* ظللت أشعر بقلق شديد منذ أن أعلن الاتحاد ميقات مباراة القمة في الثلاثين المقبل، وهي تقام تحت ضيافة النادي الأحمر مما يعني أن تقام على ملعب القلعة الحمراء. * سبب القلق الشديد هو سلوك الهلال القبيح والذي أصبح عرفاً، كونه يقوم بتدمير كل مقاعد وأساسات الإستاد اللوحة، ويقوم بهذا العمل الكريه حتى لو كان فريقه منتصراً أو متعادلاً. * لقد ظل هذا الجمهور المتهور يهوى العبث بممتلكات النادي الأحمر، كلما سنحت له الظروف أن يتجمع فيه. * قبلاً ظننا أن سبب هذا الغل والحقد الدفين سببه الطفرة الكبيرة التي أحدثها جمال الوالي في الديار الحمراء، وأن عشاق الأزرق فاض به الحسد فصاروا يتصرفون بلا هدى أو عقل منير. * ولكن ماذا نقول بعد أن من عليهم الكاردينال بالجوهرة الزرقاء والتي لا تقل شيئاً عن القلعة الحمراء. * إذن ما يسكن قلوب الجماهير الزرقاء أمر مولود معهم وهو أصل في جيناتهم وجنونهم، وهو بلا جدل كره الجمال الأحمر وشعور متأصل في السفلية الدائمة لهم في مقابل علو كعب الأحمر الوهاج داخلياً وخارجياً بكل تأكيد. * أذكر عندما كانت مباراة القمة اللأفريقية والمقامة بإستاد الهلال، بعد أن صار جوهرة تسر الناظرين. * ذهبت قبل موعد المباراة بيوم لإستاد الهلال، وحقيقة ذهلت من ذلك الجمال الأزرق الذي انصب في هذه البناية الأنيقة. * فلم أتحفظ على ما شعرت به وأحسسته من جمال، وكذلك ما انتابني من خوف أن يقوم بعض أفراد الصفوة بإلحاق السوء بهذا العمل الكبير رداً على ما ظل تفعله جماهير الهلال. * فكتبت مقالاً طويلاً في هذه الزاوية، أشدت بما حدث في الجوهرة الزرقاء من طفرة عمرانية تحسب للسودان قبل الهلال والكاردينال. * وطالبت جماهير المريخ بصريح القول بأن لا يجاروا جماهير الهلال، وطلبت منهم أن يتعاملوا بكل الرقي والأناقة مع أثاثات الجوهرة ويحافظوا عليها حتى من جماهير الهلال. * وقلت لهم لا نريد أن نرى تهور بعض الغاضبين على ما حدث لكراسي المريخ من جماهير الهلال مثنى وثلاث، بل عليهم بضبط النفس والأيادي، حتى وإن كان المريخ مهزوماً ومظلوماً من الحكام، فعلى الكافة أن يعلموا أن هذا الجمال العمراني ملك لكل الشعب وإن اختلف في التوجهات والأفكار والعواطف. * والحمد لله رب العالمين فإن جماهير الأحمر الوهاج لم تخذلنا، فلقد خرجت من الإستاد في أبهى صورة وأجمل سلوك، فصدق من أطلق عليها لقب الصفوة. * الرأي عندي هو، أن ما ظل يتكرر من جماهير الهلال تخطى أن يحسب على الجماهير المنفلته ذات النفوس الخرابة، والخربة وحسب. * فالأمر واضح بجلاء وهو أن المجلس والإعلام الأزرق لهما فيه ضلع أعوج كبير، ولن نبرئهما مما يحدث باستمرار لكراسي القلعة الحمراء أبداً أبداً. * وكيف نبرئ المجلس وهو يسمع ويرى عبث منتسبي ناديه، ومع كل هذا لا يفتح الله عليه ببيان من بيانات عماد جقلاب التي تظهر بسبب وبلا سبب. * وحتى إعلام الهلال الرسمي أو العاطفي لم يكتب حرفاً واحداً يدين فيه ما يحدث من تلك الجماهير غريبة الأطوار والأفكار. * إذن أنا اليوم أكثر سعادة بقرار مجلس المريخ الحكيم، بتحويل مباراة الفريق أمام الهلال لإستاد الخرطوم، تفادياً لعبث العابثين الزرق. * وليس من المقبول ولا المعقول أن يقبل المجلس بإقامة المباراة على الإستاد الذي تمت صيانته مؤخراً وبمبالغ كبيرة، حتى أضحى الآن في أبهى صوره. * صحيح أن تحويل المباراة للخرطوم المتضرر منها فنياً المريخ، ولكن نخسر المباراة ولا نستضيف ضيوفاً ثقلاء لا رشداء. ذهبيات * على جماهير المريخ أن تحتل إستاد الخرطوم مبكراً، وتقوم بتشجيع فريقها بقوة كما ظلت تفعل باستمرار. * يضحي المريخ بالتغرب عن ملعبه خوفاً من العابثين الذين لم يجدوا من يردعهم داخلياً. * لماذا لم نسمع ما يدين هذه التصرفات الهوجاء من رئيس الهلال. * على الجميع إدانة انفلات الجماهير خاصة فيما يخص الأثاثات العامة في جميع الإستادات بلا استثناء. * زمناً طويلاً ينتصر المريخ على الهلال، والعكس كذلك يفوز الهلال على المريخ، و لم تكن هنالك أية تفلتات تمس كراسي الإستادات. * ولكن سن جمهور الهلال هذه السنة القبيحة الكريهة، التي تهدر الجهود والأموال والبلاد في أصعب الأحوال. * لو لم يتواص أهل الهلال بالحسنى ويردعون منفلتيهم، فإن صبر الآخرين على هذه الفوضى لن نضمنها. * السودان بصفة عامة متأخر جداً في جانب المنشآت الرياضية. * ولابد أن يشكر الجميع السيد جمال الوالي الذي كان فضل المبادرة، وهو يقوم بإعادة بناء إستاد المريخ وجعله لوحة ظاهرة. * وما فعله والي الجمال كان خير استفزاز للكاردينال الذي قام بنفس الأمر في تطوير مباني الأزرق لتصبح جوهرة كما يشاهد ويتابع الناس ما يدور هناك. * فالبناء في البلاد التي هي وضعنا الاقتصادي والفكري، يبقى أمر صعب وشاق وغير مقدور عليه. * وخير دليل على قولي هذا هو مشروع المدينة الرياضية التي مكثت ثلاثين عاماً من البهدلة. * عليه أصبح من الغباء أن يجد المتلاعبون بهذه الممتلكات، السند والصمت تجاه فعلهم البغيض. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نسأل: ألا يشعر جمهور الهلال بالحرج مما يحدث منه باستمرار تجاه ممتلكات إستاد المريخ؟