* وصلتني الرسالة التالية من الحبيب نهاد، حفيد الحاج عبد الرحمن شاخور، الأب الروحي للمريخ، وكتب فيها ما يلي: (الحبيب مزمل، الولد الحديقة، اختصاصي مدمني كبد الحقيقة، صباح النور عليك يا زهور. * فشلت من قبل في الوصول إليك، وكل ما حاولت من جديد، صدوني حراسك، فتعجبت ورددت: الأستاذ يمكن نسى، ويمكن قِسى، ويمكن ظروف المدرسة، ليدرز وما جاورها. * للذي لا يرى في جمال جمالاً نقول: ترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلاً، والذي نفسه بغير جمالٍ، لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً. * العزيز آدم عبد الله سوداكال: عشان عارفني بستناك، أنا وأشواقي والساعة، ولمن طال زمن جيتك شفقت عليك من السكة، دموع عيني وراك كملوا. * لمجلس قريش: نهتف في الخلا والملأ، هلا يا هلا، مريخ سوداكال شموخ وعُلا، وما أجمل العيش، تحت راية قريش، كلنا لآدم، وآدم من طبقة جمال، ميسور حال، جاهز للنضال، وكلاهما للصرف احتمل، بيان بالعمل. * للعالي الغالي جمال الوالي، إنت داخل مجلس الإدارة مهارة وشطارة وجسارة، وفي صفوف الجماهير خطير، وخيرك كتير. * وفي مجلس الشرف إنت الشرف سار ليك اسم ووسم، وللجميع دايماً مبتسم، ونجد الملاك بان مرتسم. * القراء الأعزاء، إزيكم كيفنكم، أنا لي زمان ما شفتكم. * الفقرة الأولى من المقال بعنوان (ما قلنا ليك)، فالحب كالحرب، سهل البداية، وصعب الإيقاف، ومراتبه كالآتي، الحب، الهوى، الغرام، العشق، الوجد، الولع، الوله، الافتتان، الهيام والجنون. * المرتبة الأخيرة وصل إليها كثير من الصفوة، منهم قدورة المجنون، الذي عاتب دكتور مزمل عندما نعته بالعاقل، لأنه غارق في بحر المريخ، ولا يفكر في البحث عن طوق نجاة، ويردد لدكتور مزمل (إن شاء الله أجن وأزيد في الجن وأبقى كلي جنون)! * لم يكن قدورة وحده واقفاً في ذلك الطابور، فمعه صديقي الوفي فيصل كرم، الذي أقسم بعد أن ظفر المريخ بكأس مانديلا أنه سمع عبر إذاعة مونتي كارلو، أن المريخ وقع ضمن المجموعة الخامسة في تصفيات كأس العالم، وتضم المريخ والأرجنتين وإيطاليا والكاميرون!! * كما أكد أنه اطلع على نشرة طبية حديثة، تشير إلى أن آخر ما توصل إليها علماء الطب في العلاج والشفاء التام، أن تتبع الخطوات التالية: الإكثار من شرب الماء وممارسة رياضة المشي ، ومشاهدة مباريات المريخ، والاستماع لأعذب ألحان وموسيقى الخماسي الفنان، بتهوفن والتش وموزارت وسيما والغربال. * عاتبته بعد أن رأيته لا يستطيع حمل قواه عندما تشتد الريح على المريخ، فقلت له آن الأوان لتستريح من حب الزعيم، فرد (هيهات، أنا مجنون والمريخ بالنسبة لي التجاني الماحي، لا فكاك)! * ومن حبات عقد الجن الأحمر الصديق العزيز عبد الرحمن يوسف بابكر، الشهير بوزير الدفاع، ويكفي أنه من الدويم بلد الأهرامات الأربعة، بخت الرضا، المحجوب، خليل عثمان، والطيب عبد الله زعيم أمة الهلال. * جمعني به حب المريخ والعمل، في منشأة اقتصادية خاصة، فسألته ذات مرة، الجماعة ديل ما زادوا لينا الراتب، فأجاب: الناس ديل بزيدوا الضغط والسكري، ما بزيدوا الراتب، وأضاف: أجمل يومين في الدهر، يوم صرف الراتب ويوم المريخ غالب!! * لن ننسى في هذا التطواف، بعض مجانين المريخ، الذين أوصلهم حب المريخ إلى شندي سيراً على الأقدام لمشاهدة مباراة الزعيم مع الأرسنال في دار جعل، يرددون أغنية (مشينا مشينا.. في طريق الحب مشينا)! * ومن بين أولئك الفتية الذين هاموا بالمريخ، وزادتهم إنجازاته فنون وجنون، المريخاب الحار كامل الإحمرار، الصديق ميرغني السر، الشهير بالسنجك. * السنجك يا مزمل على الرغم من ضغوط الحياة، وسعيه وكده طوال اليوم، لتأمين لقمة العيش ومصاريف الصغار، قال إن أمنيته في الحياة لا مال ولا عقارات ولا جاه ولا سؤدد، إنما العثور على طاقية الإخفاء، كي يلبسها وينزل مع المريخ الميدان، ليفعل بخصوم الزعيم الأفاعيل!! * لا عجب فهو مريخابي أب عن جد لحفيد، بعد أن اعتاد على اصطحاب ابنه الصغير لنادي المريخ، للاحتفال عقب كل انتصار على الهلال، وفي بعد أن هزم المريخ الهلال في مباراة كأس دعم الطلاب، وظفر بالكأس احتفل مع ابنه مع المحتفلين وعادا إلى الدار مبتهجين فرحين، وفي صبيحة اليوم التالي أعاد التلفاز المباراة، فشجع صغير ميرغني المريخ بكل حواسه، وفرح بالانتصار، وجلس أمام منزله في انتظار والده، وقال له: هيا يا أبي لنذهب إلى نادي المريخ، فسأله الوالد عن السبب، فرد عليه الصغير قائلاً: تاني غلبنا الهلال!! * ومن مجانين المريخ إلى مظاليم الهوى، في مباراة جمعت أحدهما بالشاعر الأصمعي، تبادلا الحوار فيها على طريقة (ون تو، خد وهات) في كرة القدم، وكان يجيد ذلك الضرب بشرى وبشارة، وسانتو كمال، وجمال أبو عنجة وعادل أمين. * جرت المباراة في إحدى القفار التي كان يعبرها الأصمعي على ناقته، في ذهابه وإيابه لقضاء أغراضه، فلمح صخرة مكتوب عليها (يا معشر العشاق بالله خبروا إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع)؟ * فنزل الأصمعي وكتب تحت البيت بذات الصخرة (يداري هواه ثم يكتم سره ويخشع في كل الأمور ويخضع). * عندما عاد وجد العاشق المكتوب سطر بيتاً جديداً، كتب فيه (كيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطع)؟ فرد عليه بهجمة مرتدة، وكتب: (إذا لم يجد صبراً لكتمان سره فليس له شيئ سوى الموت ينفع)، وانصرف، ثم عاد لمباراة الإياب، فوجد العاشق المجهول ميتاً بجوار الصخرة، بعد أن سجل البيت الخامس، وكتب: (سمعنا أطعنا ثم متنا، فبلغوا سلامي إلى من كان للوصل يقطع، هنئياً لأرباب النعيم نعيمهم، وللعاشق المسكين ما يتجرع)! * نعود للأستوديو التحليلي لتلك المباراة، فنجد فيه الأستاذ الفنان محمد ميرغني الذي جمع بين الكفر والوتر، وساهم في صعود فريق الأمير البحراوي إلى دوري الأضواء عندما كان لاعباً في صفوفه، ماذا أنت قائل سيدي الرائع محمد ميرغني في شأن ذلك العاشق الذي خرج من دوري الحياة بسبب الحب، فقال: (ما قلنا ليك الحب طريق.. قاسي وصعيب ما بتحملوا)! * الفقرة الثانية باسم (يا صبية)، كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1989، كانت إنجازاً في وسطه إعجاز، حيث ظلت شباك الزعيم في جميع مباريات الإياب عذراء، وحصانة من أقدام اللامسين، بيضاء من غير سوء. * لنتاكد: هزم البنزرتي التونسي بهدفين نظيفين، وصرع باتروناج الكنغولي بنتيجة مماثلة، وهزم قورماهيا الكيني اتنين صفر، وبندل يونايتد النيجيري واحد صفر.. كان وراء ذلك الإعجاز الستار الحديدي، المكون من جمال وبدر الدين وعبد السلام وكمال وعاطف عبد الغني وإبراهيم عطا والأخطبوط حامد بريمة، فيا ترى ماذا نردد، للدرع الواقي، وتلك المتاريس الحديدية القوية وحوائط الصد الفولاذية؟ * هل نردد لها يا حارسنا وفارسنا؟ أم يا صبية الريح ورايا، خلي من حسنك ضرايا؟ * وهل يمثل الجمال ساتراً يقي الناس من عاديات الزمان؟ * كي تعرفوا الإجابة أسألوا جمال المريخ، الذي حمى الزعيم 14 عام! * أرى أن عبارة (الحارس مالنا ودمنا) صالحة لجيل مانديلا ولجمال في كل زمان ومكان. * الفقرة الأخيرة بعنوان (يوم الزيارة)، جمال لم يكن مجرد دافع أموال، لأنه أحدث طفرة هائلة في الجانب الاجتماعي، لأنه ظل يعود المرضى ويشارك المريخاب افراحهم وأتراحهم، وكانت آخر مهامه الاجتماعية في لجنة التسيير الأخيرة زيارته الكريمة للملك النعمان رئيس رابطة مشجعي المريخ سابقاً، في داره بالثورة الحارة الثانية أم درمان. * قبل أن يجلس الوالي في حضرة الملك جانا الخبر شايلو النسيم، في الليل يوشوش في الخمائل، هش الزهر، بكت الورود، سالت مشاعر المريخاب جداول! * كيف لا، فهو لقاء جمال وملك، تاج وراس، ساس وأساس، ذهب وماس، ناس وأنناس، أسرار ورادار، فهل يا ترى ردد الملك النعمان للرئيس المحبوب عبارة: (حبيبي آه، وقلبي تاه في يوم الزيارة)؟ أم غنى له (حبايبي الحلوين أهلاً جوني وأنا ما قايل، حلوين زي ديل بزورني، جوني زاروني شايلين أسحار، شايلين الليل قلبوهو نهار، حبي المكتوم عملوهو جهار، والشافهم قال جلّ القهار). * (كل عام والصفوة في بهجة وحبور وسرور). * أخوك نهاد شاخور