* يزعم البعض أننا نفرط في لوم الحكام، ونثقل عليهم، ونهاجمهم بلا مبرر. * المصيبة أننا وكلما توهمنا أن ظلم التحكيم للمريخ وترصده له بلغ منتهاه فوجئنا بظلمٍ جديد، وترصدٍ أشد. * لنأخذ مباراة أمس الأول مثالاً. * في أولى دقائق المباراة، اشترك مهاجم المريخ محمد عبد الرحمن مع أحد مدافعي حي الوادي في كرة عالية، فقفز المدافع على ظهر ميدو بعنف وسقط فوقه، وضربه على وجهه حتى كسر أنفه، وأفقده سِنّه! * مع ذلك فوجئنا بإقدام الحكم الأمين الهادي على احتساب المخالفة ضد محمد عبد الرحمن، الذي خرج من الملعب لتلقي العلاج وهو ينزف بغزارة، بينما كان الحكم يضحك مع المعتدي ولاعبي المريخ الذين احتجوا على المخالفة الكبيرة. * ذلك القرار القبيح منحنا إحساساً قوياً بأن هذا الحكم أتى من الخرطوم كي يعرقل المريخ. * بالفعل، احتسب الأمين الهادي الشهير بحكم الشكولاتة مخالفات من وحي خياله على المريخ، وأطلق صافرته في حالات أقل ما توصف بأنها مضحكة. * أقل احتكاك من أي لاعب مريخي مع لاعب من حي الوادي يحتسب مخالفة في لمح البصر، ومخالفات كبيرة ارتكبها أصحاب الأرض مع لاعبين من المريخ فوتها الحكم. * شخصياً كنت أمتلك رأياً إيجابياً في الأمين الهادي، لصغر سنه (26 عام)، ولأنه شاب طموح ومتعلم يمتلك شهادة عليا في الهندسة، وطموحاً كبيراً للترقي في مجال التحكيم. * توقعت له مستقبلاً باهراً في التحكيم، وتوهمت أنه سيصبح حكماً يشار إليه بالبنان في القارة السمراء كلها، وليس السودان فحسب، لكن ما فعله بالمريخ في نيالا أقنعني بأنني كنت مخطئاً في حسن ظني به. * يبدو أن هذا الشاب لا يدري أن ترصد ناد كبير بحجم المريخ سيقف حجر عثرة في مسيرته التحكيمية، وسيقضي على طموحه الكبير في المجال المذكور. * أكد الأمين الهادي أنه لا يختلف عن الحكم الفاشل ياسر الله جابو وزميله المتواضع صبري محمد فضل، وبقية الحكام الذين لا يرون في المريخ شيئاً جميلاً، ويجتهدون لعرقلته في كل المباريات التي تسند إليهم. * نعلم أن الدوري وصل لفته الأخيرة، وأن تقدم المريخ على المدعوم في عدد النقاط سيثير جنون اللوبي الأزرق داخل الاتحاد ولجانه المساعدة، وندرك أنهم لن يتقبلوا ذلك الوضع بسهولة، لأن لقب الدوري عندهم حصري على فريقهم المفضل. * لذلك حذرنا لاعبي المريخ من التفريط، وطالبناهم بمضاعفة الاجتهاد لاستعادة اللقب، وطالبناهم بأنه يقهروا الحكام قبل الخصوم. * ظننا أنهم استوعبوا درس التفريط القبيح الذي حدث منهم في الفاشر، وأنهم سيواصلون مسلسل الإجادة الذي بدأوه في كادوقلي، عندما قهروا الحكم المنحاز والأرضية السيئة وحرارة الجو وحققوا أجمل انتصار، ثم واصلوا تميزهم في الأبيض بفوز جميل على أحد أقوى أندية الممتاز. * المزعج في مباراة نيالا ليس النتيجة، بل الأداء الجنائزي، والعرض الباهت، لكل اللاعبين (ما خلا بيبو وباسكال)، اللذين يقدمان مستويات ثابتة في كل المباريات. * كتبنا قبل فترة وطالبنا لاعبي المريخ أن يقتدوا ببيبو وباسكال وصلاح نمر في الجدية وقوة الأداء والإجادة والمحافظة على المستوى العالي في كل المباريات. * في نيالا واصل بيبو وباسكال رحلة التميز، وتراجع أداء صلاح نمر الذي ارتكب مخالفة أمام منطقة الجزاء بلا أي داعٍ، مع تمام علمه وعلم الجميع بأن المباريات التي تقام على أرضيات سيئة يصعب تسجيل أهداف فيها إلا من ضربات ثابتة. * جماهير المريخ الذواقة تتقبل تعثر الفريق لو اقترنت النتيجة بأداء متميز، ولا تفرح بفوز يصحبه أداء هزيل. * لذلك أصابها مستوى الأحمر في نيالا بالحزن، لكن ذلك الشعور لم يقلل من ثقتها في قدرة فريقها على تحقيق لقب الممتاز. * مطلوب من فرسان المريخ أن يطووا صفحة الأداء القبيح الذي قدموه في المباراة الأولى، ويجتهدوا لتعويض جماهيرهم وتحسين مستواهم وحصد انتصار باهر على مريخ البحير. * انتصار يأتي مقروناً بأداء يشبه المريخ ويليق به. * أما محمد موسى فنوصيه بأن يراجع شريط المباراة الأخيرة، ليعلم أنه أخفق في إدارة المباراة بالطريقة المناسبة، وأنه تسبب في إهدار الفوز بتبديلين غير موفقين، وفشل في تحسين مردود فريقه الذي قدم أسوأ مباراة له في الموسم الحالي، بعد سلسلة من المباريات القوية والأداء الراقي الذي جعلنا نطلق عليه لقب (منصور رمضان الجديد)! * لم نتفهم مسببات إبقاء الباشمهندس على التش في الملعب برغم سوء أدائه وعجزه عن السيطرة على الكرة في الأرضية السيئة، ولم نهضم إقدامه على إشراك ضفر في وسط الملعب، وهو البعيد عن حساسية المباريات التنافسية، بأمر المهندس نفسه. * مريخ محمد موسى لم ينقل ثلاث تمريرات صحيحة طيلة زمن المباراة، ولم يصنع أي فرصة على مدار تسعين دقيقة، واعتمد على الإرسال الطويل لمهاجمين قصيري القامة. * توقعنا من المهندس أن يعدل الطريقة في شوط المدربين ليفتح اللعب على الأطراف بإشراك جناحين ثابتين وتحويل طريقة اللعب إلى 3:3:4 ولم يفعل، فكانت المحصلة نتيجة مخيبة ومستوى قبيح لا نتمنى مشاهدته في مباريات مرحلة الحصاد. * نتوقع منه الأفضل أمام مريخ البحير. آخر الحقائق * نعلم أن أرضية ملعب نيالا لا تساعد على التميز. * تلك الأرضية تمثل سبة في جبين المدينة الجميلة، التي قدمت فريقين للمسابقة الكبيرة، وفشلت في توفير (نجيل أخضر) لهما، ولكل الفرق التي تزور المدينة لمنازلة ممثلي نيالا في الدوري الممتاز. * نقول لمعتمد نيالا وقادة الاتحاد المحلي إن هذا الملعب القبيح لا يشبه مدينتكم، ولا يليق بها، ولا يساعد على تطوير الكرة فيها. * ملاعب كوستي والنقعة ونيالا وكادوقلي يجب أن تحذف من قائمة ملاعب الممتاز للموسم الجديد، ما لم يتم تحسينها لتصبح صالحة للعب كرة القدم. * يجب مراجعتها ووضع اشتراطات محددة لها لضمان توافر نجيل مخضر ومستوٍ فيها كلها. * أي اتحاد محلي لا يمتلك ملعباً مطابقاً للمواصفات يجب أن يحرم من اللعب بإستاده في الدوري المقبل. * ما لم يتم التعامل مع ملف الأرضيات بصرامة فلن تتحسن. * لا يمكن أن نحلم بتطوير المنافسة وتحسين مستواها طالما أنها تلعب في ملاعب تشبه حظائر البقر. * نتوقع من الاتحاد أن يخاطب الاتحادات المحلية التي تمتلك فرقاً في الممتاز، والتشديد على الشروع في صيانة الملاعب وتأهيلها فور انتهاء المنافسة الحالية. * بناء المقصورات والمدرجات وغرف اللاعبين وقاعات كبار الزوار ليس مهماً. * كرة القدم تلعب على أرضيات مخضرة ومستوية وليس في المقصورة ولا المدرجات. * وفروا لنا ملاعب جيدة وألعبوا في السهلة. * ما الصعب المعقد في توفير نجيل أخضر لأكبر المسابقات الكروية بالسودان؟ * نتوقع من الباشمهندس أن يولي السماني والنعسان المزيد من العناية ويمنحهما فرصة الظهور في المباريات المقبلة. * أداء المريخ لم يتحسن ويتطور إلا بعد أن اعتمد مدربه على الشباب الموهوبين. * الطريقة القبيحة التي أدار بها حكم الشكولاتة مباراة المريخ وحي الوادي منحتنا إحساساً قوياً بأنه حضر إلى نيالا خصيصاً لعرقلة المريخ. * أي لمسة مع لاعب من حي الوادي مخالفة! * وضرب يؤدي إلى كسر الأسنان وتحطيم الأنف وإسالة الدماء لا يعتبر عنده مخالفة. * المثير للغضب أن حكم الشكولاتة احتسب المخالفة على محمد عبد الرحمن، محولاً المجني عليه إلى جانٍ. * أما مساعده الأول فقد احتسب تسللاً على بكري المدينة براية بالغة القبح. * لم يكن هناك تسلل إلا في خيال المساعد المترصد. * نتوقع الأسوأ من حكام المباراة المقبلة. * لا نتخوف من الوصيف مدمن النزيف بقدر من نخشى حكام الترصد ورايات الظلم القميئة. * آخر خبر: لا غرابة، الغريب حقاً أن يجد المريخ إنصافاً من حكام هذه المنافسة المتخلفة المتعفنة.