* انفض سامر الانتخابات وانجلى غبارها ليسفر عن فوز مجموعة التطوير والنهضة (النسخة الجديدة) بمقاعد مجلس إدارة العام، على حساب مجموعة معتصم جعفر التي هيمنت على المجلس لمدة سبع سنوات، انتهت بعودة عراب المجموعة الأصلي، الذي أفلح في رد الدين لمن انقلبوا عليه بالأمس. * أتى فوز مجموعة الإصلاح لينهي معركة شغلت الشارع الرياضي لأكثر من عام ونصف العام، وبعد أن تعرضت المجموعة نفسها لعوامل تجريف كثيرة، أفقدتها قائدها الأول، الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم، وعدداً من القيادات التي ابتدرت المعركة، وخاضت معمعة (جمعية عبد العزيز التعاونية)، أمثال المهندس عبد القادر همد، وسيف الدين الطيب (الكاملين) وجمال الكيماوي وغيرهم. * اضطرت المجموعة ومن شايعوها بقيادة أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني إلى الاستعانة بجوكر شداد، لكسب معركة تخبطت فيها المجموعة بدرجة أدت إلى تجميد نشاط السودان بقرار من الفيفا. * أتت النتيجة متقاربة خلافاً للتوقعات، لأن شداد فاز على معتصم بفارق خمسة أصوات. * انحصر الفارق الحقيقي في ثلاثة أصوات فقط لو نالها معتصم لفاز، مع ملاحظة أن الصوت التالف الذي استبعد كان من نصيبه. * ذلك يؤكد صحة ما كتبناه عن عدم صحة ما يتردد عن امتلاك مجموعة النهضة 47 صوتاً، لأن الجمعية الفاسدة التي أدت إلى تجميد نشاط السودان لم تشهد تنافساً حقيقياً كالذي حدث بالأمس، وأدى إلى خسارة معتصم بفارق طفيف، وتعادل أسامة مع حميدتي قبل أن ينسحب من جولة الإعادة. * انطوت الانتخابات، ونحن نهنئ الاتحاد القديم المتجدد، وننتظر من شداد أن يبدأ حقبة جديدة، قوامها التعاون مع الأندية لإصلاح حال الكرة السودانية المائل، وقد شهد عليه بالبؤس، وأبدى حزنه لما آل إليه حال المجتمع الكروي والبنيات الأساسية الخاصة بالاتحاد. * ننتظر من شداد أن يبتدر عهداً جديداً، يمد فيه يديه للأندية الكبيرة، ولا يقدم نفسه بالطريقة التي وصفه بها بعض زملائه في المجلس الجديد، بحسبانه القادر على (وقف تفلتات القمة). * عليه أن يتذكر بدءاً أن القمة التي يريد له البعض أن يحاربها وقفت معه، وصوتت له وفضلته على معتصم. * أول معضلة ستواجه شداد تنحصر في أن المجلس الجديد يفتقر إلى التوازن، بسيطرة مجموعة كبيرة من غلاة أنصار الهلال عليه، وضعف تمثيل المريخ فيه. * خمسة من الضباط الستة للاتحاد ينتمون إلى الهلال، والمريخ ليس ممثلاً فيهم إلا بإداري وحيد، هو اللواء شرطة د. عامر عبد الرحمن الذي رفضه شداد بقوة، وصارع لإبعاده من منصب النائب الأول لمصلحة محمد جعفر قريش، وأخفق في إبعاده، وأسمعه كلاماً جارحاً في آخر اجتماع سبق الانتخابات. * معظم أعضاء المجلس من المنتمين إلى اللون الأزرق، وفيهم مشجعون متعصبون، أمثال رمزي القضارف الذي قدم أسوأ صورة للإداري المنحاز لناديه في شكوى المريخ الشهيرة ضد الأمل. * هذا الوضع يتطلب من شداد أن يهتم بمنع تفلتات بعض