هذا التوقيت وفي ظل العرض المميز المقدم له من الاتحاد الليبي أمراً لا مفر منه. لا مانع في دفع الشرط الجزائي لدى الفرنسي الفرنسي غارزيتو أبلغ المقربين منه بأن عدم سداد رواتبه لعدة أشهر من جانب مجلس إدارة نادي المريخ ليس من ضمن الأسباب التي دفعته للرحيل لأنه يثق تماماً في الرئيس جمال الوالي وفي أنه سيحول له كل مستحقاته إلى باريس لأنه يعلم صعوبة الإجراء في التحويل المالي إلى أوروبا في ظل العقوبات المفروضة على السودان ويرى غارزيتو أن تجربته السابقة مع الوالي شهدت التزاماً عالياً ومصداقية لا مثيل لها وبالتالي فهو غير قلق على الإطلاق بالنسبة لرواتبه طرف نادي المريخ ويثق في أنه سيتسلم تلك المبالغ في أي وقتٍ مناسب، كذلك أبلغ غارزيتو المقربين منه بأنه مدرب محترم ولا يرغب مطلقاً في كسر العقود التي تربطه مع الأندية حتى لا تمس سمعته كمدرب وتجعل الأندية تتوجس في التعاقد معه لكنه يرى أن هناك ظروفاً قاهرة وأجواء غير مناسبة في السودان تجعله يستأذن مجلس إدارة نادي المريخ في الرحيل، وبرغم عدم وجود نص مكتوب في العقد الذي يربط بين المريخ وغارزيتو يفرض على المدرب دفع شرط جزائي للأحمر الا أن هناك اتفاقاً شفاهياً على الشرط الجزائي بينه ورئيس نادي المريخ السيد جمال الوالي بأن يدفع غارزيتو للمريخ راتب شهرين حال إخلاله بالعقد ورحيله قبل الفترة المتفق عليها وبرغم أن هذا النص غير مكتوب في العقد لكن غارزيتو أكد استعداده للالتزام بهذا الشرط لأنه يعتبر ملزماً له من ناحية أخلاقية حتى وإن لم يكن ملزماً من ناحية قانونية ولا يمانع في خصم راتب شهرين من متأخراته طرف نادي المريخ حتى ينهي علاقته مع الأحمر دون مشاكل تذكر. ++ المريخ سيخوض تجربة البحث عن بديل في توقيت محرج سعى مجلس إدارة نادي المريخ هذا العام لوضع حد لظاهرة عدم الاستقرار الفني جراء التغيير المستمر للمدربين وقاوم المجلس كل التيارات التي كانت رافضة لاستمرارية غارزيتو بعد أكثر من نتيجة محبطة ولكن مجلس المريخ أظهر تمسكاً لا مثيل له بالفرنسي مع توفير الحماية الكاملة له حتى يضع حداً لظاهرة التغيير المستمر للمدربين لكن هذه المرة جاءت من حيث لا يحتسب مجلس الإدارة بأن اختار المدرب الرحيل وبالتالي سيخوض مجلس المريخ وفي توقيت بالغ الحساسية والإحراج تجربة البحث عن مدرب في منتصف الموسم، ويبدو أن كل الظروف تقود إلى عودة المدرسة الوطنية لتدريب الفريق لأنه لا توجد استحقاقات خارجية تستحق التعاقد مع مدرب أجنبي فضلاً عن أن التعاقد مع مدرب أجنبي جديد في هذا التوقيت ستكون نتائجه قاسية وبالتالي سيكون المدرب الوطني الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الفريق هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة.