في حقبة الستينيات والسبعينيات الميلادية كانت معظم الفرق والأندية تلعب بتنظيم 4:2:4 وهو تنظيم هجومي أشتهر به البرازيليون. يتواجد 4 لاعبين في الدفاع و2فقط في خط الوسط و4 في الهجوم ، 2 على الأجنحة و2 في عمق الهجوم ثم تطور في الثمانينيات. اصبح التنظيم الجديد يعتمد على ثلاثة في الوسط ومثلهما في الهحوم مع تواجد اربعة لاعبين في الدفاع ، او ما يعرف بطريقة 3:3:4. إستمر هذا الوضع لفترة من الزمن حيث إنتهجته الأندية السودانية ، الهلال والمريخ والمنتخب وغيرها من الأندية حتى النصف الثاني من الثمانينات. حصل تعديل جديد تم بموجبه تخفيض جديد لعدد لاعبي الهجوم من ثلاثة الى اثنين لتدعيم خط الوسط ليصبح التنظيم الجديد 2:4:4. في مطلع التسعنينات تعاقد المريخ مع المدرب الألماني هورست الذي غير طريقة تنظيم اللعب من 2:4:4 الى 2:5:3 حتى اصبحت معتمدة لكل اندية السودان. في صيف يونيو 2005 تعاقد الهلال مع المدرب البرازيلي المغمور وقتها هيرون ريكاردو الذي لم تكن له تجربة مع أندية كبيرة قبل الهلال. قام هذا المدرب الشجاع بتغيير تنظيم اللعب من 2:5:3 الذي ترسخ في اذهان اللاعبين والمدربين والإعلاميين إلى تنظيم 2:4:4. تعرض البرازيلي في البداية الى هجوم شديد من أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة، لكنه وجد مساندة قوية من رئيس الهلال انذاك الأرباب صلاح إدريس. في 2005 حافظ ريكاردو على صدارة الدوري في الدورة الثانية ومن ثم الفوز به ، بعد ان خرج الفريق من دوري أبطال إفريقيا امام الترجي في عهد المدرب سفيان الحيدوثي. بدأ ريكاردو موسم 2006 بنتائج غير موفقة حيث تأخر الهلال ب 7 نقاط عن غريمه المريخ وفي دوري الأبطال خرج على يد أورلاندو بطل جنوب إفريقيا. ولم يصمد الفريق في دور ال16 مكرر في بطولة كأس الإتحاد الإفريقي وخرج من المنافسة على حساب أولمبيك خريبة المغربي . تعرض ريكادو لهجوم شرس من الإعلام الأزرق بعد تلك الاخفاقات، لكن الأرباب صمد أمام العاصفة وجدد الثقة في البرازيلي. لم يخذل ريكاردو الارباب فقلب الطاولة على المريخ في الدورة الثانية وتفوق عليه بفارق 7 نقاط بعد كان متأخر بمثلهما في الدورة الاولى. واصل ريكاردو مسيرته الظافرة مع الهلال وحقق نتائج ايجابية محليا وخارجيا، واقتفت معظم الاندية اثره وباتت تلعب بتنظيم 2:4:4. يتعرض اليوم مدرب الهلال التونسي نصر الدين النابي الذي يلعب بطريقة 1:3:2:4 لهجوم شرس بنفس الحجج التي عارض بها الإعلام الأزرق ريكاردو. يلعب النابي بتنظيم يعد هو الأحدث حاليا، وتلعب به معظم الفرق الكبيرة ، في الدوريات الاوروبية كليفربول ومانشستر سيتي مثلا. وهنا نذكر بأن مدرب المريخ الألماني كروجر كان أول من لعب بهذا التنظيم وحقق به مع الفريق بطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي. نعتقد ان النابي إذا وجد المساندة القوية من ادارة النادي كما وجدها ريكاردو في عهد الارباب يمكن ان يحقق نتائج ايجابية مع الفريق في المستقبل القريب. في مباراة الهلال والأهلي شندي لعب مدرب الاخير النقر بنفس تنظيم خصمه، حيث أشرك منتصر ربيع على الجناح الأيمن ومدثر العملين على الجناح الأيسر لمنع تقدم ظهري الهلال سيسه وبويا. ولعب النقر بنفس التنظيم أمام الرابطة كوستي، وفاز عليها بهدف دون مقابل، ونعتقد بانه نجح في المهمتين لانه كان يلعب بدون ضغوط اعلامية او جماهيرية. ان هذا التنظيم يحتاج إلى وقت وصبر حتى يتأقلم عليه اللاعب السوداني، ولا نستبعد ان يعتمد عليه كل المدربين في فترة وجيزة من الآن . نامل من ادارة الهلال ان تساند مدربها وينبغي عليها ان لا تتاثر بالضغوط مهما كانت نتائج ،فريكادو احتاج لثلاث مواسم حتى رسخ طريقته . يحتاج النابي لموسم آخر على الأقل لترسيخ هذا التنظيم وحسب تقديري فان صعود الهلال لدور المجموعات سيمنح النابي الفرصة للإستمرار لعام آخر . خروج الهلال من بطولتين إفريقيتين وتأخره عن المريخ بفارق 7 نقاط في الدورة الأولى في عهد ريكاردو كان كفيلا بالإطاحة به لولا وقوف الأرباب معه. وضع ريكاردو تكرر مع التونسي محمد عثمان الكوكي في اهلي شندي حيث لم يحصد الفريق سوى نقطة واحدة من 5 مباريات لكن الأرباب صبر عليه ، وفي النهاية حقق مركز متقدم سمح له بتمثيل السودان في بطولة كأس الإتحاد الإفريقي . يوسف حسين صنعاء آخر الكلام تراجع مدرب المريخ اتوفيستر عن تصريحاته التي حاول فيها التقليل من شأن الهلال،. تصريحات اوتوفيستر عن الهلال لم تكن موفقة ، وهي تدل على انه يعيش في الزمن الضائع. المدربون الكبار يوزنون حديثهم بميزان الذهب ولا يقللون من قيمة منافسيهم مهما كانت المبررات. الآن تاكد لنا ان المريخ اخذ مقلب كبير عندما اقدم على التعاقد مع هذا المدرب العجوز. اقترب موعد مباراة القمة وسنرى ان كان "اوتو" قادرا على هزيمة الهلال باقل مجهود ، ام سيرحل على طريقة مواطنه كروجر. الهلال لحمه مر يا اوتو .. واذا كان قد خسر مباراة، فهذا لا يعني انه "هوين". وداعية: " الميدان يا حميدان"