أعضاء مجلسه قبل أن يشغل نفسه بتفلتات القمة. * لا جدال على أن الاتحاد الجديد ورث خراباً لا يوصف، بمنافسات قومية منهارة تنظيمياً، ومتدهورة فنياً، ومنتخب وصل الحضيض في ترتيب الفيفا، وتحكيم متدنٍ، وملاعب لا تصلح للعب كرة القدم، وأندية تعاني الأمرين لتسيير النشاط، واتحادات محلية معظمها مفلس مادياً ومنهار فنياً. * ذلك بخلاف القنابل الموقوتة التي ورثها اتحاده بشكاوى معلقة في المسابقة الأولى تحتاج إلى حسم سريع، وتعامل عادل لتمنع دخول الاتحاد الوليد في أزمات قد تعصف به قبل أن يبدأ نشاطه فعلياً. * إصلاح هذا الخراب يبدأ بالاجتهاد لتحسين البيئة الكروية، ومراجعة بنية المسابقة الكبيرة، التي تضخمت ليصل عدد أنديتها إلى 18، وإحياء مسابقة كأس السودان التي ماتت إكلينيكياً بدرجة جعلت غالبية أندية الممتاز تفر منها وتنسحب منها قبل أن تبدأ. * ذلك بخلاف الاهتمام بنشاط الفرق السنية، التي عادت إلى الظهور مؤخراً بعد غياب طويل على أيام شداد نفسه، وأفرزت عدداً مقدراً من المواهب في الفترة الماضية، ولا أدل على ذلك من أن أفضل مواهب شابة تسيطر على اهتمام الناس هذه الأيام ولدت من رحم تلك المنافسات، بقيادة التش وبيبو والتكت وغيرهما. * مطلوب من شداد أن ينسى مرارات الماضي، ولا يشغل نفسه بتصفية الحسابات مع الاتحاد السابق، وأن يجري تغييراً حقيقياً في طريقة إدارة الاتحاد، وفي بنية اللجان المساعدة، ويتابع أداءها بنفسه، كي يمنع وقوعها في أحضان الانحياز لأي ناد على حساب الآخرين. * مطلوب منه أن يقدم نفسه بهيئة جديدة، تدل على أنه ما زال قادراً على الإبداع، ومؤهل للتطوير، ومنحاز إلى الإصلاح، برغم تقدمه في السن. * مطلوب منه أن يسعى إلى إبعاد كرة القدم السودانية عن التدخلات الحزبية والحكومية، وتلك مهمة شاقة، لأنه أتى إلى قيادة الاتحاد بدعم حزبي مؤثر، من أمانة الشباب في المؤتمر الوطني. * مطلوب منه خطوات عملية لمحاربة الفساد الذي اشترى في الوسط الكروي، لذلك لم نهضم حديثه الغريب عن سعيه لإعادة أحد أكبر رموز الفساد في الكرة العالمية، ونعني به القطري محمد بن همام، الذي أدانته كل مؤسسات الفيفا بالفساد وأقصته مع بلاتر ووارنر وبقية الفاسدين الكبار عن منظومة كرة القدم العالمية. * حتى رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم لا يجرؤ على المطالبة بعودة بن همام، فما بالك بشداد؟ * انشغل بتطوير المستوى وتحسين البيئة الكروية المنهارة ودعك من الانشغال ببن همام وغيره يا دكتور. آخر الحقائق * تهليل الأهلة لخسارة مجدي شمس الدين غريب وعجيب. * الخدمات التي قدمها مجدي للهلال لم يقدمها له عبد الله رابح والطيب عبد الله رحمة الله عليهما. * حتى أسامة الذي نصبوه رمزاً للفساد وحاربوه بعنف قدم لهم مساعدات قيمة. * آخرها تأجيل مباراة الهلال وأهلي الخرطوم لمنح الهلال المنهار فرصة لالتقاط الأنفاس، والمحافظة على فارق النقاط الذي يفصله على المريخ. * ومنها تأجيل مباراة الهلال وهلال الأبيض، وعدم البت في شكوى حي الوادي نيالا ضد الهلال. * يجب على شداد أن يحذر من يريدون استخدامه مطية لتصفية حساباتهم الشخصية مع قادة الاتحاد السابق. * هؤلاء أخطر عليه من خصومه، لأنه يتحدثون عن محاربة الفساد، وهم فاسدون في أنفسهم، وغير مؤهلين للحديث عن الأخلاق بتاتاً. * فاقد الشيء لا يعطيه. * نتوقع من المجلس الجديد أن يعقد ورشة عمل تستهدف مناقشة كيفية معالجة المشاكل الكبيرة والمؤثرة التي تعاني منها الكرة السودانية عامةً، والمسابقات القومية خاصةً، على رأسها الدوري الممتاز وكأس السودان. * لا نريد منه ان يتحول بكامله إلى لجنة منظمة، مثلما فعل الاتحاد السابق, * الملاعب تحتاج إلى مراجعة عاجلة. * نتوقع وضع شروط قياسية للملاعب التي تستضيف المسابقات القومية، لتختفي (الزرائب) التي تلعب عليها بعض الأندية حالياً. * أي اتحاد محلي لا يمتلك ملعباً مجهزاً بنجيل مخضر ومستوٍ تفقد فرقه حقها في اللعب على أرضها، وتنقل مبارياتها إلى أقرب ملعب مجهز. * وتمنح مهلة لتحسين ملاعبها، وبالعدم يتم إبعادها عن الدرجة الممتازة وكأس السودان. * التحكيم يشهد تدهوراً غير مسبوق في المستوى العام. * الشكوى منه لا تنقطع، لذلك ننتظر من الاتحاد الجديد أن يجري تغييراً كاملاً في بنية اللجنة الحالية. * الحديث عن انسحاب محمد جعفر قريش من انتخابات الاتحاد العام وتفضيله للمريخ على الاتحاد غير دقيق. * تمسك شداد بقريش حتى آخر لحظة، وفضله على عامر، ووجد ذلك الاتجاه هوى في نفس محمد جعفر. * لولا إصرار أمانة الشباب على اللواء د. عامر لما انسحب قريش، ولفضل الاتحاد على المريخ. * ختاماً نقول شكراً لمعتصم جعفر والطريفي الصديق ومجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان، لأنهم سعوا لخدمة الكرة السودانية، وقدموا لها ما استطاعوا. * نرفض التشفي فيهم، ونستنكر أي محاولة للنيل منهم والشماتة فيهم. * يحمد لمعتصم الخلوق المهذب أنه بادر بزيارة شداد في داره وقدم له التهنئة بكل طيب نفس. * قدم معتصم ماله وجهده ووقته وعلاقاته للكرة السودانية، واتصف بحسن بالهدوء وحسن الخلق، واشتهر بالتسامح، ونحن نحبه ونقدره ونتمنى له كل خير. * نتمنى رؤية معتصم وأسامة في المريخ، ونقول لهما حبابكم عشرة بين أهلكم الصفوة. * المريخ بحاجة إلى الخبرات النوعية التي اكتسبها معتصم وأسامة من عملها في الاتحاد. * لا خلاف على أن الكرة السودانية تحتاج إلى عودة الانضباط إلى ساحاتها. * لكنها تحتاج أكثر إلى إعادة التنظيم وإلى رؤية متكاملة لتطوير المستوى والنهوض بكل جوانب اللعبة. * نهنئ الزميلة ميرفت حسين الصادق التي صنعت لنفسها تاريخاً جديداً بدخولها مجلس إدارة الاتحاد كأول أنثى تتربع على المقعد المخصص للمرأة في مجلس إدارة الاتحاد. * نبارك لشداد الذي نال تكريماً يستحقه، عطفاً على تاريخه الناصع في خدمة الرياضة السودانية. * آخر خبر: نترقب رؤية د. شداد.. النسخة الجديدة.